EN 
انطلقت فعاليات مبادرة " إفطار صائم" قبل ٩ أعوام من الآن على رصيف محطة سكة حديد دشنا شمال قنا ، وتأبى أن تتوقف، رغم الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد و ارتفاع أسعار المنتجات، لكن حب الخير أقوى من أي ظروف أو معوقات.
المبادرة الإنسانية التى أطلقها شباب متطوعين بوقتهم وجهدهم لوجه الله، كل عام تحصد زرعاً جديداً من الشباب والكبار ، ينضمون لحملة "إفطار صائم"، تاركين منازلهم و الإفطار مثل الآخرين على موائدهم وسط أسرهم، ليكونوا فى خدمة ركاب القطارات القادمين من مسافات بعيدة.
المراسم اليومية لحملة" إفطار صائم" على محطة سكة حديد دشنا، تبدأ يومياً مع حلول الساعة الرابعة عصراً، حيث يتوافد المشاركين من القرى البعيدة و المناطق المحيطة بالمحطة، لتجهيز أكياس وجبة الإفطار، و توزيعها فى وقت قياسى خلال فترة توقف القطار والتى لا تتجاوز بضع دقائق.
مسئولى المحطة والقطار، اعتادوا المشهد الرمضانى الإنساني، ما يجعلهم مرحبين بشباب المبادرة المتطوعين، خاصة أن وجودهم لا يسبب أى تعطيل لسير حركة القطارات، بقدر ما يترك حالة من الارتياح والسعادة التى ترتسم على وجوه الجميع، كون الخير والكرم مازال باقياً.
بمجرد دخول القطار إلى رصيف المحطة، يصطف المشاركين المتطوعين على الجانبين، موزعين أنفسهم على عربات القطار بالكامل، لتوزيع الوجبات خلال الوقت المحدد، دون إغفال أحد من الركاب، سواء كان مسلم أو مسيحى.
قال أحمد على" متطوع بالحملة"، تطوعت مع آخرين فى حملة إفطار صائم التى انطلقت منذ 9 أعوام، وما زلت مستمراً فى هذا العمل الإنساني لوجه الله تعالى، رغم الظروف التى يعيشها الجميع، فالكل حريص على المشاركة وكل شخص يأتى ومعه آخرين، للمساعدة فى أعمال تجهيز الوجبات وتوزيعها على ركاب القطار وقت دخوله محطة دشنا.
و تابع على، الحملة اختارت من البداية محطة قطارات دشنا ، لأننا نعلم معاناة السفر وطول المسافة التي يقضيها الركاب منذ انطلاق قطار الساعة السادسة من الإسكندرية حتى يصل دشنا ، وقد يكون الكثير منهم غير مستعد لدخول وقت الإفطار، فى حين أن هناك متطوعين آخرين اختاروا الطرق السريعة والزراعية لتوزيع الوجبات على المارة والعابرين بسياراتهم خلال وقت المغرب.
و أضاف أشرف محمد" متطوع بالحملة"، الوجبات تتضمن مياه و بلح و عصائر، و أحيانا تكون معها وجبة ساخنة، حسب الإمكانيات المتاحة، حيث يتم الإتفاق على تجهيز الوجبات من أهل الخير و الشباب المشاركين، و يتم يومياً تجهيز عدد كبير من الوجبات حتى يستوعب جميع الركاب، ولا يتناول المشاركين إفطارهم، إلا بعد الانتهاء من توزيع كامل الوجبات على ركاب القطارات المارة فى توقيت الإفطار.
و أشار محمد، إلى أن حملة تتطور كل عام عن الآخر، فأعداد المتطوعين كل عام تتزايد، وكميات الطعام التى توزع أكثر، نا يتيح لنا توزيع أكبر قدر ممكن على الصائمين على مدار شهر رمضان المبارك، لافتاً إلى أن الجميع يبتغى الأجر والثواب من عند الله تعالى، كون إفطار صائم من الأعمال الجليلة عند المولى عز وجل.
حملة إفطار صائم بدشنا
