الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العنف الأسري .. جريمة وحشية حرمها الإسلام ..7 أمور وراءه منها ضعف الوازع الديني.. روشتة أزهرية لمواجهته

صدى البلد

العنف الأسري 

الأزهر للفتوى: جريمة وحشية حرمها الإِسلام أشد التحريم

على جمعة: مخالف بكل المقاييس للدين الإسلامي

عالم أزهري: التفكك الأسري سببه عدم تطبيق معاير الاختيار السليمة (الدين – الخلق – التقارب في السن والثقافة)

 

تتخلل الحياة الأسرية مشكلات تؤدي إلى اضطراب العلاقات بين الزوجين وإلى السلوكيات الشاذة والتعاسة الزوجية، مما يهدد استقرار الجو الأسري والصحة النفسية لكل أفراد الأسرة، ويصدر النزاع والشجار عن أزواج غير متوافقين مع الحياة الزوجية، نظرًا إلى عدم وضوح دور كل منهما وتفكك شبكة العلاقات بينهما، مما يؤدي إلى شعور الزوجين بخيبة الأمل والإحباط والفشل والغضب والنزاع والشجار.

لذا يركز موقع صدى البلد على العنف الأسري .. أسبابه وعلاجه ، وكيف عزَّزَ الإسلام من قيمة الرحمة، وأمَر بنشرها في العالمين، وأرسلَ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم بالرحمة الشاملة التي تصل بالأمم والمجتمعات إلى بَرِّ الأمن والأمان؛ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107].

وانطلاقًا من هذا المبدأ الإسلاميِّ الأصيل فإن الإسلام لا يُقِرُّ التعاملَ بطريق العُنفِ بينَ الناسِ عامَّةً، وبينَ أفراد الأسرةِ الواحدةِ خاصَّةً؛ مُؤَكِّدًا على أن العنف لا يصلح أن يكون علاجًا لمشكلة، أو وسيلةً لإصلاح، بل إن وُجِد في أسرة فهو خطر يهدد تماسكها، وسلامة أطفالها، ويضر بصحة أفرادها البدنية والنفسية.

ولك أن ترى هذا واضحًا في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المُطهرة، فقد رغب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الإنسانَ في التحلي بالرفق في جميع أحواله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ». أخرجه مسلمٌ.

هذا في العموم، أما فيما يخص الأسرة فقد جعل الله عز وجل الزواج آية من آياته، وجعل دفء الأسرة والسكون إليها أهم مقاصد إقامتها، فقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً…}[الروم:21].

كما أمر سبحانه الرجالَ بحسن عشرةِ النساءِ، فقال: {…وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ…}[النساء:14]، وجعل صلى الله عليه وسلم حسنَ عشرةِ الرجلِ أهلَه معيارًا من معايير التفاضل والخيرية، فقال: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي». أخرجه ابن ماجه والترمذي وغيرُهما، وهو ما يتنافى مع العنف واستخدامه في مواجهة المشكلات.

أسباب العنف الأسري

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن انتشار حوادث العنف الأسريّ في المجتمع -لا سيما إن وصل الأمر للتعذيب أو التشفِّي- ليؤذن بخطر داهم، لا بد أن ينتبه له الجميع، ورَأيُ الشرع الإسلامي في هذا الشأن واضح لا تهاون فيه، فقد «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النُّهْبَى وَالمُثْلَةِ» أخرجه البخاري، والمُثْلَة هي: التنكيل والتشويه، وهي جريمة وحشية حرمها الإِسلام أشد التحريم لما فيها من عنفٍ وقسوةٍ وإهدارٍ لكرامة الإِنسان، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا» أخرجه مُسلم.

