الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتهموني بقصور معرفتي.. آراء مثيرة للجدل من السيد إمام حول مختبر السرديات

السيد إمام
السيد إمام

توفي منذ قليل الكاتب و المترجم السيد إمام، وكان قد أعلن نجله الروائي طارق إمام الخبر عبر حسابه على فيسبوك، ويعد من أصحاب المشروعات الكبرى فى الترجمة، وأحد المثقفين المعدودين فى مضماره بتاريخنا الأدبى المعاصر وعلى مرِّ التاريخ الأدبى المصرى.

مختبر السرديات عند السيد إمام

كانت له العديد من الآراء المثيرة للجدل وأهمها، رفضه المبرر لمصطلح «مختبر السرديات» في مصر إذ لا يستريح إليه بالمرة، وبرر ذلك شرحا حيث شرح معنى الكلمتين شرحا وافيا، وأظهر الفوارق بينهما  وقال في تصريحات سابقة  لقد تفقدت مصطلح «مختبر السرديات» لأسباب سوف يتفهمها أى دارس أو متابع لنشأة علم السرد وتطوره، ولا سيما ما تحيل إليه كلمة «مختبر» laboratory وكلمة «سرديات» Narratology أو علم السرد، وارتباطهما بالمحاولات المنهجية التى جرت فى ستينيات القرن الماضى للبحث عن قواعد عامة أو «نحو» لكل أنواع المحكيات وإضفاء صفة «العلمية» على هذا النوع من البحث وربطه بما يحدث فى عالم الفيزياء أو النبات، وهى محاولات انتهت بفشل المنطلق البنيوى الذى كانت تدرس على أساسه النصوص الأدبية، ولا سيما المحكيات.. وما دام الأمر هكذا، جاز لنا أن نسأل: ما علاقة مختبر السرديات بالمنصورة أو الإسكندرية بهذا كله، وما نوع التجارب «المعملية» التى يقوم بها أى منهما فى مجال السرد بالضبط، بوصفهما امتدادًا أو تطويرًا لهذه النزعة العلمية التى نشأت فى الستينيات.

وتابع قائلا وعنى بها مجموعة من الباحثين من أمثال رولان بارت، وتزفتان تودوروف، وإ. ج جريماس وكلود بريمون وجيرار جينيت وجيرالد برنس وغيرهم.. والتى استمدت أصولها من جهود الشكلانيين الروس، ولا سيما فلاديمير بروب فى دراسته المعنونة بـ «مورفولوجيا الحكاية الشعبية».. أنا لم يحمل نقدى للمصطلح أى قدح فى أعضاء ما يسمى بـ «المختبر» أو القائمين عليه، بل انصب نقدى على عدم ملاءمة المصطلح لما يجرى داخل هذه «المعامل» من أنشطة ومناقشات، وهو نقد يمكن الرد عليه بأسباب وجيهة بكل تأكيد.

 

واضاف فهل كفرت حين انتقدت المصطلح وأشرت إلى عدم ملاءمته؟ لم يكتف البعض بتوجيه الاتهام لى بـ «الادعاء» و«قصور معرفتى»، وهم الذين لم يقرأوا كتابًا واحدًا فى السرديات، بل ولا يعرفون شيئًا عن تاريخ نشوء المصطلح وتطوره وما آل أو انتهى إليه، والسؤال، هل غدا المصطلح مقدسًا أو إلهيا إلى الدرجة التى يعتبر فيها نقده أو نقضه مساسًا بأحد القوانين الإلهية – والعياذ بالله – «منتدى السرد» وليس «مختبر السرديات» هذا ما أصبو إليه، بدلًا من «ادعاء» علميةً لا أساس لها على أرض الواقع أو الممارسة على الإطلاق.