الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى وفاة صلاح الدين الأيوبي.. تعرف على الوصية التي تركها لنجله

صدى البلد

يصادف اليوم ذكري وفاة القائد العظيم الناصر صلاح الدين الأيوبي في مثل هذا اليوم 4 مارس عام 1193.

ترك  صلاح الدين الأيوبي لولده وصية جاء نصها كالاتي: "أوصيك بتقوى الله تعالى فإنها رأس كل خير ، وآمرك بما أمر الله به فإنه سبب نجاتك ، وأحذرك من الدماء والدخول فيها والتقلد بها فإن الدم لا ينام ، وأوصيك بحفظ قلوب الرعية والنظر في أحوالهم، فأنت أميني وأمين الله عليهم ، وأوصيك بحفظ قلوب الأمراء وأرباب الدولة والأكابر . فما بلغت ما بلغت إلا بمداراة الناس ، ولا تحقد على أحد ، فإن الموت لا يبقى على أحد ، وأحذر ما بينك وبين الناس فإنه لا يغفر إلا برضاهم وما بينك وبين الله يغفره الله بتوبتك إليه فإنه كريم " ..

 

عرف صلاح الدين الأيوبي، سواء في البلاد العربية أو الأوروبية كمحارب شهم كريم الأخلاق كما عُرف كمسلم مؤمن، متواضع، وكانت له العديد من المآثر الإنسانية التي تجلت فيها رقة قلبه، ولم يكن قائداً مقاتلاً عنيداً فقط، بل كان مثقفًا يحب العلم ويشجع العلماء، فقد عمّر المساجد وأصلح الري وبنى القلاع والأسوار في القاهرة ودمشق.

بعد نجاحه في الانتصار على الصليبيين ودخول مدينة بيت المقدس تسامح مع سكان المدينة، بدليل أن صلاح الدين لم يفعل كما فعل جنود الحملة الصليبية الأولى الذين اقتحموا المدينة وقتلوا جميع سكانها المسلمين، فقد أمر بالحفاظ على أرواح وممتلكات السكان المدنيين، بل ودفع من جيبه أموالًا لافتداء النساء والأطفال والرهبان، كما أنه عندما سمع بمرض الملك ريتشارد أرسل إليه فاكهة من الخوخ والكمثرى والمياه المثلجة.

 

 ويقول "وول ديورانت" المستشرق البريطاني في كتابه "قصة الحضارة" عن الأيوبى : "لقد أجمعت الآراء على أن صلاح الدين كان أنبل من اشترك في الحروب الصليبية . كان في العادة شفيقا على الضعفاء، رحيما بالمغلوبين، يسمو على أعدائه في وفائه بوعده سموا جعل المؤرخين المسيحيين يعجبون كيف يخلق الدين الإسلامي -"الخاطئ" في إعتقادهم- رجلا يصل في العظمة إلى هذا الحد، وكان يعامل خدمه أرق معاملة، ويستمع بنفسه إلى مطالب الشعب جميعها، وكانت قيمة المال عنده لا تزيد على قيمة التراب، ولم يترك في خزانته الخاصة بعد موته إلا دينارا واحدا " ..