الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة العالم|مصر أكثر الدول معاناة من ندرة المياه.. وهذه جهود تعظيم الموارد

نهر النيل
نهر النيل

تبذل الدولة جهودا كبيرة، في الحفاظ على مواردها المائية، وتعظيم الاستفادة منها لأقصى درجة، نظرا لأن مصر تعتبر أكثر دولة العالم ندرة في معدل سقوط الأمطار، وفي هذا عرضت مصر رؤيتها أمس أمام الجلسة العامة لـ مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023.

 حيث أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، أن العالم يواجه تحديات كثيرة لتوفير المياه، في ظل النمو السكاني، ومن الضروري عدم التعامل مع المياه وكأنها سلعة اقتصادية، لأنها لا غنى عنها لبقاء الإنسان، مشيرا إلى أنه التغيرات المناخية أضافت مزيدا من التعقيدات لمساعي توفير المياه وضمان استدامتها، ما ينتج عنه تحديات إضافية أمام الأمن الغذائي.

5 أسباب وراء ندرة المياه بمصر

وأكد وزير الري، أن مصر تعاني تحديات مركبة مترتبة بتغير المناخ والندرة المائية، لان مصر هي دولة المصب الأخيرة بنهر النيل، وبالتالي لا تتأثر فحسب بالتغيرات المناخية في نطاق حدودها وإنما تتأثر بالتغيرات في سائر دول حوض النيل، كما أن مصر تعاني من ندرة مائية فريدة من نوعها دولياً،  وذلك للأسباب التالية:

  • مصر على رأس قائمة الدول القاحلة، بإعتبارها الأقل على الإطلاق من حيث معدل الأمطار بين كافة دول العالم.
  • يبلغ نصيب الفرد من المياه سنوياً نصف حد الفقر المائي.
  • تعتمد مصر بشكل شبه مطلق على نهر النيل بنسبة 98% على الأقل لمواردها المائية المتجددة.
  • يذهب من هذه الموارد ما لا يقل عن 75% منها للإسهام في استيفاء الاحتياجات الغذائية للمواطنين عبر الإنتاج الزراعين الذي يمثل مصدر الرزق لأكثر من 50% من السكان.
  • مصر لديها عجز مائي بنسبة 55% والتي تبلغ 120 مليار متر مكعب.

وأشار وزير الري، إلى أن الأزمات المائية تتفاقم بسب التحركات الأحادية غير الملتزمة بالمبادئ الدولية على أحواض الأنهار المشتركة، مثل سد النهضة الإثيوبي الذي بدء إنشاؤه منذ أكثر من 12 عاما دون تشاور ودراسات وافية عن السلامة وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على الدول المتشاطئة، وتستمر عملية البناء والملء والشروع في التشغيل بشكل أحادي، وهو ما يعتبر ممارسات أحادية تشكل خرقا للقانون الدولي واتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015، ولا يتسق مع بيان مجلس الأمن الصادر في سبتمبر عام 2021، ويشكل استمراره خطراً وجودياً على 150 مليون مواطن.

محاور استراتيجية مصر المائية

وشدد وزير الموارد المائية والري، على أن مصر تعمل في إطار استراتيجيتها التعاونية على تعظيم المكاسب الممكنة من الترابط ما بين موضوعات المياه والغذاء والطاقة والمناخ ، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وجاءت جهود مصر لتعظيم الموارد المائية كالتالي:

محاور استراتيجية مصر المائية محليا

  • تبنت مصر سياسة مائية تقوم على الاستخدام الرشيد والمتسم بالكفاءة لمواردها المائية المتجددة.
  • الاعتماد المتزايد على الموارد المائية غير التقليدية.
  • التوازي مع سياسة غذائية توازن ما بين إنتاج الغذاء واستيراده لتوفير الأمن الغذائي.

محاور استراتيجية مصر المائية إقليميا

  • تتمسك مصر بأهمية انتهاج قواعد التعاون لمراعاة مصالح كل الأطراف، وضمان تحقيق الإنصاف، وتجنب الضرر.
  • التنسيق مع وزراء المياه في أفريقيا لحشد التمويل اللازم لتعزيز البنى التحتية الأفريقية على أسس من المنفعة المشتركة، فى ضوء رئاسة مصر لمجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو).

محاور استراتيجية مصر المائية دوليا

انخرطت مصر في كافة المبادرات الدولية المائية، خاصة المبادرات التالية:

  • مبادرة السكرتير العام لأنظمة الإنذار المبكر.
  • مبادرة التحالف العالمي للمياه والمناخ، وتعزيز دور الأمم المتحدة في موضوعات المياه.
  • الدعوة لتعيين مبعوث خاص للسكرتير العام لمسائل المياه.
  • الدعوة لإيلاء مسائل الندرة المائية أولوية خاصة على الأجندة الأممية  من خلال إطلاق "برنامج عمل للأمم المتحدة UN Action Program عن الندرة المائية ، وفقا لما خلُصَ إليه أسبوع القاهرة الخامس للمياه في عام  2022.
  • تمكنت مصر خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 بالتعاون مع الشركاء الدوليين ووضع المياه في قلب العمل المناخي، من خلال أحداث هامة، تضمنت مائدة مستديرة رئاسية عن الأمن المائي ، واستضافة جناح خاص للمياه ، ويوم خاص للمياه ، وإطلاق مبادرة المياه والتكيفAction for Water Adaptation and Resilience (AWARe)  ، كما تم تتويج تلك الجهود بإدراج المياه للمرة الأولى على الإطلاق في القرار الجامع covering decision الصادر عن مؤتمر المناخ COP27 ، وهو ما نتطلع للبناء عليه بالتنسيق مع دولة الإمارات الشقيقة في إطار التحضير لمؤتمر المناخ القادم COP28.

جهود الدولة في تعظيم الموارد المائية

في هذا الصدد، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة، أن مصر تضع خطة للاستفادة من كل مصادر المياه، وفي مقدمتها مياه الأمطار، خاصة المتساقطة على مناطق البحر الأحمر وسيناء والمدن الساحلية كمحافظة الإسكندرية، موضحا أن وزارة الموارد المائية والري، تضع خطة أيضا للاستفادة من مياه الأمطار من خلال إقامة السدود وبحيرات صناعية ، ومخرات السيول من أجل حماية سكان المناطق الساحلية.

وأضاف شراقي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن وزارة الري تنشئ أيضا الخزانات والآبار ببعض المناطق للاستفادة من مياه الأمطار،  إضافة إلى مشروع تبطين الترع الذي يعمل على تقليل الفاقد من المياه، وإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي لتوفير المياه مثل محطة المحسمة وبحر البقر ومحطة الحمام غرب الإسكندرية، كما تعمل وزارة الرى على الحفاظ على مياه رى المحاصيل مثل استبدال محصول قصب السكر بالبنجر لإنه مستهلك أقل للمياه ، وكذلك تقنين مساحات زراعة الأرز لإنه شره للمياه.

وتابع: أيضا تبذل وزار الري، جهود لترشيد استهلاك المياه، عبر استبدال شبكات الرى بالغمر والطرق القديمة إلى شبكات حديثة خاصة أن مصر تحت خط الفقر المائي.