الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيد المسيح يتنبأ بتسليم يهوذا وإنكار بطرس ويؤسس سر الأفخارستيا ويغسل أرجل تلاميذه.. أهم أحداث خميس العهد

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الخميس، صلوات يوم "خميس العهد" من دير الشهيد مارمينا العجائبي بمريوط بمحافظة الإسكندرية بحضور شعبي، ومشاركة رئيس الدير الأنبا كيرلس أفا مينا والآباء الأساقفة والرهبان والشمامسة.

ويتضمن طقس "خميس العهد"، صلاة جزء من البصخة في طقس باكر، وترديد قطعة تبكيت للخيانة "يهوذا مخالف الناموس"، وبعدها تصلى صلوات السواعي بطريقة البصخة المعتادة "الثالثة والسادسة والتاسعة"، ثم بعد ذلك قداس اللقان وفيه يلبس الخدام ملابس الخدمة وعقب الصلاة تكون رشم الماء في الأرجل فقط تذكارا لغسل السيد المسيح لأرجل التلاميذ.

وبعدها يرفع حمل القداس صامتا ولا تقال "الليلويا فاي بي بي إيؤو" و"سوتيس أمين" ويطوف الكاهن بالبخور بدون تقبيل ودون أن يقرأ الكاثوليكون ولا الإبركسيس ولا السنكسار ولا تتلى صلاة الصلح وكذلك المجمع الخاص بذكر القديسين.

ويعرف اليوم أيضا عند الأقباط بـ "الخميس المقدس" أو "خميس الأسرار"، وهو عيد مسيحي أو يوم مقدس يسبق عيد القيامة، وفيه أيضا تذكار العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه وهو اليوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، ويقوم الكاهن فيه بغسل أرجل المصلين من الرجال ورشمهم بالمياه أيضًا في يوم خميس العهد تم القبض على يسوع ليلًا بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف وفقًا للرواية المسيحية.

وخميس العهد هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام يسبقه أربعاء البصخة ويليه الجمعة العظيمة، وشهد العشاء الأخير العديد من الأحداث، فقد تنبأ السيد المسيح بأن يهوذا سيخونه وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، وقدّم خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتي تدون بشيء من التفصيل في إنجيل يوحنا "التلميذ الذي كان متكئًا بالقرب من السيد المسيح خلال العشاء.

ولما جاء اليوم الأول من الفطير الذي كان ينبغي أن يُذبح فيه الفصح، أمر يسوع اثنين من تلاميذه أن يذهبا ويُعدا الفصح ليأكل معهم جميعًا، وبعد ظهر يوم الخميس رجع السيد المسيح مرة أخرى إلى أورشليم لا إلى الهيكل ومعه تلاميذه ليأكل الفصح. هذا هو العيد العظيم عند اليهود الذين أمروا بعمله في الإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج.

وأناب السيد المسيح عن تلاميذه بطرس ويوحنا وأعدا الخبز وعصير العنب والأعشاب المرَّة، وكل ما هو ضروري لإعداد الفصح، ولم يفهم التلاميذ أين هو المكان الذي سيأكلون فيه الفصح ولذا سألوه عنه فأرسل بطرس ويوحنا وأعطاهما علامة يميزان بها صاحب ذلك البيت وهو إنسان حامل جرة ماء.

وذهب هو وتلاميذه الذين لم يكونوا يعرفون المكان حتى دخلوه فأكلوا الفصح هناك، وفي هذا الوقت حدثت مشاجرة بين التلاميذ فيمن يظن أن يكون الأول والأعظم، فنبههم يسوع إلى تلك الأفكار الباطلة قائلًا: "الكبير فيكم فليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم، وفي الحال قام بعملية غسل الأرجل للتلاميذ واحدًا واحدًا".

وبعد ذلك أنبأهم بخيانة يهوذا بقوله: "واحد منكم يسلمني"، يقصد يهوذا الذي إذ أخذ اللقمة بغير استحقاق، دخله الشيطان وقام في الحال ومضى إلى اليهود يسلِّم لهم سيده مقابل ثلاثين من الفضة، وهذه كانت قيمة العبد.

وفي هذا اليوم رسم السيد المسيح العشاء الرباني الخبز النازل من السماء الواهب حياة للعالم، أي جسده المقدس ودمه الكريم، حيث أبطل أمام التلاميذ الرمز وأشار لهم إلى المرموز إليه بل وقد سلمه لهم عوضًا عنه عهدًا جديدًا غير العهد الأول، كما يوضح ذلك الإنجيليون قائلين: "وفيما هم يأكلون "الفصح" أخذ يسوع خبزًا وبارك فكسر وأعطاهم قائلًا: خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري، وكذلك الكأس أيضًا بعد العشاء قائلًا: “هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم، فالأكل الأول والكأس الأول هي عشاء الفصح، أما الخبز الثاني والكأس الثانية فهما العهد الجديد”.

وفي هذا اليوم، أنبأ السيد له المجد تلميذه بطرس بأنه سينكره ثلاث مرات، وأكد له ذلك ثم قام وذهب إلى عبر وادي قدرون، حيث دخل هو وتلاميذه، وهناك صلى بجهاد عظيم حتى كان عرقه يتصبب كقطرات دم على الأرض، وقد ظهر له ملاك من السماء يقويه قائلًا له: "لك القوة لك المجد لك البركة لك العزة يا عمانوئيل إلهنا وملكنا"، وهي الترنيمة الكنسية الوحيدة هذا الأسبوع.