فضيحة في سماء أمريكا| الجيش يسقط طائرة ضالة ليكتشف مطاردته لطفل عمره عامين.. تفاصيل مثيرة

عاشت العاصمة الأمريكية، حالة من الهلع الشديد، وتم إعلان حالة الطوارئ وإخطار أعلى الأجهزة الأمنية والعسكرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما ترتب عليه إعطاء أوامر سيادية بإقلاع 6 طائرات حربية من طراز إف16، وذلك لمواجهة خطر عظيم هدد العاصمة الأمريكية، كيف لا وهناك طائرة تحوم في الأجواء مجهولة المصدر، ولا تستجيب لنداءات المطارات، وبعد أن يتم إسقاط الطائرة ومقتل من عليها، تكتشف أكبر قوى عظمى بالعالم، إنها كانت تطارد طفل عمره عامين.

ما سبق لم يكن جزء من سيناريو فيلم هوليودي، أو قصة كاتب ساخر زغم في تشويه صورة بلاد العم سام العظمى، ولكنها واقعة حقيقية، ولم تكن تلك الواقعة منذ عام أو عامين أو عشرة أعوام، بل منذ ساعات قليلة، وذلك أمس 5 يونيو الجاري، وهي الحادثة التي مازالت مثار جدل كبير داخل الولايات المتحدة الامريكية، بعد أن روجت السلطات الامريكية القصة في بدايتها على أنها حادثة "الطائرة غير المستجيبة"، ولكن ما ظهر من تفاصيل هذا الحادث، كان كالصدمة لكافة المتابعين، وهنا نرصد القصة الكاملة لهذا الحادث.

بروتوكولات طوارئ حماية العاصمة

عندما بدأت صحيفةnpr الأمريكية، تقريرها عن الحادث، حرصت أن تذكر في بداية التقرير خيارات الجيش الأمريكي للتعامل مع أي طائرة تحلق فوق العاصمة الأمريكية، وتكون خارج سياق المسار الطبيعي، فكانت بداية تقرير ترصد أن هناك خيار المشاعل، ثم المناورة فوق الرأس، وبعدها الصواريخ جاهزة، فهذه بعض خيارات الجيش عندما تطلق طائرة ضالة إنذارات في المجال الجوي الأمريكي، وكل هذه الخيارات كانت قيد التنفيذ بعد ظهر يوم الأحد، عندما حلقت طائرة رجل أعمال غير مستجيبة فوق واشنطن العاصمة، ثم تحطمت في فرجينيا.

ووفقا لبروتوكول حماية العاصمة، فإنه عندما أطلقت أجهزة الإنذار العسكرية والدفاعية بحق الطائرة الغامضة، أثارت أيضًا سلسلة من الأسئلة من السكان ، الذين سمع العديد منهم بل شعروا بدوي صوتي بعد أن صدرت أوامر لطائراتF-16 باعتراض الطائرة، حيث تم إطلاق "ست طائرات إف -16 من ثلاث قواعد جوية مختلفة"، ووفقًا لما ذكره جون كيربي ، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، فقد اضطروا إلى تشغيل السرعة للوصول إليه، ولهذا سمع الناس هنا في المنطقة دوي انفجار صوتي، ثم انتهت حالة الطوارئ بمأساة، وذلك بعد أن توفي الطيار وثلاثة ركاب على متن الطائرة، حيث عثرت طواقم الطوارئ على حطام طائرة رجال الأعمال سيسنا "في منطقة برية" غرب وينترجرين بولاية فيرجينيا.

أحد مصممى برتوكول حماية العاصمة يكشف الخلل

وللكشف عن الخلل الذي حدث، وتسبب في هلع أعلى السلطات الأمريكية، وفي النهاية تكون الضحية طفل عمره عامين مع أمه، وهم على متن طائرة خاصة بهم، لجأت إلى مايكل ج. ماكورميك ، المسؤول السابق في إدارة الطيران الفيدرالية وقد ساعد في تصميم وتنفيذ البروتوكولات للمجال الجوي حول العاصمة الأمريكية، وهو الآن أستاذ مساعد ومنسق برامج في جامعة إمبري ريدل للطيران، وطرحت عليه5 أسئلة شغلت بال الشعب الأمريكي وهو يتابع تلك الفضحية الكبرى لدولة مثل الولايات المتحدة الامريكية، وكانت تلك هي الأسئلة وإجاباتها التي تكشف أبعاد الفضية.

