الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تزوير التاريخ المصري القديم يتسبب في أزمة.. وقرار حكومي ضد البعثة الهولندية

سرقة الحضارة المصرية
سرقة الحضارة المصرية

أزمة جديدة لاحت في الأفق بين وزارة السياحة والآثار والمتحف الوطني للآثار في ليدن بهولندا، بسبب "تزوير التاريخ" المصري القديم، ما دفع الوزارة لاتخاذ موقف من البعثة الهولندية، التي تقوم بأعمال التنقيب بمنطقة سقارة جنوب الجيزة.

وزارة السياحة والآثار 

تزوير التاريخ المصري

وزعم المتحف الوطني الهولندي للآثار، أن الجهات المعنية منعت فريقاً من علماء الآثار التابعين له من التنقيب في أحد المواقع الأثرية، بسبب دعمهم "حركة الأفروسنتريك" أو "المركزية الإفريقية".

وأكدت إدارة المتحف أن الجهات المعنية التهمتهم بتزوير التاريخ، عقب تنظيم معرض فني روج لتأثير مصر القديمة على الموسيقيين السود، ومن بينهم بيونسيه ومايلز ديفيس ومغني الراب ناز الذين ارتدوا أزياء فرعونية.

جاء ذلك بسبب إقامة المتحف الهولندي لمعرض فني باسم "كيميت" بدأ منذ أبريل الماضي ويستمر حتى سبتمبر المقبل، واستضاف فيه فنانين مثل بيونسيه وريهانا، ويعرض المتحف خلال المعرض رسومات مصرية قديمة بجانب رسومات لأشخاص ذات بشرة داكنة.

واعتبرت الجهات المعنية أن ما فعله المتحف الهولندي ترويج للمركزية الأفريقية أو الأفروسنتريك، بينما ترى إدارة المتحف أن هدف المعرض إظهار مدرسة مصر القديمة والرسائل الموسيقية للفنانين السود، وكذلك إظهار ما يكشفه البحث العلمي عن مصر القديمة والنوبة، ويخوض رحلة عبر تاريخ الموسيقى ويبحث في تأثير مصر القديمة والنوبة في أعمال العديد من الموسيقيين الأفارقة، بما في ذلك أيقونات موسيقى الجاز مثل مايلز ديفيس وسان را.

وكانت البعثة الهولندية قد بدأت أعمال التنقيب السنوية في مصر منذ 40 عاما، وأحدث أعمال التنقيب التي قامت بها في سقارة كانت في الفترة من 19 فبراير إلى 23 مارس الماضي، لكن وزارة السياحة والآثار رفضت منحها تصريحا لموسم التنقيب المقبل.

وأعلنت إدارة المتحف الوطني الهولندي أنها تحاول إجراء حوار مع الجهات المعنية ممثل في وزارة السياحة والآثار حول هذه الأزمة.

وتأتي هذه الأزمة بعد أسابيع من أزمة أثارها فيلم وثائقي درامي أنتجته منصة نتفليكس الأمريكية ويظهر الملكة الفرعونية الشهيرة كليوباترا سوداء، في حين أن وزارة الأثار المصرية أصدرت توضيحا قالت فيه إن هذا تزييف للتاريخ وإن كل الدلائل تؤكد أن كليوباترا كانت ذات بشرة فاتحة اللون.

وأشارت وزارة الآثار إلى أن غضبها ليس متعلقا بأصحاب البشرة السوداء الذين تقدرهم وتحترمهم، ولكن الأمر له علاقة برفض تزييف الواقع التاريخي منوهة إلى أن هذا التزييف يأتي ضمن ما تردده جماعة المركزية الإفريقية، حول نسب الحضارة الفرعونية إلى الأفارقة السود.

وكانت وزارة السياحة والآثار بدأت خلال الفترة الماضية التصدي لحملات تشويه وتزييف التاريخ المصري القديم، ومواجهة الأعمال الفنية التي تتبنى نظريات المركزية الإفريقية، والتي تحاول نسب الحضارة الفرعونية القديمة إلى دول غربي إفريقيا.

بطلة الوثائقي كليوبترا

الحركة المركزية الإفريقية

والجدير بالذكر، تأسست الأفروسنتريك أو "الحركة المركزية الإفريقية " على يد الناشط الأميركي الإفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات، من أجل تنمية الوعي حول الثقافة الإفريقية عبر التاريخ، وتسليط الضوء حول تلك الهوية وأهميتها لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما تحاول نشر الوعي حول كيفية هيمنة الأوروبيين على حضارة الأفارقة، عبر الاستعمار والعبودية وتحث كل إفريقي أو متحدر من أصول إفريقية على تقدير أصوله وتنمية وعي ومعرفته بالحضارات الإفريقية التقليدية.

أما أكثر نظرياتها المثيرة للجدل، فزعمها أن التاريخ والثقافة الإفريقية انطلقت من مصر القديمة، التي شكلت مهد الحضارة العالمية، إلا أن تلك الحركة تدعي أن إرثها سرق وتم حجب منجزاتها وتزويرها من قبل الأوروبيين والغربيين.

فأصل الحضارة المصرية بنظرها إفريقي دون سواه، ولعل هذا ما يثير الجدل حولها، لا سيما أن التاريخ فضلا عن العديد من علماء الآثار وغيرهم، يؤكدون لا صحة علمية لتلك الأفكار مطلقاً.

وقال خالد سعد، الخبير الأثري بوزارة السياحة، ردا الأفروسنتريك: إننا أعظم دولة في الفنون والفلك والعلوم والآثار، لدينا خير دليل، المصري القديم كان واضحا في توضيح كل الأشكال والتفاصيل الأجنبية التي كانت تدخل مصر، فحدود مصر كانت موجودة في برديات من قبل الحروب العالمية وكانت تسمى المملكة المصرية.

وأكد أن محاولات الأفروسنتريك مستمرة للسطو على الحضارة المصرية ولدينا ردود علمية موثقة على ادعاءات الأفروسنتيك، بجانب أن هناك جهات تقوم بدراسة الحضارة المصرية، ودراسة علوم المصريين القدماء.

ومن جانبه، قال الدكتور محمود حامد الحصري، الخبير الأثري ومدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعه الوادي الجديد، إن الافروسنتريك هي مؤامرة كبري علي مصر هدفها سرقة الحضارات وتزييف التاريخ، ولها الكثير من الداعمين حول العالم، منهم الممثل الكوميدي الأمريكي "كيفين هارت"، ومخرجة هذا العمل الأمريكية من أصول أفريقية "جادا سميث" زوجة الممثل "ويل سميث"، إحدى الداعمين لفكر المركزية الأفريقية، أو "الأفروسنتريك" والذي اتضح من خلال إخراجها لهذا العمل كم العبث في تزييف الحقائق التاريخية لصالح جماعات أو فئات بعينها بالمخالفة لمواثيق الأمم المتحدة التي تحض من الاعتداء علي الثقافات تحت مسمي الحريات.

وأكد الحصري أن فريق الدفاع عن الحضارة المصرية سيقدم كافة أوجه الدعم القانوني محليا ودوليا لمنع الاعتداء على الحضارة المصرية العريقة، فنحن لسنا ضد الجنس الآخر ولسنا عنصريين، وإنما نطالب بأبسط حقوقنا في عرض حضارتنا دون تزييف.


-