الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفطرت كل أيام رمضان بسبب المرض ولن أستطيع القضاء.. فما الكفارة؟ المفتي يجيب

صيام رمضان
صيام رمضان

أفطرت كل أيام رمضان بسبب المرض ولن يستطيع القضاء.. فما الكفارة؟ سؤال أجاب عنه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، حيث سائل يقول: ما حكم إفطار شخص كل أيام رمضان بسبب المرض وعدم استطاعته القضاء، فما هي الكفارة؟ 

أفطر كل أيام رمضان بسبب المرض

وقال المفتي بأنه في هذه الحالة ينظر إلى بعض الأمور واستبيان هل العجز عن الصوم هو عجز مستمر بشهادة الأطباء أم لا؟ وإن كان كذلك يُخرِج طعام مسكين فديةً عن كل يوم، ويجوز إخراجها يومًا بيوم، أو إجمالًا تقديمًا أو تأخيرًا.

وبين علام: يوجد فرق بين الصحة والقبول، فمن صام ملتزمًا بأحكام الصيام فصومه صحيح حتى لو قصَّر في الصلاة أو في غيرها، أمَّا القبول فلا يعلمه إلا الله؛ ولذا ينبغي الحرص على التماس وفعل كل الأعمال الصالحة أثناء الصوم لقبوله عند الله.  

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "القرآن علَّم الإنسان" مع الإعلامي حمدي رزق، على فضائية صدى البلد، في معرض رده على سؤال عن حكم تحجج بعض الموظفين والعمال بالصيام وأدائهم للصلاة في هذه الشهر لتبرير التقصير في أعمالهم ووظائفهم المكلَّفين بها، مضيفًا فضيلته أن إتقان العمل المكلَّف به الموظف وأداءه فرض، والتقصير فيه يجعل الموظفَ آثمًا عند الله حتى لو كان في حال طاعة، وعلى المسلم الموازنة بين النوافل والفروض.

كما أشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أنه إذا تعارض فرض كالعمل مع فرض كالصلاة فيجوز جمع الصلوات في بداية الوقت، أو جمعها جمع تأخير، وإذا كان العمل لا يجوز تأخيره لأنَّ أداءه مطلوب على الفور، والصلاة وقتها متَّسع فعليه المواءمة بين الأمرين.  

وردَّا على سؤال حول حكم النوم أكثر النهار في رمضان فقال: ذلك لا يبطل الصوم، بل لو نام الصائم النهار كله فصومه صحيح، إلا أنه يكون قد فوَّت على نفسه فضلًا. وعلينا أن نستغلَّ هذا الشهر الكريم في العمل والإنجاز أسوةً بمن سبقونا في تحقيقهم الانتصارات الكبرى في هذا الشهر الفضيل.

ما فضل ختم القرآن أكثر من مرة في رمضان؟

شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]، وقال جل شأنه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾ [الدخان: 3]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" متفق عليه، وعن السيدة فاطمة عليها السلام: "أن أباها صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين" متفق عليه.
وهذا كله يدل على استحباب قراءة القرآن في رمضان وختمه مرة وأكثر، والإكثار من تلاوته ليلًا ونهارًا مع كون القراءة ليلًا أفضل وأكثر ثوابًا؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: 6]، وفي الحديث القدسي: «... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ» رواه البخاري.