وصلت رواية "الأفق الأعلى" للكاتبة السعودية فاطمة عبد الحميد، إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، معربة عن سعادتها بالوصول إلى القائمة القصيرة للجائزة، متمنية أن تحصدها في دورتها الحالية.
وقالت مؤلفة الروايةإن «الأفق الأعلى»، هي روايتها الوحيدة التي بدأتها بلمسة شخصية، وخلطت فيها ما بين الواقع والخيال، وكأنها اهتدت إلى جزء مختلف وغير مستعمل من دماغها، في غمرة الحزن على فراق عمها الوحيد، الذي كان بمثابة الأب والصديق والمعلم الأول في مدرسة التمرد.
وأضافت: «لاحظت أن بعض النساء المعزّيات يتلفتن بحذر في كل الجهات، ثم يتبادلن المعلومات بهمس، وكأن على تلك المواقف أن تخرج منهن في تلك اللحظة، وإلا ستكون في خطر أن يجتاحها عث النسيان، الحاضرات كن يستدعين مواقف للفقيد، يقوم بها سرا بمنتهى النبل والجسارة مع أزواجهن أو إخوتهن، إذ بدأ بعد موته وكأنه مشهور ومجهول في آن، فظلت ذكراه ومواقفه الخفية على مدى أشهر تظهر متتابعة.. يُصلح بين زوجين، يُقرض أحدهم، يعيد حقا لصاحبه، يكفل أسرة، وهكذا تتالت قصص حية تأتي من البعيد عنه، وكأن الجميع اعتزموا بتلك الثرثرة على عدم فقدانه، حينها أدركت أن الحب هو الأمر الوحيد الذي لديه فرصة لمواجهة الموت، وأن للكتابة قوة تفوق القدر والزمن، فتخيلت ذلك الخصم الأزلي المسمى بالموت، يتقدم ببطء متوقفا بعد كل خطوة يخطوها، وبصوت عميق خالٍ من العاطفة يدافع عن نفسه، ويشرح ما يَرى هو، وما لا يُمكن لنا أن نراه».
ولفتت إلى أن مشروعها القادم يميل إلى كسر نمط الوحدة، كنوع من التحدي ترى نفسي بحاجة إليه، والذهاب لأسلوب واقعي أكثر، للتاريخي أكثر، مؤكده على أنها عزمت على خوض تجربة مختلفة هذه المرة، لا تريد أن تضع العربة أمام الجواد وتعيق السير.
السعودية فاطمة عبد الحميد بالقائمة القصيرة لـ"البوكر العربية"
فاطمة عبد الحميد من مواليد جدة، عام 1982، وهي حاصلة على بكالوريوس في علم النفس، وبرعت في الكتابة مستغلة موهبتها.
لفتت فاطمة الانتباه بعد أن أصدرت مجموعة قصصية بعنوان «كطائرة ورقية» عام 2010، ثم رواية «حافة الفضة» عام 2013، قبل أن تخرج إلى النور رواية «ة النسوة» عام 2016، وأخيرًا «الأفق الأعلى» التي حققت نجاحًا كبيرًا عام 2022.
تفاصيل القائمة القصيرة للبوكر العربية
وتم الإعلان عن القائمة القصيرة في مؤتمر صحافي عُقد افتراضياً، حيث كشف محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء اللجنة، وهم ريم بسيوني، أكاديمية وروائية مصرية؛ وتيتز روك، أستاذ جامعي ومترجم سويدي؛ وعزيزة الطائي، كاتبة وأكاديمية عُمانية؛ وفضيلة الفاروق، روائية وباحثة وصحافية جزائرية، وياسين عدنان، عضو مجلس الأمناء، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة.
وشملت روايات القائمة القصيرة في دورتها السادسة عشرة، "مُنّا" للصديق حاج أحمد، و"حجر السعادة" لأزهر جرجيس، و"كونشيرتو قورينا إدواردو" لنجوى بن شتوان، و"أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي، و"الأفق الأعلى" لفاطمة عبد الحميد، و"تغريبة القافر" لزهران القاسمي.
ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية.
وسيتم الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في احتفالية تنظم في أبو ظبي يوم الأحد 21 مايو 2023.
وتضم القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية السادسة عشرة، ثلاث كاتبات وثلاثة كتّاب من ستة بلدان عربية، تتميز رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة وهامة.