الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العنف.. مقدمة لظواهر أكثر خطورة

مجدي أبوزيد
مجدي أبوزيد

انتشرت في المجتمع المصري ظواهر مجتمعية خطيرة لم يعتدها المصريون من قبل .. ظواهر في أغلبها مزعج وعنيف بل أحيانا مروع ويتنافي مع الطباع الأصيلة للمصريين.

فكم من مرة يستيقظ المجتمع علي أخبار أن شابا أو فتاة تخلص من حياته، أو حادث قتل يتم بأسلوب شديد العنف والشراسة، وغيرها من الجرائم التي تهز وجدان الناس وتثير هلعهم مما يدفع اي انسان الي التفكير في الأسباب التي أدت الي هذه الظواهر الشاذة في مجتمعنا.

كان من الأولي بعلماء المجتمع الانتباه الي هذه الظواهر الخطيرة ودراسة أسبابها وكيفية معالجتها، ولكن بما ان هذا لم يحدث فدعونا نحاول أن نصل لأسباب انتشار هذا العنف الدموي الذي يصدمنا يوما بعد يوم.

فمنذ عده أعوام ومع ظهور داعش وانتشار فيديوهات مصورة لقتل ضحاياهم بصورة متوحشة لا آدمية أدركت أننا مقبلون علي جيل سيكون متبلد الحس والمشاعر، جيل تعودت عيونه علي العنف والدماء والشراسة.

منذ أسابيع قليلة قام زوج عمره 33 سنة بنحر زوجته من الرقبة داخل محل السكن، والتقط صورا سيلفى مع الجثة وأرسلها إلى أسرة زوجته واحتجز بناته الثلاث، حاملا سكيناً، وهدد بقتلهن وادعى تعديه على زوجته لخلافات زوجية بينهما.

مشهد القتل من الرقبة اعتدنا مشاهدته فى فيديوهات كانت تبثها الجماعات الإرهابية ضد ضحاياها، وقاتل زوجته عمره 33 سنة وتشكل وعيه وإدراكه فى فترة نشاط الجماعات الإرهابية، إلى جانب ماثبت من تعاطيه المخدرات والاضطرابات الشخصية وهى التى ساهمت بشكل كبير فى قيامه بهذا الفعل الشنيع.

ومن ضمن أسباب انتشار العنف هو قيام الإعلام بتسليط الضوء على بعض الرموز السلبية من دراما وأفلام تعرض نماذج سلبية، ومشاهد عنيفة تشجع على البلطجة، والسلوك العنيف، وهو ما يجب أن يكون في مواجهته برامج للتوعية، ونشر محتوى ثقافي وتعليمي لمحاربة المحتوى الذي يشجع على العنف.

عامل أخر لعب دوراً خطيراً في انتشار ظواهر العنف الا وهو إنشغال الآباء عن تربية ومتابعة أولادهم، فالوالدان أرهقتهما مطالب الاولاد المادية فصاروا يعيشون في دائرة طاحنة من العمل من أجل توفير مصدر رزق يكفي متطلبات الحياة مما جعل قدرتهم علي تربية وتعليم ومتابعة أولادهم والأفكار التي يعتنقونها، والأفكار التي تدور بعقولهم درباً من المستحيل.

لأن الأبناء مشغولون بما يشاهدونه من عنف وقتل  فى فيديوهات عبر مواقع السوشيال ميديا، أو فى الالعاب الإلكترونية التى من ضمنها ألعاب تحرض على العنف وكم من طفل توفى بسبب لعبة وهو ما يؤكد إبتعاد الآباء عن مراقبة وتقويم أبنائهم، كما أن التفكك الأسري عامل مهم فى زيادة معدلات انتحار الشباب.

الخلاصة.. أن الوضع الذي صرنا عليه يحتاج فعلا الي دراسة عميقة وحثيثة وضرورية من جانب علماء الاجتماع، لان تجاهلها سيؤدي الي تفاقمها، وربما إستحداث ظواهر أخرى أكثر خطورة.