الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراما الصدمة.. مسلسل رمضاني يثير ثاني أزماته بالجزائر وجدل كبير داخل البرلمان

مسلسلات رمضان صورة
مسلسلات رمضان "صورة أرشيفية"

للمرة الثانية خلال رمضان هذا العام، تسبب مسلسل تلفزيوني في إثارة جدل وأزمة داخل الأوساط الجزائرية، وتسبب ذلك في جل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح مسلسل الدامة داخل الجزائر يتم تصنيفه على أنه من دراما الصدمة التي تبحث عن الشهرة عبر إثارة الجدل.

وآخر أزمات هذا المسلسل الذي يعرض على التلفزيون الرسمي في الجزائر خلال شهر رمضان، أن منتقدوه يرون أنه لا يتماشى مع القيم والمعايير الأسرية، ويعتمد على لغة حوار وصفوها بأنها "سوقية وعنيفة"، فيما يقول مؤيدوه إنه "يصور جزءاً من الواقع".

 

وبحسل صحيفة الشرق الجزائرية، فإن المسلسل يسلط الضوء على الثقافة الشعبية في الجزائر العاصمة، وتفاصيل المعيشة اليومية من خلالها صراع الأيديولوجيات من أجل الكسب، كما يعالج قضايا الجريمة وترويج المخدرات في المدارس بحي باب الواد، والذي يعد أحد أعرق الأحياء الشعبية بالعاصمة.

 

"محتوى عنيف"

 

النائب عمر معمر، عضو لجنة التربية في مجلس النواب الجزائري، اعتبر أن "المسلسل يشجع على ترويج الممنوعات في الأوساط المدرسية، بتصويرها طريقاً للكسب السريع دون معالجة أخطار الظاهرة".

وطالب معمر بـ"ضرورة أن يكون للأعمال التلفزيونية دور توعوي لخدمة المجتمع، ومعالجة الآفات الاجتماعية من خلال طرح مسؤول، ولغة حوار منتقاة تراعي مرجعيات الجزائريين"، كما طالب كذلك، بـ"تشديد الرقابة على الأعمال التي تعرض في رمضان، لأنها تحظى بمعدلات مشاهدة عالية".

 

 

أزمة ترويج جماعة إرهابية 

 

في السياق نفسه أثار ظهور جدار بأحد الأسواق في العاصمة مكتوب عليه اسم حركة انفصالية تصنفها الجزائر "حركة إرهابية"، وهي "حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)"، في أحد المشاهد، ردود فعل رسمية.

وطلبت سلطة ضبط السمعي البصري، من التلفزيون الجزائري، تقديم توضيحات عن المشهد، وأكدت أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما سيقدمه التلفزيون من توضيحات.

وبعد صدور بيان سلطة الضبط، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه مخرج المسلسل وهو يوضح أن العمل لا يروج للحركة التي يعتبرها "حركة إرهابية"، مؤكداً أن ظهور شعارها "خطأ غير مقصود".

 

خلية لمتابعة البرامج

 

محمد بوسليماني، وزير الاتصال الجزائري (وزير الإعلام)، أعلن خلال جلسة علنية مخصصة لطرح الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الخميس، أن "سلطة الضبط في إطار أنشطتها الاستباقية، دعت مسؤولي القطاع إلى ضبط برامجهم، واحترام خصوصيات الشهر الفضيل، وعدم الانزلاق وراء الربح".

وقال، رداً على سؤال بشأن "ترويج بعض القنوات التلفزيونية بعض الآفات الاجتماعية عبر البرامج التي تبث خلال رمضان، ومن بينها مسلسل (الدامة)"، إن الهيئة دعت إلى "تفادي الإثارة ومظاهر العنف بكل أنواعه واحترام المرجعية الدينية الوطنية وتقديم خدمة إعلامية ترقى إلى تطلعات العائلات".

وأضاف بوسليماني أن وزارة الاتصال شكلت "خلية" لمتابعة نوعية البرامج التي تعرض خلال رمضان لـ"المساهمة في مهمة سلطة ضبط المحتوى السمعي البصري"، مؤكداً أنه في "حالة عدم احترام القانون، لن تتوانى الوزارة عن الردع".

 

الدراما ليست موعظة

 

في المقابل يدافع صناع العمل ونقاد ومشاهدون عن المسلسل الذي تصدر نسب المشاهدة في الأسبوع الأول من رمضان، واعتبروا أنه "يعكس جزءاً من الواقع في قالب فني يضمن متعة المشاهدة"، واصفين الانتقادات التي تعرض لها ووصلت إلى حد المطالبة بوقف عرضه، بأنها "محاولة لكسر الإبداع والفن".

يحيى مزاحم مخرج المسلسل، أكد أنه "من حق المشاهدين مناقشة العمل وإثارة الجدل بشأنه"، لكنه اعتبر بعض الانتقادات "لا معنى ولا أساس لها، على اعتبار أن المسلسل عمل درامي، والدراما ليست للموعظة".

مزاحم شدد على أن المسلسل يناقش موضوعات وقضايا يعيشها المجتمع بشكل عادي، كما شدد كذلك على أنه "لا يروج لها أو يقصد منها توجيه إساءة للجزائريين"، وأوضح مخرج مسلسل "الدامة"، أن العمل في بداياته، ومن الغير المعقول إصدار أحكام نهائية عليه، خاصة أن المسلسل سيشهد تطورات عديدة.

ودافع يحيى مزاحم عن لغة المسلسل، والتي أثارت تحفظات على موقع التواصل الاجتماعي واعتبرها كثيرون "لغة شارع"، بقوله: "هذه هي لغتنا اليومية التي نعرفها نتحدث بها في أحيائنا الشعبية".