EN
صدر حديثاً عن المركز الأكاديمي للأبحاث ترجمة عربية لكتاب «الإسلام كما رآه الآخرون»، من تأليف روبرت هويلاند، وترجمة هلال محمد الجهاد.
يتناول الكتاب اكثر من مئة نص بـ12 لغة من الشعوب المجاورة والمعاصرة للمسلمين عن الإسلام والمسلمين في اول 150 سنة، كما علّق الكثيرون، إنه قد لا يوجد كتاب الى حتى الآن اهم واشمل من هذا الكتاب في هذا المجال.
الكتاب دراسة موسوعية تجمع ما كتب عن الإسلام من نصوص باثنتي عشرة لغة في أول مئة وخمسين سنة من تاريخه وتمارس عليها التحليل التاريخي بمنهجية صارمة، ومنظور موضوعي مدعوم بمئات المصادر الأولية والدراسات والبحوث الأكاديمية، وهذه النصوص مصنفة إلى أنواع منها التنبؤات والرؤى والمناظرات والحوليات والتواريخ والسير وأدب الرحلات والمراسلات والتشريعات والشهادات، فضلاً عن الآثار والنقوش والبرديات والعملات ليشكل مشهداً تاريخياً بانوراميا يكشف عن الطروحات والتصورات والمواقف التي تضمنتها هذه النصوص.
ويرصد الكتاب ردود الأفعال المتفقة والمتباينة لأتباع الديانات على الإسلام بوصفه دينا بدأ يفرض نفسه عقيدة وشريعة ووجوداً سياسياً على عالمهم خلال مدة قصيرة، فاضطروا للدخول في صراع معه أحيانًا، أو حوار في أحيان أخرى، مما انعكس في هذه النصوص، ورسم خطا بيانيا لتطور العلاقة التفاعلية بين المسلمين وغير هم على الأصعدة كافة.
من جهة أخرى، يجيب الجهد النقدي الفريد الذي يقوم به المؤلف في هذا الكتاب عن مجموعة من الأسئلة الكبيرة التي تتعلق بطبيعة النصوص المدروسة وأصالتها وسياقاتها الدينية والثقافية لكي يمنح الفرصة للباحثين والمهتمين لتقويم هذه النصوص وتحديد قيمتها العلمية والتاريخية والكشف عن البنى الفكرية المستحكمة التي شكلتها، والمواقف الموضوعية أو المسبقة التي كانت وما تزال تفرض نفسها على المنظورات الدفاعية العقائدية للإسلام في الأوساط الدينية المختلفة.
ويتضمن الكتاب نصوصاً نادرة ذات صلة ألحقت به، ويضيف فهرسين موسعين شاملين يجمع فيهما كل المصادر العربية وغير العربية حول موضوع الكتاب، ليحصر هذه المصادر ويجعلها متاحة من أجل دارسي التاريخ الإسلامي المبكر.
ويحدد هويلاند فعليا كل نص ذي صلة، ويقدم نقدا نصيا مناسبا لتصورات غير المسلمين عن الإسلام، ومعالجته للنصوص حكيمةً ونزيهة ومعقدة واستفزازية ومفيدة للغاية.
الكتاب يجمعُ كما هائلاً من المصادر الثانوية من ميادين واسعة متنوعة، وهو جرد وتحليل ضخم لهذه المصادر غير الإسلامية، ولم يعد ميدان دراسة تاريخ الإسلام كما كان إطلاقا.
