الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمره 1200 عام.. اكتشاف شاهد قبر في قرافة الإمام الشافعي|تفاصيل

صدى البلد

اكتشف حسام عبد العظيم مؤسس مبادرة شواهد مصر، منذ قليل، شاهد قبر إنشراق بن مِرداس عمره حوالي 1200 عام، في منطقة الإزالات الواقعة بقرافة الإمام الشافعي.

 

تفاصيل اكتشاف شاهد قبر إنشراق بن مِرداس

 

ونشرت المبادرة ذلك الاكتشاف عبر حسابها على فيسبوك قائلة، بمساعدة الدكتور مصطفى الصادق قام حسام عبد العظيم مؤسس مبادرة شواهد مصر بإكتشاف وإنقاذ شاهد قبر أثري "غير مسجل" بمحض الصدفة داخل منطقة الإزالات الواقعة بقرافة الإمام الشافعي يوم الأحد الموافق ٢٨ مايو ٢٠٢٣ و تم تسليمه على الفور لوزارة السياحة والآثار للحفاظ عليه، وذلك في إطار مبادرة "توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة في حيز مشروع توسعة طريق صلاح سالم" تحت مظلة مبادرة "شواهد مصر" للحفاظ على تراث مصر.

وكان الشاهد الأثري من قطعة واحدة من الرخام به كسر في أدناه مكتوب بالخط الكوفي البسيط غير المنقوط منفذ بالحفر البارز في عشرة (١٠) أسطر و بالتواصل مع الدكتور فرج الحسيني الأستاذ بتخصص النقوش والكتابات الأثرية كانت قراءته كالتالي:

"١. بسم الله الرحمن الرحيم 
٢. هذا ما يشهد به 
٣. انشراق/ف(؟) ولد اسمعيل 
٤. بن موسى بن مرداس 
٥. يشهد الا اله الا الله 
٦. وحده لا شريك له و أن 
٧. [محمدا عبده ورسو
٨. [له صلى الله] عليه و سلم
٩. [..................] ذي الحجة
١٠. [..........................] ه"

ومن هذا الشاهد الغاية في الأهمية علمنا أن صاحبه إسمه إنشراق (أو إنشراف؟) ولد إسماعيل بن موسى بن مرداس، ولأن الخط كوفي غير منقوط فيصعُب على الباحثين التأكد إن كان الحرف قاف أو فاء، وأنه توفى في شهر ذي الحجة، و بدراسة الشاهد و خطّه الكوفي و عمل دراسة مقارنة بينه و بين شواهد أخرى لشكل الأحرف و نهاياتها من قِبَل الدكتور الحسيني قد قام بتأريخه بين عام ٢٢٠ إلى ٢٥٠ هجرية أي مؤرخ بالعصر العباسي و قبل بداية عصر الدولة الطولونية و بذلك يكون عمره يتراوح بين ١١٩٤ ل ١٢٢٤ عاما!!

هذا غير أن إنشراق أو إنشراف هو إسم نادر و هو لِرَجُل و ذكر كلمة "وَلَد" بدلاً من "بن" في (إنشراق ولد اسمعيل بن موسى) تعني أن إنشراق ابن إسماعيل من جارية أو ما ملكت يمينه ، هذا غير أن ذكر إسم "مرداس" هو أول ذكر على الآثار التي ترجع لهذا العصر حتى الآن (؟).

وما يجعل هذا الشاهد كشف تاريخي هام أنه أول أثر يتم إكتشافه به إسم قبيلة "مرداس" (؟) وهي بطن من بطون العرب ، و بعد الرجوع للدكتور أحمد جمعة مؤلف كتاب "القبائل العربية في مصر، مدافنهم و خططهم و آثارهم بالقرافتين و سفح جبل المقطم" بالبحث والتدقيق لم نجد ذكر في التاريخ -و ليس الآثار- غير اسمان لسيدتان من نسل الصحابي الجليل العباس بن مرداس قد توفوا في مصر، و بعد الرجوع للمتخصصين الدكتور فرج الحسيني و الدكتورة غادة عبد المنعم و الأستاذ أبو العلا خليل و الأستاذ عبد الكريم موسى لم نجد أي ذكر آخر تاريخياً لقبيلة "مرداس" في نفس الفترة الزمنية في مصر.

وهذا ما يجعل هذا الشاهد من أهم ما تم إكتشافه و إنقاذه حتى الآن لأنه ذكر إسم لم نكتشفه من قبل على الآثار من نفس عصر الاكتشاف، وبهذا الكشف الأثري الهام قد أضفنا تاريخاً جديداً غير معلوم لمصرنا الحبيبة.

كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً لأي شك أن قرافات القاهرة التاريخية مليئة بكنوز الآثار غير المسجلة و أن ما يخطط الآن لعمل محاور أخرى داخلها يستلزم عمل "حفائر إنقاذ" من قِبَل وزارة السياحة والآثار، وذلك لتوثيق كافة الآثار غير المسجلة الواقعة داخل حيز المشروع و لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث و آثار لا يمكن تعويض خسارتها بأي حال من الأحوال.

بعد اكتشاف الشاهد الأثري وإنقاذه قام حسام عبد العظيم مؤسس المبادرة بتنظيف الشاهد من الأتربة و بقايا الأسمنت الملتصق به تطوعياً و ذلك لسهولة قراءته.

توجه المبادرة الشكر لكافة قيادات وزارة السياحة و الآثار و تخص بالشكر رئيس قطاع الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية الأستاذ الدكتور أبو بكر أحمد و مدير عام آثار منطقة الإمام الشافعي الأستاذة رانيا الشيوي و جميع العاملين بالمنطقة لسرعة إستجابتهم لإستلام أي قطعة أثرية تم إنقاذها من قِبَل المبادرة.