الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بردية وزيري.. أهم الاكتشافات الأثرية في سقارة

بردية وزيري
بردية وزيري

عثرت البعثة المصرية، التي يرأسها الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، خلال أعمال الحفائر بمنطقة سقارة، في شهر مايو عام 2022، على أطول بردية في العالم، وذلك في أثناء حفائر البعثة.

 

بردية وزيري

 

المتبع في تسمية البرديات، أن يطلق عليها اسم مكتشفها، وسميت “بردية وزيري”؛ نسبة إلى مصطفى وزيري، أول مصري يطلق اسمه على بردية.

 

وصف بردية وزيري

 

 كتبت البردية- التي يجاوز طولها 16 مترا- باللغة الهيراطيقية، وتتناول الحديث عما يعرف بكتاب الموتى.

وعثر عليها داخل تابوت لشخص يدعى أحمس، ينتمي إلى العصر البطلمي عام 300 قبل الميلاد.

كانت البردية ملفوفة في حالتها الأصلية، وتم عمل الترميم اللازم لها في المتحف المصري بالتحرير، وتعد أطول وأكمل بردية لكتاب الموتى.

البردية مكتوبة بالحبر الأسود، وبعض النصوص مكتوبة بالحبر الأحمر؛ كنوع من التمييز.

تحتوي البردية على 113 فصلا من كتاب الموتى، موزعة على 150 عمودا مختلفة الأحجام والمقاسات، مع اختلاف عدد الأسطر، وتم ذكر أحمس 260 مرة بين سطورها.

 

كُتبت فصولها ورُتبت في توثيق جيد، وهذا ما كان متبعًا في عهد المصريين القدماء، مع تحديد أماكن الرسوم التوضيحية.


تبدأ البردية بمساحة فارغة تقارب 40 سنتيمترا، ثم يوجد منظر لأحمس صاحب البردية بداخل المقصورة يتعبد إلى "أوزير" إله العالم الآخر لدى المصريين القدماء، ويختلف هذا المنظر من بردية لأخرى.

البردية مكتوبة بخط واضح ومنتظم، يوضح احترافية الكاتب، وهذه أمور مهمة في عملية التوثيق.


كتاب الموتى

 

كتاب الموتى هو عبارة عن مجموعة من الوثائق الدينية والطقوس الجنائزية التي ظهرت في عهد الدولة الحديثة، وكانت بمثابة الدليل للمصري القديم في عبوره إلى العالم الآخر، ومساعدته على تجاوز الأهوال، والعبور من البوابات والكائنات التي تحرسها، والرد على أسئلتهم.

 

ووفقًا لعقيدة قدماء المصريين، يحاسب الشخص أمام محكمة “أوزير”، ويقدم حجته؛ لتبرئه نفسه من الذنوب.
 

ويروى أن المذنب سيرى قلبه أثقل من ريشه "الماعت"، ويوضع أمام الإله "عمعم" الذي يأكل قلبه ويدخله النار، ويحاسب على قدر الذنب.

وأما إن كان صالحًا؛ فيذهب إلى جنة “الإيار” ليحيى حياه دون ألم وحزن.


كان المصري القديم مؤمنًا أن الدنيا رحلة، والآخرة هي الأبقى، وكان اهتمامه بأمور الموت ينم عن إيمانه، حيث كان يشير إلى الحياة الآخرة ب "الخروج إلى النهار" ودخول الجنة الراغدة ، وهذا ما تعبر عنه رسومات قدماء المصريين.