ما الخطأ الذي حدث على متن طائرة سيسنا؟

كما يقول ماكورميك، "إنه أمر مؤسف للغاية، ومما هو متاح في الصحافة المفتوحة، وأستطيع أن أرى أنها كانت خسارة هائلة في الأرواح، لعائلة بأكملها تقريبًا"، فقد تم تسجيل طائرة رجال الأعمال سيسنا كاتشين لشركة إنكور موتورز في ملبورن إنكورز، ومقرها فلوريدا، كما ذكرت وكالة أسوشيتيد برس، وقال جون رومبل، الذي يدير الشركة، لصحيفة نيويورك تايمز أن ابنته، وحفيدتها البالغة من العمر عامين، ومربية لها وكان الطيار على متن الطائرة، وكانا عائدين إلى منزلهما في إيست هامبتون، في لونغ آيلاند ، بعد زيارة منزله في نورث كارولينا ".

وفور سماعه عن الطائرة غير المستجيبة، فأظن أن ما حدث هو نقص ضغط الهواء داخل الطائرة من المحتمل أن يكون السبب، فإذا فقدت الطائرة ضغط الهواء بسرعة عند حوالي 35000 قدم، فسيكون لدى أي شخص بالداخل مجرد ثوانٍ لارتداء قناع الأكسجين قبل أن يفقد ما يُعرف باسم "الوعي المفيد"، وسيكون التغيير أكثر تدريجيًا إذا فقدت المركبة الضغط لفترة أطول، وكل ما قرأته عنها منذ ذلك الحين يدعم ذلك، فأعتقد أن الطائرة فقدت الضغط في رحلتها المتجهة شمالًا من إليزابيثتون ، تين ، إلى مطار لونغ آيلاند ماك آرثر في نيويورك.

ولدينا طائرات شركات فقدت الضغط وفقد كل من على متنها وعيه. وبعد ذلك تبدأ الطائرة في التحليق بمفردها حتى تستنفد الوقود ، ثم تتحطم، وقد ارتبطت مثل هذه الظروف بمآسي بارزة، منها حادث تحطم الطائرة عام 1999 الذي أودى بحياة لاعب الغولف باين ستيوارت إلى حادث تحطم طائرة تابعة لشركة هيليوس إيرويز عام 2005 ، والذي قتل فيه 121 شخصًا.

لماذا عادت الطائرة إلى الجنوب؟

من بين التفاصيل العديدة التي تهم مكورميك، مسار رحلة الطائرة، فقد كانت الطائرة قد طارت إلى نيويورك كما هو مخطط لها - ثم عادت جنوبًا ، لتحطمت فقط، وأحد التفسيرات هو أن طاقم الطائرة فقد وعيه قبل الوصول إلى لونغ آيلاند، ولابد أنه تمت برمجته في نظام التحكم بالطيار الآلي بحيث تكون المرحلة التالية من الرحلة من نيويورك إلى تينيسي أو إلى الجنوب الغربي، فمعظم الحالات التي يكون فيها طاقم الطائرة عاجزًا، ستستمر الطائرة في السير في اتجاهها الحالي ومسار رحلتها، حتى يحدث استنفاد الوقود.

ونظرًا لأن الطائرة حلقت عبر المجال الجوي لواشنطن على ارتفاع عالٍ يبلغ حوالي 34000 قدم ، لم يكن ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا للعاصمة، وإذا كانت الطائرة قد أسرعت وبدأت في الهبوط باتجاه واشنطن، فسيغير ذلك الحساب، وتقول شرطة الكابيتول الأمريكية إن سهوًا "غير عادي للغاية" أدى إلى إخلاء الكابيتول.

ماذا يحدث عندما لا تستجيب الطائرة؟

يقوم مراقب الحركة الجوية غير القادر على الاتصال بطائرة بإبلاغ المشرف على الفور، والذي يبدأ بعد ذلك مكالمة مفتوحة إلى شبكة الأحداث المحلية، وهي خط اتصال يشمل جميع مرافق مراقبة الحركة الجوية، وهنا هناك بروتوكولات معمول بها في جميع مرافق مراقبة الحركة الجوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث يشتمل النظام أيضًا على وكالات الدفاع الوطني والدفاع الوطني، مما يرفع المعلومات بسرعة إلى مستويات أعلى، وفي هذه المرحلة، يمكن لكبار المسؤولين اتخاذ قرارات بشأن التدخل العسكري المحتمل ، بما في ذلك الطائرات المقاتلة الهرولة، كما حدث يوم الأحد.

