قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماذا يعني سوء الظن؟ خطيب المسجد الحرام : اجتنبوه بهذا الفعل

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن سوء الظن؛ وهو التهمة بلا دليل ولا بينة، والظن السيئ لا يغني من الحق شيئا، قال جل وعلا: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾.

ماذا يعني سوء الظن

وأوضح " المعقيلي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الله سبحانه وتعالى أمر باجتنابِ كثيرٍ من الظن؛ احترازاً من الوقوع في الإثم، فكم أوقع سوء الظن، من فراق بين المتحابين، وخلاف بين المتشاركين، وفساد للعشرة، وانقطاع للصحبة.

وأضاف أن حق المسلم على إخوانه، أن يوثق به ويؤتمن، ولا يظن به سوءاً ولا يخون، ما دام الخير ظاهراً على أخلاقه، وأمارات الثقة بادية على طباعه، منوهًا بأن الشريعة الإسلامية دعت إلى كل ما يحقق معنى الأخوة، ويزيد في الألفة والمودة، ورتبت الأجر والمثوبة عليه.

وأشار إلى أن الشريعة نهت عن كل ما يؤدي إلى الاختلاف والفتنة، وسدّت الطرق المفضية إليه، ومن جملة ما حذرت الشريعة منه سوء الظن، لافتًا إلى أنه دخل رجلٌ على أبي دُجانة رضي الله عنه، وهو في مرضه الذي مات فيه، ووجهه رضي الله عنه يتهلل ويقول: "ما من عملٍ أَوْثق عندي من شيئين: لا أتكلم في ما لا يعنيني، وقد كان قلبي سليمًا".

حق المسلم على إخوانه

واستند لما قال الإمام الشافعي رحمه الله: "من أحب أن يختم له بخير، فليحسن الظن بالناس، مشيرًا إلى أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكّر أصحابه بحسن الظن، وعظم حرمة المؤمن، ففي سنن ابن ماجه: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: ((مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا)).

وتابع: ويربيهم صلى الله عليه وسلم، على سد منافذ الشيطان، ونزع فتيل سوء الظن، ففي الصحيحين: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ)).

واستطرد: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دخلته الريبة، وأحاطت به ظنون السوء بزوجته؛ لأنها ولدت غلاماً ليس على لونها ولا لونه، فأزال النبي صلى الله عليه وسلم ما في قلبه، بسؤاله عن لون إبله، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ))، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((مَا أَلْوَانُهَا)) قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: ((هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ)) - والأوْرَقُ من الإبل: هو الذي في لونه ‌بياضٌ إلى سواد، - قَالَ الرجل: نَعَمْ، قَالَ: ((فَأَنَّى كَانَ ذَلِكَ))، قَالَ: أُرَاهُ عِرْقٌ نَزَعَهُ، فقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ)).