الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تثبيت أقدام موسكو وإعادة ترتيب الملف السوري.. ما سر لقاء بوتين والأسد؟

الأسد وبوتين في موسكو
الأسد وبوتين في موسكو

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، نظيره السوري بشار الأسد في موسكو، في أول زيارة له لروسيا منذ بدء الحرب الأوكرانية.

 

بشار الأسد في موسكو

أول قمة منذ حرب أوكرانيا 

وفي بداية اللقاء في الكرملين، قال الرئيس السوري: “سعيد جدا بهذه الزيارة واللقاءات بين مسئولينا لا تنقطع، ولكن التغيرات الدولية خلال العام الماضي، تتطلب منا أن نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة”.

وعن الأزمة السورية، أكد الأسد أن دمشق مع الحوار الذي يفضي إلى تحقيق مصلحة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه.

ووفق بيان رئاسي سوري عقب المباحثات مع بوتين، أكد الأسد أن سوريا لطالما كانت مع الحوار إذا كان سيُفضي إلى تحقيق مصالح الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة، وعلى رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على أراضيها.

وناقش الرئيسان العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا، حيث جدد الأسد موقف سوريا المؤيد لحق روسيا في الدفاع عن أمنها القومي، فيما اعتبر بوتين أن العملية العسكرية الروسية هي معركة وجود، وأن الغرب حاول زعزعة استقرار روسيا السياسي والاقتصادي إلا أن روسيا استطاعت التأقلم مع ما سبق، بل وحققت نمواً اقتصادياً رغم الحرب.

الرئيس الروسي ونظيره السوري

الملف السوري ملف شائق

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أنس القصاص، الباحث في العلاقات الدولية، إن القمة بين الرئيس الروسي والرئيس السوري تأتي في سياق الاتفاق الإيراني السعودي والوساطة الصينية، وهذا السياق يحدد البيئة الاستراتيجية التي تقوم بها الآن روسيا والصين في المنطقة.

وأوضح القصاص، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الملف السوري ملف شائق بالنسبة لكل الأطراف الروسي والإيراني، وتحديدا شكل من أشكال الصراع روسيا وإيران في سوريا، فهذه الزيارة هي لتحديد تثبيت الدور الروسي فيما يتعلق بسوريا في الفترة القادمة.

وتابع: “وفي ظني عندما حدثت قمة ثلاثية برعاية صينية بين إيران والسعودية وأيضا موضوع سوريا يحتاج في طرف ثالث، ولكن روسيا لن تقبل بالصين لأن هذا منطقة نفوذها”.

وأضاف أن "الموضوع إن لم يبقَ له طرف ثالث سيتسبب في تفاقم الأزمة إلا في حال خففت إيران من وجودها في سوريا، وهذا يجب أن يكون له أسباب منطقية ووجيهة ولم تحدث حتى الآن، لأن تخفيف الوجود الإيراني في سوريا يعني قطع الحبل السوري مع حزب الله، وهنا يترك حزب الله معزولا في لبنان". 

وأكد أن القمة هي عبارة عن جلسة لترتيب شيء ما لم يكن واضحا، لأنه غالبا الفعل المنتظر سيكون من إيران وليس من طرف روسيا.

 الدكتور أنس القصاص، الباحث في العلاقات الدولية 

حجم التجارة بين روسيا وسوريا

من جانب اللقاء، قال بوتين، إن حجم التجارة بين روسيا وسوريا آخذ في الازدياد، حيث بلغ النمو العام الماضي 7%، معربا لنظيره السوري، عن سعادته برؤيته في موسكو، تلبية لدعوة روسيا، حيث تشهد العلاقات بين البلدين تطورا بما في ذلك في المجال الاقتصادي.

وأشار بوتين إلى أنه في العام المقبل، تصادف الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ولفت بوتين إلى أن “الشعب السوري واجه مشكلة أخرى جدية للغاية، بتعرضه لكارثة الزلزال، هذا بالطبع يفاقم الوضع، نحن كأصدقاء حقيقيين نحاول دعمكم، كما تعلمون، عملت وحداتنا هنا أيضاً من خلال وزارة الطوارئ، كما يسهم ممثلو القوات المسلحة الموجودة في سوريا في مكافحة تداعيات الزلزال”.

وإقليمياً، أكد الرئيسان ترحيبهما لإعلان السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كخطوة تنعكس إيجاباً على المنطقة والعالم، ورأى مراقبون أن المصالحة بين أنقرة ودمشق تمثل أحد المواضيع الرئيسية لمباحثات الأسد في موسكو التي ربما تحاول تنظيم قمة تجمعه والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف العلاقات بين تركيا وسوريا ستتأثر بالتأكيد بشكل أو بآخر بالمناقشات بين بوتين والأسد.

الرئيس الروسي ونظيره السوري

التعاون الاقتصادي ولقاء الوفدين

وعلى هامش اجتماع القمة، عقد الوفد الوزاري الاقتصادي السوري، لقاءات وزارية مع عدد من المسئولين الروس المعنيين بملف التعاون الاقتصادي المشترك، وفقاً لوكالة الأنباء السورية سانا، كما بحث وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود عباس، مع نظيره الروسي سيرجي شويغو، التعاون العسكري بين سوريا وروسيا.

وشدد الجانبان على أهمية استمرار التعاون الوثيق، بما يحفظ أمن واستقرار سوريا، كما شدد شويغو على التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب في سوريا، لافتاً إلى أنه تم إنجاز الجزء الأكبر من هذا العمل، مضيفاً: “لا يزال هناك الكثير”.

قاءات وزارية رفيعة المستوى سورية روسية في موسكو