الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. محمد القصبجي رحلة مليئة بالنغم والحب

محمد القصبجي
محمد القصبجي

يعتبر الفنان محمد القصبجي، الذي تحل اليوم، الأحد، ذكرى رحيله، أحد رواد الموسيقى العربية في القاهرة. 

تعلم الفنان الكبير محمد عبد الوهاب عزف العود علي يديه، وقد لحن لأم كلثوم العديد من الأغنيات الشهيرة.

علاقة محمد القصبجي وأم كلثوم

بدأت علاقتهما، في عام 1923، عندما استمع محمد القصبجي إلى "أم كلثوم" وهي تنشد قصائد في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) فأعجب بصوتها، وبعدها بعام لحن لها أغنية "حلف ما يكلمنيش"، ومن تلك اللحظة انشغل أكثر في التلحين الغنائي، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه مع أم كلثوم في منولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسية" عام 1928، هذا النجاح الفني الهائل واكبه حب كبير من طرف محمد القصبجي تحدث عنه معاصروه، ولكن لم تبادله "ثومة" هذا الحب. 

وظل قصب يلعب دورا كبيرا في حياة أم كلثوم الفنية، على الرغم أن تلك العلاقة الإنسانية والفنية الرائعة لم تخلُ من بعض الخلافات، منها تعاون القصبجي مع أسمهان وليلى مراد، ما أثار غيرة ثومة الفنية، والتي تعودت أن تكون هي الصوت الذي يغني ألحانه، رغم أن أم كلثوم بدأت في منتصف الثلاثينات تتعاون مع الملحن الشاب حينها رياض السنباطي، أحد تلاميذ القصبجي.

ولد محمد القصبجي بالقاهرة، وتخرج في مدرسة المعلمين، كان يهوى الفن منذ صغره، وكان يقوم بأداء الأدوار القديمة في الحفلات الساهرة، وأصبح زميلا لمطربي هذا العهد أمثال “علي عبد الهادي – زكي مراد – أحمد فريد – عبد اللطيف البنا – صالح عبد الحي”، وأهم أعماله الفنية وأشهرها كان مع أم كلثوم.

نشأ في عائلة موسيقية، حيث كان والده أحمد القصبجي مدرساً لآلة العود وملحناً لعدة فنانين. 

نما لدى القصبجي حب للموسيقى منذ صغره وتعلق بها، ولكنه لم يحد عن طريق العلم، فالتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الأزهر الشريف حيث درس اللغة العربية والمنطق والفقه والتوحيد، ثم التحق بعد ذلك بدار المعلمين التي تخرج فيها معلماً.

كان على القصبجي أن يلتحق بالسلك التعليمي ووالده أراد له احتراف العمل الديني، ولكن هواه للموسيقى لم يبرد في صدره، اشتغل بعد تخرجه في مجال التعليم ولكنه لم ينقطع عن الموسيقى، تمكن القصبجي من إتقان أصول العزف والتلحين وساعدت ثقافته العامة في خوض غمار هذا المجال باقتدار وبدأ يعمل في مجال فن، ثم ترك مهنة التدريس وتفرغ تماما للعمل الفني، وكانت أول أغنية له من نظمه وتلحينه ومطلعها "ما ليش مليك في القلب غيرك"، وتم تسجيل هذه الأغنية بصوت المطرب زكي مراد، والد الفنانة ليلى مراد، وكان أحد مشاهير المطربين في ذلك الوقت، وهنا بدأت رحلة القصبجي الاحترافية في عالم الفن.

أول عمل تلحيني احترافي له هو دور "وطن جمالك فؤادي يهون عليك ينضام"، من كلمات شاعر عصره الشيخ أحمد عاشور، ثم انضم إلى تخت العقاد الكبير عازف القانون بعد أن أعجب به هو والمرحوم مصطفى بك رضا، رئيس نادي الموسيقى الشرقية، في عام 1920 اتجه القصبجي اتجاها آخر في تلحين الطقاطيق، والتي كتبها الشيخ يونس، منها طقطوقة "بعد العشا" وطقطوقة "شال الحمام حط الحمام".

في عام 1927، كوّن القصبجي فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع العازفين أمثال محمد العقاد للقانون وسامي الشوا الملقب بأمير الكمان، وكان هو عازف العود في الفرقة، ولم يتوقف عند الشكل التقليدي للفرقة الموسيقية العربية، فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان.

قدم القصبجي ألحاناً عديدةً للسينما، وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال 50 عاما وقدم للمسرح الغنائي الكثير، فقد قدم لمنيرة المهدية عدة مسرحيات هي: "المظلومة" و"كيد النسا" و"حياة النفوس" و"حرم المفتش"، كما قدم لنجيب الريحاني ثلاثة ألحان في أوبريت "نجمة الصباح".

وقام القصبجي أيضاً بتلحين الفصل الأول من "أوبرا عايدة" الذي غنته أم كلثوم في فيلمها “عايدة” في أوائل الأربعينات. 

وكان محمد القصبجي يتطور، ولكن في إطار المحافظة على النغمة الشرقية الأصيلة.