قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بيته قِبلة طلاب العلم |ذكرى ميلاد الشهاوي تجدّد سيرة شيخ الشافعية بمصر

الشيخ عبد العزيز الشهاوي
الشيخ عبد العزيز الشهاوي

يحل علينا اليوم الموافق الخامس من مايو، ذكرى مولد الدكتور عبد العزيز الشهاوي، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، وشيخ الشافعية في مصر، والذي يرجع نسبه إلى رسول الله من جهة سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.

تعود أصول الشيخ عبد العزيز الشهاوي، إلى المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وهو من بيت يحفل بالعلم ، وبيته ملاذ لطلاب العلم والمحتاجين.


نشأة عبد العزيز الشهاوي

ولد الدكتور عبد العزيز الشهاوي، شيخ الشافعية في مصر، في الخامس من مايو عام 1945، في قرية نمرة البصل بالمحلة الكبرى في محافظة الغربية، وكانت والدته -رحمها الله- أخذت الطرق الأربعة عن الشيخ عبد الحميد الشهواي (البرهامية، الرفاعية، القادرية، الأحمدية( وكانت عابدة صالحة تقية بارة بالأقارب والجيران.

حياته التعليمية في الكتاب

كان الشيخ أحمد البشبيشي، وهو من تتلمذ على يديه الشيخ عبد الحميد الشهاوي، شيخا تقيا ورعا وكان الناس يظنون أنه أعمى، ومات رحمه الله عام 1974 بعد أدائه صلاة العصر، وكان الشيخ البشبيشي يتعامل في الكُتاب بطريقة قاسية لا يمكن أن تتحقق الآن لا من الطالب ولا من المعلم، وكان تلامذته يذهبون إليه صباحا بدون تناول الطعام دون أن يعرفوا سببا لذلك.

وكان اليوم يبدأ في الكُتاب من شروق الشمس إلى أذان العصر، ما عدا اجازة عيد الفطر وعيد الأضحى، وكان التلاميذ يستمعون للدرس ثم يتم تصحيح الدرس الجديد، ويعودون بعد ذلك إلى البيت للإفطار، ونرجع إلى الكتاب مرة أخرى لاستكمال اليوم.

كان الشيخ البشبيشي يوقف التلميذ الذي لا يحفظ الدرس الماضي ، ويوقفه عن الدروس الجديدة لحين إتقان ما أخذه من الدروس القديمة، وكان الكُتاب لا يقتصر على القرآن فقط.

ويقول الدكتور الشهاوي إنه من خلال الكتاب تعلمنا القراءة والكتابة، وحفظنا متن التحفة ومتن الجذرية، وكان راتب المدرس وقتها 50 قرشا، وكان وقتها مبلغ كبير، فجرام الذهب وقتها كان يساوي 21 قرشا.

تلقي العلوم الشرعية والعربية

وبعد حفظ القرآن بدأ الدكتور الشهاوي في تلقي العلوم عام 1957 م، على يد الشيخ عبد الحميد الشهاوي -خال والده- فكان شيخا صالحا ورعا تقيا، لا ينشغل بالدنيا.

ويقول الدكتور عبد العزيز الشهاوي: "بقيت معه في الدرس حتى انصرف باقي التلاميذ لأشغال أخرى، وبقيت معه في الدرس وحدي، وكان الناس يقولون لوالدي، ولادك مش هيلاقوا ياكلوا ظنا منهم أن التعليم لا ينفع الأطفال، وكان يرد عليهم بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل" حيث كان يحرص على تعليمنا العلم الشرعي، بالرغم من قدرته على تعليمنا ولو في أوروبا".

تعلمت في العلوم الشرعية أسس اللغة العربية من خلال: شرح ابن قاسم على متن أبي شجاع، وشرح الأجرومية، وشرح الأزهرية وشرح الألفية لابن عقيل والسيوطي.

وفي الفقه، تعلمت كتاب النهاية والكفاية والخطيب وتحفة الطلاب ، وبعض الحواشي، وكذلك في العروض والقافية والبلاغة ، وعلم الفلك ، وفي المنطق، وغيرها من العلوم.

أبرز الكتب التي يحبها

ويفضل الدكتور عبد العزيز الشهاوي تفسير ابن كثير ، تفسير القرطبي، وتفسير الجلالين، وهذا أتاح له القدرة على البحث في التفسير ، كما يحب علوم القراءات، ودرسها على طريق القراءات بالعشر الصغري، فكان يقرأ كل ختمة برواية مختلفة، فكان حفظه للشاطبية يساوي حفظه للقرآن.

المذهب الشافعي

تعلم الدكتور عبد العزيز الشهاوي منذ الصغر المذهب الشافعي، ويكن كامل الاحترام والتقدير للأئمة الباقين من الفقهاء الأربعة، والأئمة الأربعة والعلماء هم أمناء الله على شرعه، فلهم أن يشددوا أو يخففوا فيما لم يرد فيه نص.

ويقول الإمام الشافعي، كان الإمام الليث بن سعد، أفقه أهل الأرض، وأفقه أهل زمانه، وأفقه من مالك ، ولكن ضيعه أصحابه، فكلاهما عاشا في عصر واحد.

وكان الإمام الشافعي يقرأ على الإمام مالك، وكان الإمام أحمد يمشي خلف الإمام الشافعي، ويقول : كان الشافعي كالشمس للدنيا والعافية للأبدان، وكان الإمام الشافعي يحمل للإمام أحمد حبا جما، وكانا يتزاوران لفضل كل منهما على الآخر.

زواج الدكتور عبد العزيز الشهاوي

وفي عام 1960 م ، قرر والده خطبة ابنة عمه له، وهي امرأة فاضلة ، وكان الذهب وقتها يساوي 21 قرشا للجرام، وكانت الشبكة 333 جرام، ووصلت قيمتها إلى سبعين جنيها.

وتزوج عام 1961، وتكفل والده بالزواج كاملا، وكان والدي وهبني للعلم دون تحمل أي شئ آخر، أنا وشقيقي الشيخ عبد الحليم الشهاوي.

وصف الشيخ عبد العزيز الشهاوي

ويعد الدكتور عبد العزيز الشهاوي، من بقايا السادة الشافعية في مصر ، محب للعلم والعلماء ، يحرص على تعلم كل ما ينفع، عفيف اللسان ، ذو خلق عال، ذو رأي مسموع، وطبع هادئ، وعلو الهمة، يصفح ويتسامح في المعاملات حتى لو انتقص منه الآخرين، صحيح الاستدلال وقوي التوجيه والاستنتاج، يبعد عن الجدال، ويهدف إلى تصوير المسألة الفقهية من أقرب طريق.

نصيحة لطلاب العلم

وقدم الدكتور عبد العزيز الشهاوي، نصيحة لطلاب العلم ، أن يتمسكوا بالأزهر الشريف، سواء كان في الفقه أو السلوك أو العقيدة، لأن المنهج الأزهري منذ نشأة الأزهر الشريف، يسير على سلف رسول الله الصالح وأهل السنة والجماعة، الذين تمسكوا بالأحكام الشرعية، من الأئمة الأربعة، وكلهم على هدى ونور، هذا في الفقه.

وفي العقيدة، فإن الإمام الأشعري والماتريدي هما إمامان أهل التوحيد وهما الذان وضعا علم التوحيد، موصيا المسلمين بعد الاختلاف، مع التمسك بالمنهج الأزهري علما وعقيدة وسلوكا، وعلى كل طالب علم ، إذا شذ عن الأزهر أن يعود إليه.