الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بائع سجائر نهارا وقارئ ليلا.. تعرف على إيليا أبو ماضي أهم شعراء المهجر

صدى البلد

يصادف في مثل هذا اليوم 15 مايو 1889، ميلاد الشاعر الكبير "إيليا ابو ماضي"، وهو من أبرز وأهم شعراء المهجر، وأحد مؤسسي الرابطة القلمية.

ولد إيليا أبو ماضي في منطقة المحيدثة في المتن الشماليّ من جبل لبنان فى 15 مايو من سنة 1889، ترك المدرسة في سن الحادية عشرة فهاجر إلى الإسكندرية وهناك عمل برفقة عمه ، الذي كان تاجرًا للتبغ في بيع السجائر أثناء النهار ، أمّا في الليل فكان يطالع الكتب ويتعلم النحو والإعراب اللذين كانا كل شغفه ، فتعلم كل ما استطاع إليه سبيلًا بنفسه أو عن طريق الكتاتيب ..

بدأ إليا ابو ماضي مسيرته الشعرية بمجموعةٍ من القصائد المتفرقة، أما أول ديوانٍ شعري له فكان ديوان "تذكار الماضي" في عام ١٩١١ وقد كان يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً ..

اعتاد نشر قصائده في بعض المجلات اللبنانية التي كانت تصدر في مصر وهناك التقى أنطوان الجميل الذي كان قد أنشأ برفقة أمين تقي الدين مجلة "الزهور" ، فأعجبا به وقررا دعمه وبخاصة تقي الدين ، فقد أصرّ على أن ينشر بعض قصائده في المجلة ..

هذا ومن الأغراض الشعرية التي كتب فيها إليا ابو ماضي (الشعر السياسي والوطني) مما جلعه عرضةً لمضايقات السلطة الرسميّة ، فاضطر للهجرة نحو أمريكا الشمالية سنة ١٩١٢ ، حيثُ وصل إلى مدينة سينسيناتي، وهناك عمل في التجارة مع أخيه ، وتنقل بعدها في الولايات المتحدة حتى استقر في نيويورك، وعمل هناك نائباً لتحرير جريدة مرآة الغرب ..

ذاع صيت الشاعر إيليا أبو ماضي بين أدباء المهجر ، فتمكن عام ١٩٢٠ من المشاركة كعضو مؤسس للرابطة القلمية التي تضم أبرز أدباء المهجر ، برئاسةشاعر الحب جبران خليل جبران ، فكانت الانطلاقة الحقيقة لارتقاء الشاعر سلم التميز والنجاح ..

و في عام ١٩٤٨ زار إيليا أبو ماضي لبنان بعد انقطاع طويل، بدعوة من الحكومة اللبنانية لحضور مهرجان الأونسكو ، ليمثل مع الصحافي "حبيب مسعود" صاحب مجلة "العصبة" في البرازيل صحافة المهجر، وكان موضع تكريم وحفاوة، فقد سارع اللبنانيون للاحتفاء به، وقد منحته الحكومة اللبنانية وسامي الأرز ووسام الاستحقاق ، كذلك أقيمت له في دمشق حفلات تكريم، ومنحه هاشم الأتاسيرئيس الجمهورية العربية السورية وسام الاستحقاق الممتاز في ١٩٤٩ ..

تميز شعر إيليا أبو ماضي بطبعة التفاؤل، فكان يسمو بكل شيء نحو الجمال ، يصنع من أحلك الظروف جنةً قادمة صاغ تفاصيلها في كل شطرٍ من قصائده . من أشهر دواوينه : "الخمائل" و"تبر وتراب" والجداول" بالإضافة إلى "ديوان إيليا أبو ماضي" .. كما لا تخلو مجموعاته من بعض الكتب النثرية ..

أما قصائده فقد تميز العديد منها ولاقت نجاحًا مبهرًا نذكر منها : "فلسفة الحياة" التي يقول فيها "أيهذا الشاكي وما بك داء...كن جميلًا ترى الوجود جميلًا" . وفي ٢٣ نوفمبر ١٩٥٧ توفي إيليا أبو ماضي ..