منافسات الباعة السوريين واللبنانيين تغير وجه الضاحية الجنوبية في رمضان
إلى جانب الخوف والقلق والرعب اليومي الذي يعيشه سكان الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله خاصة بعد التفجير الذي استهدف منطقة بئر العبد في الضاحية قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان، لا يبدو وجه الضاحية كما كان في الشهر الكريم في السنوات الماضية.
في جولة سريعة لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء في الأحياء والشوارع المكتظة، يشكو أبو علي صاحب أشهر محل عصير في برج البراجنة من "الاكشاك المتنقلة للباعة للسوريين" والمنافسة الشديدة التي يواجهها منهم.
"الرزق على الله" يقول أبو علي، لكن علبة عصير الليمون على سبيل المثال التي يبعيها بـ 8000 ليرة (أكثر من 5 دولارات) تجدها بـ5000 ليرة (أكثر من 3 دولار) على العربة الجوالة وربما بسعر أقل على عربة أخرى، ما قلص حركة البيع عنده إلى النصف".
الحاج ممدوح اللاجئ السوري في الضاحية والآتي من أدلب (شمالي سوريا) اتخذ إحدى الزوايا في عين السكة ببرج البراجنة لبيع عصير الليمون وألصق عليها صورة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يقول "حين ينتهي شهر رمضان أفكر بالبدء ببيع الخضار، المهم ألا أتوقف عن العمل، لأن لدي 5 أولاد صغار والحال صعبة جدا".
وبإمكان المار في شارع برج البراجنة الرئيسي أن يشعر بفرق كبير حصل في شكله العام، بفعل تدفق أعداد كبير من اللاجئين السوريين إليه.
بالأمس كان يشتكي سكان الضاحية من الغلاء الفاحش في الأسعار مع بداية موسم رمضان خاصة أسعار الخضار واللحوم، ولكن اليوم إن لم يعجبك سعر البندورة والخيار من البائع اللبناني يمكنك زيارة عربة اللاجئ من حمص (وسط سوريا) فتحصل على السعر الأرخص".
وعربات الألعاب ومحلات الملابس والبضائع السورية أغرقت السوق في برج البراجنة بشكل لافت.
تتحدث سما السباعي (35 عاما) صاحبة أحد المحال عن ركود خانق وكساد في بضاعتها التركية والوطنية بسبب رخص الأسعار في المحلات التي استأجرها السوريون وفرشوا بضاعتهم فيها.
وتضيف: "في مثل هذه الأيام من السنة الماضية كنا ننهك بسبب إقبال الناس الشديد على بضاعتنا المعروفة بجودتها، أما اليوم أحوال الناس صعبة جدا ويفضلون السعر الأقل بصرف النظر عن الجودة، ولا نلومهم على ذلك لأن حالنا يشبه حالهم".
وتأمل سما "أن يتغير الحال في الأيام الأخيرة من رمضان حيث يقبل الناس على شراء الأفضل لثياب عيد الفطر المبارك".
ولا يخفي سكان برج البراجنة خوفهم من "اللاجئين السوريين" لأن انتماءاتهم السياسية غير واضحة، وفي المقابل يشعر السوريون بأنهم "غرباء ودخلاء" على الضاحية وينتظرون "الفرج" للعودة إلى بلادهم.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين تتوزع في مناطق الضاحية الجنوبية، لكن النسبة الأكبر موجودة في برج البراجنة نظرا للفقر الذي تعيشه المنطقة إضافة إلى وجود مخيم للاجئين الفلسطينيين فيها أصلا.
وكان التقرير الأسبوعي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والذي صدر يوم الأحد الماضي، قد أوضح أن "عدد النازحين السوريين الى لبنان والذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها قد بلغ أكثر من 604 ألاف شخص".