الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد نجم يكتب: اليوم العالمي للأسرة

أحمد نجم
أحمد نجم

يحدد علم الإجتماع مفهوم الأسرة بأنها  الخلية الأساسية في بناء المجتمع البشري وأهم جماعاته الأولية، و تتكون من أفراد تربطهم صلة القرابة والرحم،  وتساهم الأسرة في الأنشطة الاجتماعية في جوانبها المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية . و هي التي تشكل هوية الفرد ، الذي يكتسب مكانته في البيئة من خلالها ، ويجب الإهتمام بالأسرة لأنها نواة حقيقية لبناء المجتمعات المتقدمة.

عالم الإجتماع جورج بيتر موردوك، يري الأسرة بأنها مجموعة إجتماعية تتميز بالسكن المشترك، والتعاون الاقتصادي، والتكاثر . أما علماء الاجتماع ما بعد الحداثيون فقد استخدموا تعريفات أوسع بكثير للأسرة ، ليشمل أي شخص يعتقد الفرد أنه "جزءً من الأسرة "، مثل الصديق  أو حتى الحيوانات الأليفة التي تعيش في ذات المكان .

الأسرة هي المجتمع الصغير الذي ينشئ المجتمعات العالمية الكبيرة ، و هي عمود المجتمع واللبنة الأساسية فيه، فصلاح الأسر صلاح للمجتمع بأكمله .

وبمناسبة اليوم العالمي للأسرة :
Global Family Day  و هو يوم الإشارة لدور الأسرة الحيوي في صنع التنمية والسلام ، لأنها تشكل النواة الأساسية في بناء المجتمعات والحضارات ، هذا اليوم  اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة  1993، للدعوة إلى الاهتمام و الإحتفال بالأسرة في الخامس عشر من مايو من كل عام ، وحث كافة الدول والهيئات الرسـمية وغير الرسمية  علـى رفع المستوى المعيشي للأسرة لتكون وحدة فعالة في التنمية الشاملة وتحقيق الأهداف التنموية، و تكون نواه لبناء مجتمعات متقدمة تسعي لخدمة الإنسانية .

الجهـاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء إحتفالا منه بيوم الأسرة اصدر  تقريرا  في غاية الأهمية يوضح فيه التكوين الإحصائي للأسرة المصرية وفقا لتقديرات السكان في الإحصاء الأخير .

 التقرير أكد علي أن عدد الأسر المصرية، بلغ 25.1 مليون أسرة ، منهم 55،4 % من إجمالي عدد الأسر  يقطنون  الريف بعدد سكان يبلغ  (  13.9 مليون أسرة  ) بينما يقطن ، 46،6 % من إجمالي عدد الأسر في الحضر يمثلون ( 11.2 مليون أسرة).

وذكر التقرير ان التركيب العمري لأفراد الأسر وهم  : 33،7 % من الأفراد في الفئة العمرية ( أقل من 15سنة  ) بينما ، 25،5 % من الأفراد في فئة الشباب
( 15- 29 سنة )، 35،9 % من الأفراد في سن العمل (30- 64 سنة)، 4،9 % نسبة كبار السن (65 سنة فأكثر). وذكر التقرير أن   17 % من "الأسر تقودها سيدة بينما يقود الرجل 83% من الأسر ،

قد يري البعض أن تلك الإحصاءات لاتعنيه من قريب أو من بعيد ولا يعطيها الأهمية المرجوة منها ولا تثير إهتمامه و يراها مجموعة أرقام فقط . لكنها من الأهمية بحيث يراها المتابعون و المحللون بما تحمله من دقة في الأعداد خطوة أساسية في تحديد طرق النهضة و التنمية وتوفير الخدمات .

كما أنها تعطي مؤشر علي النهضة التعليمية والصناعية بما تحدده من طاقات القوة البشرية القادرة علي الإندماج في التعليم و الصناعة و الأمن وتحدد القوة الإستيعابية لسنوات قادمة
كما أنها مؤشر للدولة علي الإستعداد لتلبية مطالب الأسرة سواء من البنية الاساسية و سوق العمل .  مثلما يأتيك زوارا وتصر علي معرفة عددهم لتوفير مطالبهم و إحتياجاتهم .  

وعلي للأسرة واجبات و لها حقوق في المجتمع الذي تعيش فيه وتؤسسه .  تتمثل واجبات الأسرة في أهمية رعاية الأبناء وتربيتهم تربية صالحة ليكونوا أعمدة قوية لبناء المجتمع ، وأن تكون قادة الأسرة المتمثلة في الزوجين علي وفاق ومودة  ، يتحليا بإسلوب راقي في التعامل والتقدير لكلا منهما و أن يتبعا إسلوب ديمقراطي في التربية وأن يحرص الزوجين علي ان يكونا قدوة حسنة لأبنائهم و  إستمرار  بيت الزوجية منعا للإنهيار وتشريد الأبناء الذي يأتي أحد أهم أسباب انتشار الجرائم و الفكر المتطرف و بالتالي فساد المجتمع  .

و من الواجبات أيضا الحرص علي تنمية روح الإنتماء للوطن و كيفية مواجهة المشلكلات وحلها و المساهمة في تقوية الروابط الاسرية .وإعطاء الابناء قدرا من الحرية وتنمية روح التعاون فيما بينهم .
و المحافظة على القيم الأخلاقية و العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية وحفظ الأمانة وحسن التعامل مع الآخرين و مراعاة حقوق الآخرين وممتلكاتهم و إحترام حرية العقيدة لدي الآخرين .

ومن الضروري تحقيق التوازن العاطفي والعقلي والنفسي في التعامل وعدم تفضيل عضو في الأسرة  علي الآخر ، لخلق روح المودة و الإخاء بين الأبناء ليعود كل ذلك علي صلاح المجتمع ،  وبالتالي بناء جيل كامل صالح لأن فساد المجتمع ينبع من فساد الأسرة . وكم من بيئة تعاني من ازمات أخلاقية و نمو معدل الإجرام فيها بسبب اسرة فاسدة أفسدت التربية ففسدت البيئة المحيطة بها و التي تعيش فيها .

كما علي الأسرة واجبات ، فلها حقوق واجبة النفاذ وضرورية في الحصول عليها ، منها حقها في عيش حياة كريمة لا تهان فيها كرامتهم الإنسانية بجانب توفير المطالب المادية و الإجتماعية و  الإقتصادية ، أيضا حقها في توفير مؤسسات تعليمية وصحية وإجتماعية تراعي تقديم كافة الخدمات لها ، وتوفير سبل الحياة في أمان ودون تهديد او إرهاب أو فرض قيود ديكتاورية عليها .

حياة كريمة .. هي اسمي ما تتمناه الأسرة . فصلاح الأسرة هو النواة الحقيقية لبناء المجتمعات الصالحة و المتقدمة .