كشفت الواعظة فاطمة موسى، الداعية الإسلامي بالأزهر والأوقاف، عن عبادة مخصوصة بوقت الكوارث والزلازل، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا قنوت الزلازل في كافة الصلوات الخمس.
عبادة مخصوصة بوقت الكوارث
وقالت “موسي”: “لنا إخوان في محنة شديدة وأزمة لم تحدث منذ فترة بعيدة، حيث هناك شهداء وهناك أيضا أحياء لازالوا تحت الأنقاض”، مؤكدة أن النبي شرع لنا عبادة مخصوصة وقت الزلازل والبراكين والكوارث وهي قنوت النوازل وهو سنة عظيمة.
وأوضحت أن القنوت هو دعاء الركوع الأخير من صلاتي الوتر والفجر، لافتة إلى أن قنوت النوازل يسن في سائر الصلوات في الركعة الأخيرة من الفرائض.
وفي دعاء قنوت الزلازل قالت: “اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت ، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت ، وباركْ لنا فيما أعطيت ، وقِنا شرَّ ما قضيت ، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت ، ولا يَعزُّ مَن عاديت ، تباركت ربَّنا وتعالَيت”.
وتابعت ثم يسن الدعاء بما يناسب المحنة والكارثة وأن يردد المسلم قول :"اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم ادفع عنا البراكين والزلازل".
قضية الزلازل وتسخير الله للكون
وفي فيديو نادر كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي عن أسرار إرهاب الزلازل والبراكين للإنسان دون سائر المخلوقات مع خلقها مسخرة له، حيث قال : “ إن الحق سبحانه وتعالى تارة يمتن على عباده بما سخره لهم في السماء وتارة بما فوق الأرض وتارة ما تحت الثرى"، موضحاً أن كل شيء موجود في الكون جاء مسخراً للإنسان".
وتابع: "أروني شيء يرفض الخضوع للإنسان، مؤمن أو كافر، فالحق سبحانه يقول بالتسخير وهو التذليل، لكننا نجد شيء يتمرد علينا كالزلزال أو البركان أو الطوفان لأن الله لو جعل الأمر رتيبا لاستعلى الإنسان واستغنى، وراء الأسباب والمسببات والتسخير أشياء تهز ضمائر الغافلين”.
دلائل قدرة الله في حدوث الزلازل
بينما أكد الدكتور بندر بن عبدالعزيز بن بليلة إمام وخطيب الحرم المكي، أن لله في أكوانه آياتٌ ظاهرات، ومُعجزات باهرات، تشهدُ بعظمة الخالقِ وجمالِ الخلق، وتدعو إلى التدبُّر والتبصُّر واليقين.
وتابع خلال خطبة الجمعة اليوم من رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة: ألم تَروا إلى هذه الأرض التي منها تُخلَقون، وعليها تعيشون، وعلى ظَهرها تدرُجون، وفي بطنها تُدفنون جعلها اللهُ بِساطًا ومِهادًا وقرارًا، وقدَّر فيها الأرزاقَ والأقواتَ إنعامًا منه وإفضالاً واقتدارا، ثم شاء سبحانه فزلزلها إعذارًا وإنذارا و إن تَزلزُلَ الأرضَ مَدعاةٌ لتَزَلْزُلِ القلبِ ويَقَظَتِه، ولينِه بعد قَسوتِه، تعظيمًا لله ووَقارا، وإخباتًا له وانكسارًا، وبُعدًا عن مَناهيه، وتلمُّسًا لمَراضيه.
وقال خطيب الحرم المكي: لقد فُجع الناسُ بما جرى في بعض ديار المسلمين من الزلازل المدمِّرة، والرَّجَفَات المُروِّعة، ولله سبحانه الحمدُ على ما قدَّر وقضى، يبتلي بالسراء والضراء، ويختبِرُ في المنع والعطاء، ويَعِد الصابرين بالرحمة والهُدى والصلوات، وله الحكمةُ البالغةُ والرحمةُ السابغةُ في البَلايا والمصيبات، وإنا لنرجو منه سبحانه أن يجعل أولئك المنكوبين في حِزره وضَمانه، وكَنَفِه وإحسانه، وأن يشفيَ مرضاهم، ويُداويَ جرحاهم؛ ويرحمَ موتاهم.
وأضاف خطيب الحرم المكي: لقد كانت هذه البلادُ المباركةُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ خيَر مِعوانٍ في هذا المصاب الجَلَل، فمَدَّت أياديَ العون والعَطاء، وغَدَت للمضرورين منه روضَ خيرٍ وسَحابَ نَدى، فشكر اللهُ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ وسموِّ وليِّ عهدِهِ ما أَمرا به ووجَّها، وأحسن إليهما، وأجزل لهما الأجرَ والثواب، ولا يَفَتْكم أيها الموفَّقون أن تُصيبوا من هذا الخير، برفِدِ المصابين في ذاك الحدث ومساعدتهم من خِلال الجهاتِ الرسمية، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ ما في عون أخيه.