بسبب الهجوم الأوكراني المضاد.. روسيا تندفع بقوة القانون لتشديد التجنيد الإجباري

شددت روسيا قانون التجنيد الإجباري قبل الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ منذ أيام واتسع نطاقه، حيث أعلنت موسكو عن ضرورة تقديم أوراق مسودة عسكرية إلكترونية.

وحسب تقرير لصحيفة "جارديان" البريطانية، سارع مجلسا النواب والشيوخ في البرلمان الروسي إلى إصدار تشريع سيجعل من الصعب على الروس تفادي التجنيد ويحظر تلقائيًا المجندين المسجلين من مغادرة البلاد.

وتم دفع هذه التغييرات من خلال القليل من النقاش العام، مما أثار تكهنات بأن روسيا تخطط للإعلان عن موجة ثانية من التعبئة، وهو ما نفاه الكرملين مرارًا وتكرارًا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التغييرات تهدف إلى تحسين نظام التسجيل العسكري "وليس لها علاقة بالتعبئة".

وأوضح بيسكوف للصحفيين اليوم الأربعاء "عندما بدأت العملية العسكرية الخاصة، رأيت أنا وأنتم في بعض الأماكن الكثير من الفوضى في مكاتب التجنيد العسكرية".

وأضاف "هذا هو بالضبط الغرض من هذه المبادرة التشريعية: إزالة هذه الفوضى وجعلها منظمة وحديثة وفعالة وملائمة للمواطنين".

وفي سبتمبر من العام الماضي، تسببت أول تعبئة روسية منذ الحرب العالمية الثانية في فوضى وغضب لا مثيل لهما في جميع أنحاء البلاد، وذلك مع تجنيد أكثر من 300 ألف روسي للقتال في أوكرانيا، بينما يُعتقد أن عددًا أكبر قد فر من روسيا.

وبموجب التشريع الجديد، سيتم اعتبار أوراق الاستدعاء مقدمة بمجرد ظهورها على Gosuslugi"، وهي بوابة حكومية يستخدمها الروس على نطاق واسع لدفع الفواتير، وسيتم اعتبارها مستلمة رسميًا من قبل المجندين المحتملين بعد أسبوع واحد.

وسيتم منع الرجال الذين لا يحضرون إلى مكتب التجنيد من السفر إلى الخارج، كما سيتم إلغاء رخص القيادة الخاصة بهم ولن يتمكنوا من تسجيل الشركات الصغيرة.

وقال أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما، إن هذه العقوبات يمكن أن تنطبق أيضًا على آلاف الرجال الذين كانوا بالفعل خارج البلاد.

وستنطبق التعديلات على التجنيد المنتظم للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 عامًا، والذي يحدث كل 6 أشهر، وكذلك في حالة تعبئة أكبر لمرة واحدة.

من جانبه، قال أليكسي فينيديكتوف، رئيس التحرير السابق المؤثر في إذاعة "صدى موسكو"، إن تعديلات المسودة الأخيرة ترقى إلى "إدخال الأحكام العرفية دون الإعلان الرسمي للأحكام العرفية".

وفي السياق ذاته، كتب مكتب المساعدة، وهو موقع إلكتروني يقدم المشورة والمساعدة للرجال الروس الذين يحاولون تجنب إرسالهم للقتال في أوكرانيا، أمس الثلاثاء: "إذا كنت في روسيا ويمكن تجنيدك، فأنت في خطر".

يُنظر إلى مسودة التغييرات على نطاق واسع على أنها محاولة من قبل موسكو لتعزيز الآفاق طويلة المدى لجيشها وتجديد جيشها المنضب.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد اقترح في وقت سابق زيادة القوات المسلحة من 1.15 مليون مقاتل إلى 1.5 مليون وذلك بنسبة 30%.

ويقدر المسؤولون الغربيون أن ما يصل إلى 220 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن، بينما أشارت وثائق استخباراتية أمريكية مسربة إلى مقتل 43 ألف جندي روسي وإصابة ما يصل إلى 180 ألفًا.