الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا وافقت إسرائيل "بسرعة" على وقف إطلاق النار مع غزة؟

لماذا وافقت إسرائيل
لماذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار مع غزة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه على الرغم من الانتقادات الشديدة ومطالب المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه ضربة عسكرية كبيرة إلى قطاع غزة ردا على إطلاق وابل من الصواريخ تجاه مستوطنات الاحتلال، إلا أن تل أبيب والفصائل الفلسطينية في غزة، فضلوا إنهاء هذه الجولة بسرعة، وبالتالي تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة ممثل الأمم المتحدة ومصر.

وأوضحت الصحيفة من خلال مقال، للصحفي والمراسل العسكري لها، رون بن يشاي، أن إسرائيل لم تعلن رسميا عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار ، لأن ذلك يعني الاعتراف بالتتفاوض مع الفصائل الفلسطينية، وبالتي الاعتراف بسيطرة الفصائل على قطاع غزة حتى، لذلك عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات غير المباشرة، فان تل ابيب تبقي على "مسافة" كالعادة.

ووفقا ليشاي، فأن كان كل شيء يسير وفقًا لقواعد اللعبة التي تم استخدامها في ساحة غزة لسنوات ، أو بشكل أكثر دقة منذ عملية "حارس الأسوار" أو "سيف القدس" كما سمتها فصائل المقاومة.

وأشار يشاي إلى أن حماس امتنعت عن إطلاق النار باتجاه المستوطنات، لكنها سمحت لحركة الجهاد الإسلامي بتنفيذ أكثر من مائة عملية إطلاق للصواريخ وقذائف الهاون باتجاه مستوطنات الخلاف، انتقاما لاستشهاد القيادي في الحركة الأسير الشيخ خضر عدنان داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد ، قال يشاي إن الجولة الحالية لم تكن استثناء، مشيرة إلى أن رد فعل حركة الجهاد الإسلامي على استشهاد الأسير خضر عدنان كان متوقعا.

وحول عدم قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بضرب غزة بقوة أكبر وإعادة الردع الذي تآكل منذ تولي الحكومة الحالية ضد الفلسطينيين في جميع القطاعات، كما بحسب زعم وزراء إسرائيليين، قال المراسل العسكري إن هناك سببين يفسران ذلك الأمر.

وقال يشاي إن السبب الأول هو أن الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي منصب في الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أن هذا المكان لا يزال ينتشر فيه جزء كبير من الكتائب النظامية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بهدف حماية المسؤولين الإسرائيليين من إطلاق النار والتفجيرات.

وأكد أن هذه هي المهمة الرئيسية لجيش الاحتلال في الوقت الحالي، لافته إلى أنها أصبحت أكثر أهمية بعد استشهاد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان في السجن.

وأوضح يشاي أن هناك تحذيرات داخل في المؤسسة الأمنية وخاصة في جيش الدفاع الإسرائيلي من التخطيط لهجمات في المنطقة انتقاما لموته، في مسقط رأس الشهيد خضر عدنان بقرية عرابة في قطاع جنين.

ولفت إلى جهاز الأمن العام الأسرائيلي "الشاباك" أوصي جيش الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراء كبير نسبيًا عاجلاً أم آجلا ، لتحييد التهديد الذي يمثله شمال الضفة ومدينتي نابلس وجنين ، على الأقل لفترة من الوقت.

وبين أن وجهة النظر الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي، تعتبر غزة حالياً ساحة ثانوية والساحة المهمة هي الضفة الغربية وربما القدس الشرقية.

السبب الثاني وراء تفضيل إسرائيل إنهاء الجولة الحالية بسرعة، بحسب يشاي، هو عدم وجود شرعية دولية لعمل إسرائيلي كبير بعد مقتل الأسير الفلسطيني في سجن إسرائيلي.

وقال يشاي إن الإدارة الأمريكية تؤكد لإسرائيل منذ عدة أشهر بأنها مهتمة بالسلام في الساحة الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية، وأن القيام بعمل إسرائيلي كبير وحتى مجرد ضربة جوية قوية للغاية كان سيساعد الفلسطينيين على جر إسرائيل إلى مجلس الأمن وإدانتها بدعم من روسيا والصين ، وربما أيضا الولايات المتحدة والدول العربية في المنطقة.

وتابع : "لم يكن لإسرائيل أي مصلحة في الدخول في صراع كبير وطويل في غزة في ظل هذه الظروف الدولية ، والأكثر من ذلك ، أن مثل هذا الصراع يتطلب حشد احتياطيات ويمكن أن يستمر لفترة طويلة. لذلك ، من الناحية الاستراتيجية والعسكرية ، كان من مصلحة إسرائيل إنهاء هذه الجولة بسرعة بينما كان الضرر الذي لحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية صغيرًا نسبيًا ، سواء من حيث الخسائر في الأرواح التي لم تكن موجودة ومن حيث الاضطراب في روتين السكان اليومي الذي استمر أقل من 24 ساعة".

وأشار  يشاي إلى نقطة أخرى مهمة، وقال: "الخلاف الداخلي في إسرائيل لا يزال على قدم وساق وهذا له تأثير سلبي للغاية على الصمود الوطني وقدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الصمود في وجه صراع مستمر في قطاعين وربما حتى ثلاثة قطاعات فلسطينية. . الساحة الثالثة هي الفلسطينيين في جنوب لبنان ، الذين قد ينضمون إلى الصراع".

إلى جانب ذلك ، أوضح يشاي خلال المقال "أنه في ظل الوضع السياسي الداخلي الحالي بإسرائيل، إذا كانت الحكومة قد شرعت في عملية عسكرية كان من شأنها أن تنطوي حتى على أيام قليلة من القتال في الجنوب ، لكان من الممكن اتهامها بمحاولة تحويل الانتباه عن الصراع الداخلي نحو الأمن. الصراع مع الفلسطينيين".

واستطرد "هناك شيء واحد مؤكد ، وهو أن الصراع السياسي الداخلي في إسرائيل لا يخلق فقط مظهر ضعف أمني يدعو أعداء إسرائيل لمهاجمتها ، بل يخلق أيضًا ضعفًا حقيقيًا يجب على صناع القرار ، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع. يجب أن يأخذوه بعين الاعتبار".