أسباب العنف الأسري

وتعددت أسبابُ العنفِ داخل الأُسر على اختلاف بيئاتها ومستوياتها، ويمكن تلخيص أهمها في النقاط الآتية:
1- العواملُ النفسيةُ التي ترجع إلى الشخص ذاته كالإحباط، وضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب، ونحو ذلك من العوامل.
2- سوء تنشئة الزوج أو الزوجة، كنشأتهما في بيئة تلجأ إلى العنف وتستخدمه، فالعنف يُنْتِجُ العنف، والاضطراب يورث انعدامَ التوازن في التفكير والسلوك.
3- تعاطي المواد المخدِّرةِ التي تُفقِدُ الإنسان عقله، وتحكمه في تصرفاته، وتُودي به إلى ارتكابِ أعمالِ عُنْفٍ في محيط أسرته ومجتمعه.
4- الأنا وحب الذات، هذه الصفة التي تدفع صاحبَها إلى حب التملُّكِ والسيطرة؛ وبالتالي يستخدم شتى الأساليب في سبيل تحقيق رغبته ولو وصل الأمر إلى العنف.
5- ضعف الوازع الديني، والبعد عن الأخلاقِ الحميدة التي حثَّ الإسلامُ أتباعَه على الاتصاف بها، ومنها الرحمة والرفق والحلم. 
6- غياب القدوة المنضبطة في سلوكها وتفكيرها مما فتح المجال لانتشار المفاهيم والتصرفات الخاطئة.
7- انتشار الموادِّ التي تحضُّ على العنف في وسائل الإعلام المختلفة بل والألعاب الترفيهية الإلكترونية.

وأمَّا مظاهرُ العنف الأُسَرِيِّ في المجتمعات المسلمة، فمن أهمها:
1- التعدي على أحد أفراد الأسرة بالضرب، كضرب الزوجِ زوجَتَه، مما يسبب الإضرار البدني والنفسيَّ بل وأحيانًا يصل الأمر إلى ارتكاب جريمة القتل.
2- عقوق الأبناء لآبائهم.
3- التفكك الأسَرِيُّ، وفقدان لغة الحوار، واتساع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة. 
4- ارتفاع نِسَبِ الطلاق.
5- تشريد الأطفال، وارتفاع ظاهرة أطفال الشوارع.
6- انعدام الأخلاق الإسلامية في التعامل بين أفراد الأسرة.

وبعد هذا العرض الموجز لأنواع العنف، وأسبابه، ومظاهره يمكن اقتراح علاج لهذه الظاهرة؛ من خلال مراعاة الآتي:
1- تقوى الله عز وجل، والالتزام بأوامره، والانتهاء عن نواهيه؛ ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.
2- نشر توعية مجتمعية تحذر من العنف الأسري وتبين خطورته على النشء، وتماسك الأسرة والمجتمع؛ من خلال المؤسسات التعليمية والإرشادية.
3- اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بمشكلة العنف الأسري، وإصدار مواد تعالج هذه الظاهرة.
4- تفعيل قانون تجريم العنف الأسري حتى يلقى كل مخطئ جزاءه. 

أنواع العنف الأسري

وللعنف الأُسَرِيِّ أنواعٌ، أهمها:
1- العنف المتبادل بين الزوجين، والذي تقع النساء ضحيته في أغلب الأحيان، مخالفةً لما أمر به الإسلام من صيانة المرأة وإكرامها، قال صلى الله عليه وسلم: «واسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا». أخرجه البخاري.
2- العنف ضد الأولاد؛ وهو من الأسباب الكبرى لفساد المجتمع.
3- العنف المالي ضد أفراد الأسرة من قِبَلِ ربِّ البيت، المتحكم في مقدَّراتهم، وصاحب القوامة عليهم.

من جانبه قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إنه شاع في عصرنا ظاهرة العنف الأسري، والمقصود بها ذلك العنف الذي يكتنف سلوك الزوج مع زوجته، وسلوك الزوجة مع زوجها، وسلوك كل من الوالدين مع الأبناء، وسلوك الأبناء مع كل من الوالدين، ومع إخوتهم فيما بينهم، ثم سلوك أفراد الأسرة مع الجيران، ومع الأقارب، وفي الحياة العامة، فهذه عشرة صور اكتنف العنف جلها أو اكتنفها كلها.

وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على “فيس بوك”، أنه يسأل كثير من الناس عن حكم الإسلام في هذا العنف من ناحية، وعن أسباب هذه الظاهرة وكيفية علاجها من ناحية ثانية.

وأوضح علي جمعة أن حكم هذه الظاهرة فهي تعد مخالفة بكل المقاييس للدين الإسلامي، سواء أكانت على المستوى الفردي، أو المستوى الجماعي، أما على المستوى الفردي فقد أمرنا بالرفق، ففي الحديث الشريف "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" [البخاري ومسلم] ، وقال ﷺ: "ما يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" [مسلم] ، "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" [أحمد والبيهقي].

والزوج وجهه رسول الله ﷺ فقال: "خيركم خيركم لنسائه وبناته" [البيهقي] ووصفته السيدة عائشة رضي الله عنها: "أنه كان في مهنة أهله" [البخاري] أي أنه كان ﷺ يشتغل بمساعدة الزوجة في مهامها؛ تعليمًا لأمته كيف يتعاملون داخل الأسرة، ويقول أنس بن مالك : خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أفًا قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟ [البخاري ومسلم].

وأمر الزوجة بأن تجعل علاقتها مع زوجها علاقة ربانية، تطلب بها ثواب الله قبل كل شيء، وترجو منه سبحانه وتعالى أن يأجرها في الدنيا والآخرة، على ما قد تكون تصبر عليه، قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ.

ويوجه الآباء فيقول ﷺ : “ليس منا من لم يرحم صغيرنا” [الترمذي والحاكم]، ويوجه الأبناء إلى أن بر الوالدين مكافئ التوحيد {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، ويأمر الجميع بحسن الجوار، فيقول: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله ؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه". [البخاري] ويأمر بصلة الرحم، وبفعل الخير، قال النبي ﷺ: "أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". [الحاكم]، وقال ربنا سبحانه وتعالى: {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وأشار إلى أنه حتى نقيم تلك النصوص الشرعية يجب أن نعمق في وجداننا قيمة العفو، فإن العفو وسيلة ناجحة في تحقيق الرفق والود والتعاون، الذي بهم نقضي على العنف في الأسرة وفي حياتنا كلها، ولقد كثرت نصوص الكتاب والسنة في ترسيخ تلك الفضيلة في دعوة حثيثة للمؤمنين للتخلق بها، ومن أمثلة تلك النصوص ما أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالصفح؛ حيث قال: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، وأمر الله بالعفو في قتل النفس فقال سبحانه: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ}. 

وأمر بالعفو عن غير المسلمين، وفي أشد مواقف العداء منهم للإسلام، فقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ. 

وأمر الله تعالى رسوله ﷺ بالعفو عن المؤمنين فقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}.

وأمره بالعفو عن اليهود رغم خسة صفاتهم، فقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}، وبين ربنا أن العفو وسيلة لتحصيل عفو الله عن الإنسان فقال سبحانه: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. 

ونوه إلى أن الله أثنى على العفو ومن يتخلق به فقال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ. 

هذه هي المنظومة الشرعية التي تقي من العنف الأسري على مستواه الفردي أو شيوعه الجماعي، وعدم الاهتمام بتربية النشء على هذه المعاني، وتكريس الأنانية حتى في الإعلان عن الطعام والحلوى للأطفال، مضاف إلى توتر الحياة من ضجيج وضوضاء وسرعة حراك البرنامج اليومي للإنسان، وضيق الملابس الذي انعكس سلبًا على أعصابه، ومجموع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، كانت من الأسباب التي أدت إلى تفكك الأسرة، وإلى سوء الخلق، وإلى العنف الأسري.

