الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولد الإمام السجاد .. الصوفية تختتم احتفالاتها بمسجد زين العابدين | بث مباشر

مولد الإمام السجاد
مولد الإمام السجاد

اختتمت الطرق الصوفية اليوم السبت، احتفالاتها بمولد الإمام السجاد زين العابدين بمسجده في منطقة السيدة زينب.

والإمام زين العابدين علي ابن الحسين رضي الله عنهما، ولد في الخامس من شعبان عام ٣٨ هـ، بالمدينة المنورة، و قيل الخامس عشر من جُمادى الآخرة.

وقد عايش الإمام السجاد عصور إمامة جده الإمام علي بن أبي طالب سنتين وإمامة عمه الإمام الحسن عشر سنوات و إمامة والده الإمام الحسين إحدى عشر سنة، وقد عاش بعد شهادة والده أربع و ثلاثين سنة، وجاء في بعض المصادر القديمة يسمى الإمام زين العابدين علي الأكبر، و لكن اسم علي زين العابدين هو الذي انتشر أكثر لمنع الالتباس بينه وبين علي الأكبر ابن الإمام الحسين الذي استشهد في يوم عاشوراء، بحسب الشيخ المفيد خصص له باباً في كتابه "كتاب الإرشاد".

كما أن الإمام زين العابدين لم يكن بامكانه أن يُقاتل إلى جانب والده في كربلاء في يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به ومنعه عن المشاركة في القتال. لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الإمام الحسين و الذَين كان اسمهما علي أي علي الأكبر وعلي الأصغر كانوا مُقتنعين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد الإمام الحسين.

وكان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأى الإمام السجاد علي ابن الحسين بين الأسرى الذين جيئ بهم من كربلاء. عندما رآه يزيد أراد قتله فورأً من خوفه و لكن عمته زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب حالت بينهم وبينه. كل ذلك والمرض الذي كان ما زال يعاني منه الإمام جعلا يزيد يتجنب الفضيحة وأعرض عن قتله. وبذلك استمر نسل الإمامة ولم يستطع يزيد محو هذا الخط الإلهي خط الأئمة الاثني عشر كما كان يتمنى.

في ذلك الموقف وقف الإمام علي ابن الحسين متحدياً وقال يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات ‏للَّه فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب قال فأبى يزيد عليه ‏ذلك، فقال الناس: يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع‏منه شيئاً فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي ‏سفيان فقيل له: يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل ‏بيت قد زقوا العلم زقاً. فلم يزالوا به حتى أذن له.

وصعد الإمام زين العابدين المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب، ثم قال: أيها الناس أعُطينا ستاً وفضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين ‏وفضلنا بأن منا النبي المختار محمداً ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد اللَّه وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

وبعد وفاة الخليفة الرّاشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه بالتنازل عن حقه في الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان، فاستقرّ الأمر إلى معاوية الذي أصبح خليفةً للمسلمين حتى سنة 60 للهجرة، وبعد ذلك تولّى ابنه يزيد الخلافة فلم يبايعه عدد من كبار الصحابة ومنهم الحسين بن علي رضي الله عنه الذي توجّه إلى العراق بعد أن راسله أهلها معلنين استعدادهم لنصرة آل البيت.

كما تشرّب العلم والفقه صغيراً، فأبوه هو الحسين بن علي رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله، وجده هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يعتبر من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أفضل الصحابة على الإطلاق وأكثرهم علماً وفقهاً وشجاعة.

وقد ساهمت نشأة زين العابدين في بيت النبوة في بلورة شخصيته التي اتسمت بالعلم والورع والتقوى وإيثار الآخرة على الدنيا، العلم شهد الكثير من العلماء بأنّ زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه كان أعلم أهل الأرض في حينه ومنهم: الإمام الزهري، وسعيد بن المسيب، وسفيان بن عينة، ولعل أشهر ما ينسب إليه صحيفة تسمى الصحيفة السجادية وفيها عبارات بليغة في الدعاء لله والتوسل إليه.