الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسجد عمرو بن العاص.. تاج الجوامع يستعد لتراويح أول ليلة من رمضان

مسجد عمرو بن العاص
مسجد عمرو بن العاص

يستعد جامع عمرو بن العاص لاستقبال أول صلاة تراويح في شهر رمضان 2023، والتي تبدأ مع غروب شمس اليوم الأربعاء وليلة الخميس، وهو في أبهى صوره بعد انتهاء أكبر عملية تطوير وترميم شهدها الجامع في العصر الحديث.

حيث شهد المسجد  تنفيذ المشروع على مساحة 12 ألف م2، ليضم 4 حوائط زراعة متدرجة، و 3 نوافير، و 12 حوض زراعة، و 174 حوض نخيل، بالاضافة إلى إنشاء ساحة جديدة للمسجد، تسع 10 آلاف مُصلٍ، وقبل كل ذلك تمت عملية ترميم المسجد بالكامل وشفط المياه الجوفية ومعالجة وعزل أساسات الجامع حفاظا عليه، ضمن خطة الدولة لإنشاء حديقة تلال الفسطاط.

جامع عمرو بن العاص

جامع عمرو بن العاص

يعد جامع عمرو بن العاص أقدم وأول جامع في مصر وأفريقيا، ولُقب "تاج الجوامع" ويعرف أيضا "بالجامع العتيق". أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص في عام 21هـ/ 641م بعد أن قام بفتح مصر سنة 20هـ/ 640م بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب. وأسس مدينة الفسطاط عاصمة البلاد في ذلك الوقت.

بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها، كان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. يقع جامع عمرو بن العاص شرق النيل. 

وقد استخدم الجامع في بداية الأمر كمقر لاجتماع المسلمين وقوات عمرو بن العاص، وكانوا أقلية فى ذلك الوقت، وقد شارك عدد من صحابة رسول الله في بناء هذا المسجد كالزبير بن العوام وعبادة بن الصامت.

تعرض جامع عمرو بن العاص للعديد من التغيرات المعمارية، فكانت مساحته وقت إنشائه صغيرة جدًا، وتسوده البساطة، إذ بني على قوائم من جذوع النخل، وكان مغطى بالجريد، ثم زادت المساحة الكلية للمسجد تدريجيًا حتى وصل إلى شكله الحالي. وعلى الرغم من أن البناء الحالي يرجع إلى القرن العشرين إلا أنه مازال محتفظًا بطابع العمارة الإسلامية المبكرة.

كان الجامع بمثابة مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط، وهي أولى عواصم مصر الإسلامية، وكان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع يطل على النيل في ذلك الوقت كما كان يشرف على حصن بابليون الذي يقع بجواره، ويتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات أسقف خشبية بسيطة، وأكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة، وفقاً لما ذكره المصور.

ويتواجد في صدر رواق القبلة محرابان مجوفان يجاور كل منهما منبر خشبي، كما تُوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك، وفقاً للهيئة العامة للاستعلامات في مصر.

كما يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة ضريحية يعود تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص. أما صحن الجامع فتتوسطه قبة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود الجامع فى رواق القبلة، فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة.

الجمعة اليتيمة من رمضان

ويذكر في شأن الجمعة اليتيمة من رمضان أن سبب التسمية يعود إلى ما اعتادت عليه مصر من حضور الخلفاء والملوك والأمراء واحتفائهم بصلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كعادة سجلها التاريخ الإسلامي من عصر الدولة الفاطمية وحتى بداية الجمهورية، حيث يجتمع الناس لأدائها بجامع عمرو بن العاص، وكان الخليفة الفاطمي يصلي أيام الجمع الأربعة بمساجد مختلفة من بينها مسجد الحاكم والذي عُني خلال تلك الحقبة باستقبال الجمعة الثانية، والجامع الأزهر الذي اختص بالجمعة الثالثة، فيما كانت الرابعة واليتيمة من نصيب مسجد عمرو، فكان يصرف له من خزانة المال التوابل الند وماء الورد والعود برسم بخور الموكب وعقب الصلاة يذاع بلاغ رسمي - عُرف بسجل البشارة.

جامع عمرو

حيث إذا ما كانت الجمعة الرابعة ركب إلى الجامع العتيق "جامع عمرو"، وزين له أهل مصر من الجامع الطولوني إلى جامع عمرو تحت إشراف والي القاهرة ووالي الفسطاط، ويركب الخليفة من القصر سائراً في الشارع الأعظم حتى يصل إلى الجامع العتيق، فيؤدي صلاة الجمعة طبقاً للمراسيم التي اتبعت في جامع الحاكم، فإذا قضيت الصلاة عاد إلى قصره، وفي خلال ذلك كله لا يمر بمسجد إلا أعطى أهله ديناراً على كثرة المساجد في طريقه.

واحتفظت مصر بإقامة الجمعة الأخيرة في جامع عمرو قبل أن تتنقل بين الحاكم وغيره من مساجد مصر القديمة مدة 30 عاماً نتيجة ما طرأ عليه من تخرب وإهمال، حتى أتم مراد بك إصلاحه عام 1897ميلادي، 1212 هجري، لتعود إليه آخر أداء الجمعة اليتيمة حتى أبطلت هذه العادة نهائياً عن مسجد عمرو منذ عام 1954م وإلى اليوم.