ومن هنا يتضح العلاج والذي يبدأ بعملية التربية، والتربية عملية مرتبة لها أبعادها، ولها أركانها، لا تقتصر فقط على التعليم ولا على التدريب، ولا تقتصر فقط على المدرسة، بل لابد من اشتراك الإعلام، وتكوين ثقافة سائدة للمجتمع تقيه هذه الظاهرة السلبية، وتدفع به إلى الأمن والاستقرار، وهذا يحتاج إلى مزيد الاهتمام.

كما وأكد الشيخ هشام محمود الصوفي من علماء الأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إن أسباب العنف أو التفكك الأسري تتمثل غالبًا في عدم تطبيق معاير الاختيار السليمة (الدين – الخلق – التقارب في السن والثقافة)، إذ إنّ الذي تخلّى أو ابتعد عن تعاليم دينه وشرعه سيقع بلا شك في الانحراف لكون الدّين أحد الأسباب التي تُعزّز مجال الأخلاق والقيم في نفس الإنسان، كما تُنحّيه عن طريق الرّذيلة والفواحش والعنف.

ولفت إلى أنه ينتج عن ذلك العنف أو التفكك الأسري آثار منها:
1- ترك آثارًا متعددة في تربية الأطفال، أبرزها انحرافهم السلوكي وتخلفهم الدراسي.

2- تحطيم البناء التنظيمي للأسرة بحيث تصبح "غير مترابطة"
3- لا يملك الطفل الذي يعيش في أسرة مفككة مملؤة بالعنف إلا أن يعقد مقارنات مستمرة بين حياته والحياة الأسرية التي يعيشها الأطفال الآخرون، وعن طريق العلاقات التي يعقدها معهم تظهر له طبيعة الحياة السعيدة التي يعيشونها، فينتابه الشعور بالنقص والابتئاس لحالته والإحباط.
وحول علاج ظاهرة العنف الأسري قال:
1- على الأم والأب السعي الدائم لتقوية العلاقة بينهما، وحل مشكلاتهما بأسلوب راقٍ، بعيداً عن العنف والصراخ.
2- وجود الوالدين العاطفي والنفسي والروحي والجسدي بين الأبناء، وتخصيص وقت خاص؛ لمعرفة مشاكل الأبناء واهتماماتهم وحاجاتهم.
3- على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم في كافة المجالات.
4- يقع على عاتق الدولة دور كبير في التوعية لأهمية الترابط الأسري والتربية الصحيحة من خلال الدورات المجانية والإعلانات والبرامج التلفزيونية.
5- كما يقع على الإعلام دور مهم أيضاً في تثقيف الأسرة والمجتمع من خلال البرامج التربوية والاجتماعية.

وفيما يتعلق بضرب الزوجة وضابطه، أشار الواعظ بالأزهر إلى أن الله عز وجل شرع في الحياة الزوجية طرقًا للتأديب والإصلاح تكون كالآتي :
أولها النصح والإرشاد ثم الهجر، فإن استوفى الزوج هاتين الخطوتين، وبذل وسعه في ذلك ولم يصلح الأمر، جاز له أن يضربها تأديباً مراعيا جملة أمور في ذلك: أن لا يكون الضرب مبرحا، أي شديداً ، وأن لا يضربها على وجهها وأن لا يشتمها بالتقبيح، والأصل في كل ما قدمناه قوله تعالى: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) النساء :34

وشدد على أنه ليس من حق الزوج أن يضرب زوجته ضرباً مبرحاً، يكسر عظماً أو يجرح عضواً، فإذا ما حصل منه هذا الاعتداء، فيقتص لها منه، جاء في (الإنصاف) وهو من كتب الحنابلة : "لا قصاص بين المرأة وزوجها في أدب يؤدبها به، فإن اعتدى، أو جرح، أو كسر: يقتص لها منه"، مشددا على أن مرد هذه الأمور للقاضي وليس للمضاربة بين الأزواج والزوجات.