الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميّة الحنفية | مفاجأة جديدة تكشف سبب انتشار سرطان البروستاتا عالميًا

مياه الشرب
مياه الشرب

سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال. حتى لو لعبت عوامل الخطر مثل العمر والتاريخ العائلي دورًا، فإن الأسباب الدقيقة لا تزال غير معروفة، وتظهر دراسة جديدة كيف يمكن أن تزيد مياه الصنبور من المخاطر التي قد تكون سببا في إصابة الرجل بهذا النوع من المرض. 

 

60 ألفا مصابون سنويا كل عام بألمانيا 

كشفت صحيفة فوكس الألمانية، والتي نشرت الدراسة الجديدة، أنه في ألمانيا يصاب أكثر من 60.000 رجل بسرطان البروستاتا كل عام، وهو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، حيث سبق سرطان الرئة والقولون، ويزداد خطر الإصابة به بشكل ملحوظ مع تقدم العمر.

وتلعب العوامل الوراثية دورًا أيضًا، فإذا كان المرض قد حدث بالفعل في الأسرة، فإن خطر الإصابة به بنفسك يزيد بشكل كبير، وذلك وفقًا لجمعية السرطان الألمانية، فإذا أصيب الأب، تتضاعف المخاطر، وإذا تأثر الأخ، فإنه يتضاعف ثلاث مرات.

النترات وثلاثي الميثان ملوثات شائعة في الماء

وفقا للصحيفة الألمانية، فقد أوضحت الدراسة أنه حتى إذا كان لا يزال هناك تكهنات حول الأسباب الدقيقة، فإن النظام الغذائي ونمط الحياة والتأثيرات البيئية تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في خطر الإصابة بالسرطان، وقد وجد العلماء في معهد برشلونة للصحة العالمية الآن صلة بين سرطان البروستاتا ومياه الشرب، وقد نُشرت الدراسة في مجلة Environmental Health Perspectives .

 

وجاء بالدراسة، أنه غالبًا ما تحتوي مياه الصنبور والمياه المعبأة على النترات وثلاثي الميثان (THM)، بينما تدخل النترات المياه الجوفية عن طريق الأسمدة النيتروجينية المستخدمة في الزراعة، فإن THM هو منتج ثانوي لتطهير مياه الشرب بالكلور، وكلاهما من بين الملوثات الأكثر شيوعًا في الماء، فعلى سبيل المثال، يتزايد محتوى النترات في الماء في جميع أنحاء العالم بسبب الزراعة المكثفة.

 

تحليل استهلاك المياه لأكثر من 1600 شخص

 

لمعرفة ما إذا كان هناك صلة، نظر الباحثون في 697 مريضًا بسرطان البروستاتا تم نقلهم إلى المستشفى في إسبانيا بين عامي 2008 و 2013، وكان منهم 97 مريض يعانون من أورام شديدة العدوانية، بينما خدم 927 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 38 و 85 عامًا ممن لم يكونوا مرضى وبصحة جيدة كمجموعة ضابطة.

 

وبناءً على البيانات الخاصة باستهلاك مياه الشرب، قام الباحثون بحساب كمية النترات و TMH التي امتصها الأشخاص في المتوسط ​​منذ أن كانوا في سن 18، وقد تم الاستعلام عن كمية مياه الشرب المستهلكة (عدد الأكواب في اليوم)، وأصل المياه المعبأة ومكان الإقامة، وذلك لأن محتوى هذه المواد في مياه الصنبور يختلف من منطقة إلى أخرى. 

 

نتائج كارثية

وكانت النتائج التي توصل إليه فريق البحث كارثية، حيث وجدوا أنه يزداد خطر الإصابة بالسرطان مع زيادة مستوى استهلاك النترات في مياه الشرب، فعند تقييم ومقارنة مجموعتي الموضوعات، كان العلماء قادرين على رؤية أن تناول النترات المرتفع كان مرتبطًا أيضًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن متوسط أكثر من 14 ملليجرام من النترات يوميًا في حياته فوق الماء ، لذلك لديه واحد 1.6 مرة أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.

