الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تعرف أن الفرج قريب؟.. الإفتاء: بـ 9 علامات تحدث أمام عينيك

كيف تعرف أن الفرج
كيف تعرف أن الفرج قريب

لاشك أن السؤال عن كيف تعرف أن الفرج قريب هو أهم ما يشغل الكثير من الناس ، حيث إن الدنيا دار بلاء وابتلاء ، ولا أحد يسلم من كروبها ومصائبها، ولا شيء يعني ويعين ذلك المهموم فيها على الصبر أكثر من إجابة سؤال كيف تعرف أن الفرج قريب ؟، والذي يجري على الألسنة لبتي أنهكها البلاء .

كيف تعرف أن الفرج قريب

قالت دار الإفتاء المصرية ، في تحديدها كيف تعرف أن الفرج قريب ؟، إنه لا يجوز للمسلم أن ييأس ويقنط من رحمة الله تعالى، وحثَّنا الله عز وجل على الدعاء في آيات كثيرة من كتابه العزيز، قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة: 186)،

وأضافت “ الإفتاء ” عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلة: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت، وكنت أظنها لا تفرج، منوهة بأنها تشتد وتشتد .. ثم يأتي الفرج من حيث لا تحتسب فكن على ثقة بالله عز وجل، مشيرة إلى أن إشارة الفرج جاءت بقوله تعالى في كتابه العزيز: ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)) من سورة الشرح، فكأن الله سبحانه وتعالى يسوق اليسر مع اليسر فيأتي العسر ومعه اليسر .

 وأوضحت أن أفضل دليل على ذلك حالة الولادة الطبيعية ، ففي قمة العسر يأتي اليسر من الله تعالى ويولد لجنين صارخًا إلى الدنيا ، كذلك مع قمة الكرب وشدته يأتي الفرج واليسر من الله تعالى، فإذا اشتد الكرب والفزع لجأ الناس إلى الله الذي بيده أن يزيح هذه الشدة ، فيزيحه تعالى.

وتابعت : وهذه هي المسألة المقصود أن يرتبط الإنسان بربه وأن يكون قريبًا منه تعالى يستدعي رحمته ونجدته ونصرته عندما يكون في ضائقة، فاليسر جاء مع العسر ذاته في نفس التوقيت ، فإذا ضاقت الحلقات جميعها فرجت، لأن الله سبحانه وتعالى يغلق كل الأبواب لأن الأصل إذا أغلقت أبواب الأسباب مع البشر لا يبقى لك إلا رب البشر ، فالله عز وجل يسوق بسبب وبدون سبب، فلو تخلى عنك كل الناس وخدعوك وتركوك، فاعلم أن الله تعالى إنما فعل ذلك لأنه يحبك يريدك أن ترجع إليه .

ماذا أفعل ليأتي الفرج 

ونبه الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن كل من كان في حالة كرب ليس أمامه إلا المولى سبحانه وتعالى فيدعو ربه ويلجأ إليه، موصيًا كل من يعاني من كرب أن يدعو بالحديث الذي رواه الإمام البخاري وعنون عليه بـ"دعاء الكرب" وهو: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ الكريم ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكريم).

وأفاد بأنه قيل يكتفي بقول هذا الدعاء فهو ثناء على الله وطالما أنك أثنيت على الله فالله يفرج كربك، وقد روي “من شغله الثنايا عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى الذاكرين”، لافتًا إلى أنه قيل أيضا أنه يقول هذا الدعاء ثم بعده يدعو الله كيفما شاء بفك الكرب، فالإنسان طالما علم أن له ربا يفرج الكروب ورفع يديه إليه لا يرده الله سبحانه وتعالى عن بابه أبدا.

علامات قرب الفرج 

رأى البعض علامات تظهر قرب الفرج والاستجابة لدعاء العبد عند الفراغ من الدعاء، وهي:
- راحة البال، القلب المعزي المرتبط بالله، يستجيب الله لدعائه إن شاء الله، لأن الله لا يرد من يلجأ إليه أبدًا.
- بعد الانتهاء من الدعاء يشعر المسلم بالرضا التام والهدوء والراحة، ويشعر أن الله قد سمعه.
- الهدوء والسكينة في محيط المسلم، والشعور بأن جلسة الدعاء مليئة بالسكينة والأمان.
- إذا اكتشف المسلم أن هناك الكثير من المعوقات والمشاكل التي تمهد الطريق، ووجد طرقًا لحلها، فهذه علامة من الله تعالى لاستجابة الدعاء.
- يحتمل أن يأتي الخير استجابة للدعاء، وقد يأتي بتجنب ضرر أو كارثة ونحو ذلك.

- اشتداد الكرب وبأسه، وضيق الأمر على صاحب الكرب حتى يصل إلى مرحلة اليأس، فالفجر لا ينبثق إلا بعد اشتداد الظلام، والولادة لا تأتي إلا بعد مخاض، والنصر يأتي بعد الشدة والبلاء، وقد نقل عن السابقين قولهم: (عِنْد تناهي الشدَّة، تكون الفرجة، وَعند تضايق الْبلَاء، يكون الرخَاء).  يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مع الكَرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا)، فالفرج لا يأتي إلا مع الكرب وهو وصول الإنسان لمنتهى الحزن والألم في أمر ما، وكل ذلك حتى يتقرب الإنسان من ربه ويتضرع إليه. 

