الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب مصائب عصرنا والكوارث ومعاناة البشرية.. خطيب المسجد الحرام: احذروا هذا الفعل

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن قيام الحضارة وازدهارها واستمرارها يرجع إلى ضبط سلوك الإنسان، مشيرًا إلى أن سقوطها يرجع إلى يحمله من قيم ومبادئ ونظرة إلى الحياة، كما يرجع بقاؤها وقوتها إلى معاييرها في ضبط سلوك الإنسان وتربيته.

قيام الحضارة

وأوضح " بن حميد " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه لا تحرص أمة من الأمم على شيء من مفاخرها وآدابها، مثل حرصها على قيمها الحضارية التي تشكل حياتها وملاك أمرها وعلو شأنها، منوهًا بأن الأخلاق أساس بناء الأمم والسلامة من الهلاك، والقواعد الأخلاقية لا تبتعد عن المبادئ الدينية.

وأضاف أن بروسخ الأخلاق يتحقق الأمن والسلامة من الهلاك والفناء بل لا يمكن العيش ولا التعايش بدون القيم العالية والأخلاق السامية، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة الأعراف: “والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون”.

وأفاد بأنه قد قيل كل صفة في القلب، يظهر أثرها على الجوارح، ومتى ما كان الخلق حميدًا أثمر سلوكًا رشيدًا، وصلاح أفعال الإنسان بصلاح أخلاقه، وأي مجتمع لا يرتبط بروابط مكارم الأخلاق فإنه لا ينعم بالسلم والإيمان والانسجام، بل يظهر فيه التفكك والتصارع ثم الفناء والتلاشي.

وأشار إلى أن المثلية والتحرر الجنسي سبب في معاناة البشرية والكوارث،   بضرورة الالتزام بالأخلاق الحميدة وتعاليم الدين الصحيحة، لافتًا إلى أن مصائب عصرنا نتيجة انحدار الأخلاق والغرق في الشهوات، فالحضارة لا تقاس بأثارها المادية ولا بالترف المادي، بل بآثارها في حفظ الإنسان وصيانة كرامته، الماديات والمخترعات والمكتشفات لا تكفي لسلامة البشرية ونشر الطمأنينة والسلام.

في عصر المسلمين

ونبه إلى أن في عصر المسلمين القواعد الأخلاقية لا تنفك عن المبادئ الدينية، ولا على المقاصد الإيمانية ولا تنفصل عن التعاليم الشرعية، لما قال الإمام الشاطبي: “إنما هي تخلق بمكارم الأخلاق”، فالشريعة إنما هي تخلق بمكارم الأخلاق، فالشريعة تنظيم أحكام وتهذيب أخلاق ثم قال وهذا الذي يمنعه سوء الحال واختلال النظام، معاشرة الأخوة وجمال الخلق هو التدين فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين.

وأكد أنه لا دين بغير أخلاق، ولا أخلاق بغير دين، والأخلاق الصحيحة والقيم المستقيمة لا تتغير بتغير الأشخاص، ولا بتبدل الأحوال، ولا بتقلب الأزمنة، ولا بتعدد الأمكنة، فهي تكون مع العدو والصديق، ومع القريب والبعيد، مع القوي والضعيف، ومع المنتصر والمهزوم، ومع البار والفاجر، فقال الله تعالى في سورة البقرة: وقولوا للناس حسنى.

وتابع: ومن الانهيار العظيم أن تتبع الأخلاق المصالح فهذا زور وانحراف، وهي حين إذا سياسة مصالح لا سياسة مبادئ، مضيفًا: ومن هنا فإن ما تعانيه البشرية اليوم في كثير من ديارها من خوف وقلق وما يبرز من تغيرات في المناخ، ومن حرائق في الغابات، وجفاف في بعض الأنهار، وما يتجلى من تمييز في المعايير وتمييز في النظر بين الشعوب، ومعالجة الأزمات العالمية، وما يحصل من تقتيل، وإجلاء عن الديار، وتهجير عن الأوطان، كله بسبب تنكر القيم، وعدم الالتزام بدين الحق، وغلبة الأثر والأنانية، والإغراق في الشهوات، والتفكك الأسري والتحرر الجنسي.

الإلحاد والانحراف

واستشهد بقول الله تعالى في سورة الروم: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”، مشيرًا إلى أنه قد برز الإلحاد والانحراف في الحرية والتحرر العقلي والفكري، والتمرد على الأسرة حتى ما وصلوا وأعوذ بالله إلى ما يسمى بالمثلية وهو الشذوذ والفاحشة التي لم يسبق إليها أحد بالعالمين.

واستطرد: أخرجوهم من دياركم وأخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون، ولا تصدقوا من يقول إن التقدم المادي يملأ الفراغ الروحي، لقد خسروا وهم يعيشون على وعود في تحقيق السلام وإناء الحروب ونشر العدالة والمساواة وبسط الأمن واحترام حقوق الإنسان على ظن منهم أن التقدم المادي كفيل بملء الفراغ الروحي ونشر القيم الصحيحة والأخلاق المستقيمة لقد غرقوا في أوحال الرغبات الجنسية والشهوات الدينية والتحلل من الضوابط الاخلاقية حين تضعف القيم يخترع الإنسان آلات الفساد ووسائل الغواية وكل ما يؤدي إلى التدمير والهلاك.

ولفت إلى أن ما أنعم الله به من التقدم العلمي الهائل وما تحقق بالإنسانية من إنجازات في ميادين العلم أمر لا ينكر ويستحق الشكر، ومعرفة حق الله فيه في الصناعة والطب والتعليم، والثقافة والآلات والتقنيات، وعلوم الفضاء وغيرها، ولكن المسألة في إهمال القيم والأخلاق وعدم العناية الصحيحة بالنفس والقلب والعلم الصالح، مضيفًا: صلاحكم بصلاح دينكم والتزامكم بتعاليمه.