ويزداد خطر الإصابة بنوع شديد العدوانية من سرطان البروستاتا بشكل أكبر، يتضاعف ثلاث مرات من أولئك الذين يستهلكون نترات منخفضة (أقل من 6 ملليغرام في اليوم في المتوسط ​​مدى الحياة)، وتحذر قائدة الدراسة كارولينا دونات فارجاس، في بيان صحفي من أن المخاطر المرتبطة بتناول النترات من الماء يتم ملاحظتها بالفعل لدى الأشخاص الذين يستهلكون المياه بمستويات نترات أقل من الحد الأقصى المسموح به في الإرشادات الأوروبية، وهو 50 مجم نترات لكل لتر من الماء.

 

يجب وضع حد للاستخدام العشوائي للأسمدة

ومع ذلك، توضح فارجاس، أن هذا لا يعني أن كل رجل يتعرض لمستويات عالية من النترات سيصاب بسرطان البروستاتا، فالدراسة هي أول مؤشر على وجود اتصال، ومع ذلك، تؤكد أنه من أجل إثبات وجود علاقة سببية، من الضروري إجراء مزيد من البحث.

وذكرت الدراسة أنه يجب أن تكون النتائج مثيرة للقلق، وتكمل فارجاس: "نأمل أن تشجع هذه الدراسات وغيرها على مراجعة مستويات النترات المسموح بها في الماء لضمان عدم وجود خطر على صحة الإنسان، فهناك حاجة ملحة لتقليل محتوى النترات في مياه الشرب لإنهاء الاستخدام العشوائي للأسمدة والمبيدات في الزراعة".

حتى عن طريق الاستحمام 

وأشارت النتائج إلى أن التركيزات العالية في الماء من خلال الاستنشاق وامتصاص الجلد (على سبيل المثال عند الاستحمام) يمكن أن تلعب دورًا، ولكن هنا أيضًا، هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات من أجل استخلاص استنتاجات قاطعة، وفق ما جاء بالصحيفة الألمانية.

وكشفت الدراسة اكتشاف آخر مهم، فنظرًا لأن المشاركين اضطروا أيضًا إلى تقديم معلومات حول نظامهم الغذائي، فقد كشف تحليل البيانات عما يلي، وهو أنه لا يمكن ملاحظة العلاقة بين تناول كميات كبيرة من النترات وسرطان البروستاتا إلا في الرجال الذين لديهم القليل من النترات.

وتوصل الباحثون أيضًا إلى اكتشاف مهم فيما يتعلق بفيتامين سي، حيث يوضح الباحث أن فيتامين سي أظهر نشاطًا كبيرًا مضادًا للأورام، وستفيد الألياف أيضًا بكتيريا الأمعاء، التي تحمي من السموم الغذائية ، بما في ذلك النتروزامين.

التغذية هي أداة مهمة في الوقاية من السرطان وعلاجه

وأظهرت دراسة جديدة، أجراها المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة في نيويورك مدى أهمية التغذية للوقاية من السرطان وأيضًا أثناء علاج السرطان، فقد أظهر أن الرجال الذين لديهم أعلى نسبة من النباتات في نظامهم الغذائي لديهم خطر أقل بنسبة 52% للإصابة بسرطان البروستاتا، وكذلك كان خطر عودة المرض بعد العلاج الناجح (خطر التكرار) أقل بنسبة 53% من أولئك الذين لديهم أقل نسبة من الأطعمة النباتية.

وبذلك تزيد التغذية النباتية من فرص علاج سرطان البروستاتا بنسبة تزيد عن 50 بالمائة، حيث يتكون النظام الغذائي النباتي أساسًا من الأطعمة النباتية مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور والفواكه والخضروات، ويتم استهلاك المنتجات الحيوانية فقط إلى حد ضئيل.