يقول ماكورميك، والذي كان أيضا مديرًا في مراقبة الحركة الجوية بنيويورك عندما ضرب الإرهابيون الهجوم في ذلك التاريخ في عام 2001: "بمجرد حصولهم على اكتساب بصري على متن الطائرة ، فإنهم يقومون بما يسمونه إجراء تثبيت الرأس" ، حيث سيطيرون بالقرب من الطائرة ويحصلون على صورة مرئية عليها ، ثم يحاولون جعل الطائرة أراهم، والخطوة التالية هي إطلاق قنابل مضيئة ".

ويتم إرسال مقاتلين عادةً عند اعتراض الطريق، وتتخذ إحدى النفاثات موقعًا خلف الطائرة الضالة بينما تطير الأخرى باتجاهها من الاتجاه الأمامي، فهم يريدون أن يكونوا مرئيًا في مرمى نظر الأشخاص في قمرة القيادة، وهذا ما يدور حوله حقًا، وإذا كان أي شخص في قمرة القيادة متيقظًا وواعيًا ، فإن التفكير يذهب ، فإن رؤية نهج طائرة عسكرية سيساعده على إدراك أن شيئًا ما قد حدث خطأ.

ما هي خيارات الجيش؟

بعد محاولة لفت انتباه الطائرة ، يجب اتخاذ قرار بشأن احتمال إسقاطها ، بناءً على مستوى التهديد المقدر، وفي هذه الحالة لم يفعلوا شيئا، فقد تمكنوا من الحصول على الطائرة بصريًا، وكانوا قادرين بالفعل على رؤية ما بداخل قمرة القيادة ورؤية أن الطاقم الجوي يبدو غير مستجيب، لاتخاذ قرار بأن الطائرة لا تمثل تهديدًا. واختاروا عدم إطلاق النار عليها، وفي مثل هذه الحالات، تحلق الطائرات العسكرية ببساطة مع الطائرة حتى نفاد الوقود، وسوف يراقبون ويتأكدون من اصطدام الطائرة بالأرض في منطقة تقلل من المخاطر على الأشخاص على الأرض.

ويمكن أن تطير فوق الماء ، أو يمكن أن تطير فوق مناطق نائية، وهو ما حدث في هذه الحالة. لذلك لم يكن على الجيش اتخاذ هذا القرار الصعب سواء بإسقاط الطائرة أم لا.

ما مدى جدية التنبيه الأمني؟

أطلقت الطائرة أجهزة الإنذار بسبب العديد من الأهداف الحساسة المحتملة في منطقة العاصمة، ولكن الطائرة غير المستجيبة كانت ستسبب ضجة في أي جزء من الولايات المتحدة، فأينما حدث ذلك ، فإنهم ما زالوا يهرولون بطائرات عسكرية لاعتراضها والحصول على صورة مرئية للطائرة المعنية ، حتى يتمكنوا من إجراء تقييم بشأن تهديد محتمل، ومن خلال التحليق عبر المجال الجوي لمنطقة العاصمة الوطنية ، أطلقت الطائرة المزيد من التنبيهات.

وهناك مستوى كبير من القدرة الدفاعية حول واشنطن، وتتراوح الردود المحتملة من الصواريخ المضادة للطائرات والمقاتلات إلى طائرات الهليكوبتر - وكان المسؤولون الذين يسيطرون على تلك الأصول سيوضعون على مستوى أمني مرتفع يوم الأحد، وهناك شيء ما يسمى مركز تنسيق منطقة العاصمة الوطنية ، في مكان غير معلن ، تتواجد فيه كل من القوات المسلحة الأنغولية ووكالات الأمن الداخلي والجيش، فهم يراقبون باستمرار المجال الجوي في المنطقة وحولها.

هل كان يمكن أن يتم إخلاء الرئيس الأمريكي؟

لم يكن مستوى التهديد مرتفعًا أو مباشرًا بما يكفي لإجلاء الرئيس بايدن، والذي كان يلعب الجولف في قاعدة أندروز المشتركة عندما أرسل الجيش مقاتلين.