-انقطاع الأمل بكل ما قدم الإنسان من حيل مع البشر للتخلص من الهم والكرب، فعندها يؤذن ذلك باقتراب الفرج؛ فلا يبقى إلا حبل الله الممدود، وذلك ليلجأ الإنسان إلى ربه ويتوكل عليه حق التوكل، ويعلم حقاً أنه لا حيلة إلا بيد الله وأن الفرج من عند الله -تعالى-.

- وقد تكون بعض المجريات والأحداث التي تحصل مع الإنسان من الأقدار التي تؤذن باقتراب الفرج، كتغير شيء من الحال، أو تغير بعض الظروف المحيطة بالإنسان، أو تخفيف بعض الأمور عنه في جوانب أخرى غير المصيبة التي ألمت به.

- الرؤيا الصالحة الصادقة التي تبشر الإنسان بزوال الهم والغم أو انفراج الأمر، وزوال الكرب، سواء كانت هذه الرؤيا من الشخص نفسه، أو من غيره من المقربين إليه، فالرؤيا الصالحة من المبشرات التي بقيت من ميراث النبوة.

وورد أن بداية حدوث الشدّة إنّ التغيير من سنّة الله -عزّ وجلّ- في هذه الأرض، ومن ذلك تغيُّر حال العبد من فرجٍ إلى شدةٍ والعكس، قال الله -تعالى-: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ)،  أي ستتبدّل أيها العبد من حالٍ إلى حال، ومن فقرٍ إلى غنى، ومن صحةٍ إلى سقم، ومن شدةٍ إلى فرج.  وبمجرّد أن يحدث البلاء أو الشدّة يبدأ عمرها بالنقصان، فقد جعل الله -عزّ وجلّ- لكلّ شيءٍ أجلًا ونهايةً معلومةً عنده، وما على المؤمن إلّا أن يستعين بالله -عزّ وجلّ- على قطع هذا الزّمن الذي سيعيشه أثناء هذه الشدّة. 

ومن علامات قرب الفرج كذلك الرّؤيا الصالحة يراها أو تُرى له المؤمن وهو في قمّة الشدّة قد يبعث الله له ما يُبشّره باقتراب الفرج ومن ذلك الرؤيا الصالحة، قال النّبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (لم يبقَ من النبوّة إلّا المبشرات، قالوا: وما المبشّرات يا رسول الله؟ قال: الرّؤيا الصّالحة)، والمبشرات جمع مُبَشّرة، وهي البشرى التي وعد الله -تعالى- عباده بها في الحياة الدنيا، وغالباً ما تكون البشرى خيراً. 

ومن علامات قرب الفرج  اشتداد الشّدّة قال -تعالى-: (حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ)، فالله -تعالى- يُخبر أنّه ينزل الفرج على رسله عندما يضيق بهم الحال وهم في أشدّ الحاجة لنصره، وكم قصّ الله علينا من قصصٍ في رفع البلاء عن أنبيائه عندما اشتدّت عليهم الكروب؛ كإنجاء موسى ومن معه وإغراق فرعون ومن معه، وغيرها كثير.

ومن علامات قرب الفرج زيادة التعلّق بالله تعالى وقت الشدّة إذا اشتدّت الكروب وتعاظمت على العبد، فاشتدّ معها تعلّقه بالله -عزّ وجلّ-، فوكّل أمره إلى ربّه بكشف البلاء عنه، فليعلم أنّ البلاء إلى زوال، فالله -عزّ وجلّ- قد كفّى من توكّل عليه، وهذه هي حقيقة التوكّل على الله -عزّ وجلّ-.، وكذلك التوفيق للدّعاء الله -عزّ وجلّ- إذا وفّق العبد للدّعاء فقد أجابه، فالبلاء ينزل ليستخرج الدّعاءَ من العبد، والدّعاء هو من أشدّ أعداء الشّدّة والبلاء، فهو يمنع البلاء قبل أن ينزل، ويخففه إذا نزل، والدعاء القوي يزيل البلاء.

ومن علامات قرب الفرج اشتداد الصبر كلّما زادت الشدّة هذه علامةٌ من علامات اقتراب الفرج، فالصبّر لا بدّ منه للمبتلى، ولن ينفع السّاخط على البلاء تذمّره وعدم صبره، وتقدير مدةٍ للبلاء ستضرّ المُبتلَى، فالصّبر يهوّن البلاء، أو يكشفه كما كشف الشدّة والبلاء عن أيّوب -عليه السّلام-، بل أبدله مكان الشدّة فرجاً، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب، والتّوبة عند حدوث الشّدّة إنّ الذّنوب من أغلب أسباب البلاء والشّدّة التي تنزل بالعبد، فإذا قطع العبد الأسباب التي فتحت عليه أبواب الكروب فترك الذّنوب، فستنقطع عنه لا محالة، وقد كان من السّلف من إذا نزلت به شدّة تذكّر ذنوبه، فهانت عليه الشّدّة التي حلّت به.