الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ خلافات الصين وتايوان.. صراع لا نهاية له| تفاصيل

صدى البلد

الصين وتايوان هما جارتان في شرق آسيا تربطهما علاقة معقدة ومتوترة منذ عقود. تقول الصين أن تايوان هي جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتهدد باستخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها. وترى تايوان نفسها كدولة ديمقراطية وسيادية، وتطالب بالحصول على مزيد من الاعتراف الدولي.

خلفية تاريخية للصراع

تايوان كانت جزءا من الصين الإمبراطورية حتى عام 1895، عندما احتلتها اليابان بعد حرب مع الصين. وبعد الحرب العالمية الثانية، استسلمت اليابان وتخلت عن تايوان لجمهورية الصين، التي كانت حليفة للولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي عام 1949، اندلعت حرب أهلية في الصين، وهزمت قوات ماو تسي تونغ الشيوعية قوات تشيانغ كاي شيك القومية، التي فرت إلى تايوان وأقامت حكومة منفصلة هناك. ومنذ ذلك الحين، تدعي كل من الصين وتايوان أنهما تمثلان الصين كلها، ولا تعترفان بشرعية الطرف الآخر.

التطورات الأخيرة في التوترات

في السنوات الأخيرة، ازداد التوتر بين الصين وتايوان بسبب رغبة تايوان في المزيد من التحول نحو الديمقراطية والسيادة، ورغبة الصين في إعادة ضم تايوان إلى نطاق سلطتها. وفي عام 2016، فازت تساي إنغ ون، زعيمة حزب التقدم المستقبلي المؤيد للاستقلال، بالانتخابات الرئاسية في تايوان، مما أثار غضب بكين التي تعتبرها خائنة.

ومنذ ذلك الحين، قطعت الصين كل اتصال رسمي مع تايوان، وزادت من ضغطها على دول أخرى لقطع علاقاتها مع تايوان، وأجرت عدة مناورات عسكرية قرب المضائق التايوانية.

وفي أكتوبر 2021، نفذت الصين أكبر عملية توغل جوية لها في المجال الجوي لتايوان، حول 150 طائرة حربية صاروخية خط المنتصف في مضائق تايوان. ردَّت تاىوان بإرسال طائراتها الخاصة لمراقبة الوضع وتحذير الصين من التصعيد.

وفي ديسمبر 2021، شنت الصين مناورات عسكرية جديدة في محيط تايوان، شاركت فيها طائرات وسفن حربية، ومحاكاة ضربات جوية دقيقة لأهداف رئيسية في تايوان. واعتبرت تايوان هذه المناورات تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة.

دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي

تعتبر الولايات المتحدة هي أهم حليف لتايوان، وتزودها بالأسلحة والتدريب العسكري، وتدعم حقها في الدفاع عن نفسها. ولكنها لا تعترف رسميا بتايوان كدولة مستقلة، وتلتزم بسياسة "صين واحدة" التي تعتبر بكين الحكومة الشرعية للصين.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تدهورا بسبب قضايا مثل التجارة وحقوق الإنسان والأمن الإقليمي. وزادت الولايات المتحدة من دعمها لتايوان وأجرت اتصالات رفيعة المستوى مع قادتها، مما أغضب بكين التي تعتبر ذلك تدخلا في شؤونها الداخلية.

كما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة بروكنغز في عام 2021 أن 68% من الأمريكيين يؤيدون التزام بلادهم بالدفاع عن تايوان إذا تم الهجوم عليها من قبل الصين.