الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد نجم يكتب: الأب القدوة

أحمد نجم
أحمد نجم

يمثل الأب دورا حيويا في حياة كل منا،  يقتدي به الأبناء في اكتساب الصفات الحسنة التي يتحلي بها الفرد في حياته . و الأنبياء هم خير قدوة حسنة في جميع الأديان لنا جميعاً . فالقدوة في معناها الشامل هي ، تأثر الفرد بشخصية مقربة ومحبوبة لديه، يكتسب منها معظم صفاته وتشكل عامل مهم في بناء شخصيته , و بقدر الإمكان يقلده الجميع في كل شيء .وفيما بعد يطلق عليهم اولاد الأصول .

نحن دوما  نحتاج إلي قدوة إيجابية تتسم بصفات واخلاق حميدة ، نهتدي بها و إليها و نتعلم منها كيفية مواجهة مواقف الحياة العملية و العلمية التي تصادفنا . لذلك دائما يبحث الأبناء في مراحل النمو المختلفة عن الشخصية التي يكتسبون منها الصفات الحميده ويتطلعون في ذلك  لأقرب الأشخاص إليهم وهو الأب  .

و لأهمية دور الأب في تشكيل وعي الأسرة و نهضة المجتمع ،و نظرأ لحدوث بعض الحوادث الفردية من بعض الأبناء التي غاب فيها دور الأب القدوة في حياتهم نتيجة ما عانوه من تفكك أسري ، جاءت مبادرة وزارة التضامن الإجتماعي والتي حملت عنوان  ( الأب القدوة ) برعاية د . نيفين القباج وزير التضامن الإجتماعي ، و التي أكدت أن المبادرة تستهدف التأكيد على دور الأب فى تأمين الكيان الأسرى ضمن الحياة الأسرية السليمة والتنشئة السوية للأطفال ، للحفاظ علي قيم وتقاليد المجتمع والعمل علي نهضته .  

الاب القدوة هو مؤسسة تربوية و مدرسة حياة ، ويقول  الاديب و الروائي والشاعر و الفيلسوف الفرنسي ڤيكتور هوجو الذي توفي في  مايو 1885  " من يفتح باب مدرسة يغلق باب سجن " .. فأين كان دور الأب القدوة في حياة شاب ذبح زميلته ؟ وأين كان دور الاب القدوة في حياة فتاة سلكت سلوكا شاذا ؟ و اين كان دور الأب في حياة من إرتكب جريمة القتل أو السرقة أو العنف أو حاد بفكره ووقع في براثن شياطين التطرف ؟ السجون مليئة بقصص أعتقد أن المسؤول الاول فيها غياب الاب القدوة .

من هنا يعكس إهتمام وزارة التضامن بتلك المبادرة، أهمية الدور الأبوى داخل الأسر ، خاصة مع زيادة التحديات والصعاب التى أصبحت تواجه الأسرة المصرية ، سواء كانت بين الزوجين أو الابناء وتسببت في إنهيار وتفكك أسري و بالتالي تشرد أطفال امتلئت بهم الشوارع ودور الرعايا الإجتماعية .

وصفات الأب القدوة يجب أن تمثل قناعة لديه أولا في الإيمان بها لتنعكس علي الأبناء ، أولها  إحترام الأديان و المواظبة علي آداء التعاليم الدينية و الحفاظ علي الصلاة التي تقرب الإنسان من ربه. مع توضيح المعاني الروحية السامية للأديان
ومراقبة سلوك الأبناء بمودة  تجنبا للوقوع فريسة للمتشددين فكريا .

الإهمال و الكذب .  تلك أسوء الصفات التي يقوم بها الأب تجاه الأبناء ، فالأب دون أن يدري يقلل من شأنه أمامهم ، وفي نفس الوقت يعلمهم كيفيه الهروب من لقاء الأخرين بالكذب . وآهمال حياتهم وعدم التعايش معهم نفسيا وفكريا.

بعض الأباء يعلمون أولادهم الكذب دون ان يدروا خطورة ما يقومون به . أحيانا يتصل أو يأتي ضيف للأب ولا يرغب في لقائه ، ويطلب من الأبناء أن يقولوا له  'بابا غير موجود' . تدريب علي الهروب من المواجهه و إتقان للكذب وتكون صفة متوارثه مع الأبناء حين ينمو ويصبحوا آباء ..

يمكن للأب أن يهتم بالقراءة لجذب أبنائه إليها بالتدريج لتنمية عقولهم وتشكيل ثقافتهم في مراحل النمو مع حسن إختيار نوعية الكتب لمراحلهم العمرية .  كذلك بث روح الإحترام وثقافة التعامل مع الآخر بالإضافة لتنمية روح التعاون و المودة بينهم وحسن التفكير و إحترام آراء الآخرين حتي لو لم يحدث إتفاق في وجهات النظر بينهم  .
.  .
تعاملك برقي ومودة مع زوجتك أمام الأبناء له أثر كبير في نمو قيمة الإحترام بين الأبناء و الآخرين ، ومن ثم إكتسابهم تلك الصفة في حياتهم فيما بعد ، علي أن يكون النقاش و الخلاف بينكما في حجرة مغلقة بعيدا عن آذان الأبناء مع الإشارة لهم بما حدث فينا بعد في إطار تعليمي لكيفية إدارة الأزمات و الخلافات .

كذلك تعاملك المتحضر والراقي مع أبنائك ،  يجب أن تشعرهم بحنانك وحبك وملاطفتك لهم  وتعاملهم بالحسني ولين الحوار و البعد عن القسوة في النصح و الإرشاد ، فإذا فقد الأبناء الحنان معك سيبحثون عنه مع آخر  غيرك . دوما إتصل بهم حين يكونون بالخارج للإطمئنان عليهم ليشعروا  بأنك تعيش معهم . دوما إسال عن أصدقائهم وفي آي شئ يتناقشون و كيف يفكرون دون أن تشعرهم بأنك تراقب تصرفاتهم . بل تود ان تعيش معهم صداقتهم .

كن صديقا مقربا لهم مستمعا جيدا وناصحا أمينا مع تجنب فرض رأيك . ولا تغير من مبادئك حتي لا تقلل من قيمتك . و إجعل لسانك ينطق بالحسني في تعاملك مع الآخرين مع توضيح الفرق بين الإحترام و الضعف .

خصص من وقتك وقتا لقضاء نزهه خارج البيت معهم في آي مكان بقدر إمكانياتك لتشعرهم دوما باللألفة ودوما تواصل مع أفراد عائلتك لغرز  صلة الرحم و روح التراحم و المودة و إحترام العائلة و التواصل معهم في كل المناسبات حتي يعتاد الأبناء ذلك ..

حاول بقدر الإمكان تجنب التصرفات و العادات السيئة . فلو كنت مدخنا أو كاذبأ  أو عصبيأ أو لا تقدر الأخرين ، حينها سيقلدوك و تتحمل أنت تبعات مايفعلون .
تعامل معهم بإحترام ولا تقلّل من شأنهم .حاول أن تشاركهم  المسؤولية و تطلب منهم أن يساعدوك فيما تقوم به ليشعروا بأهميتهم لديك ومن ثم نمو الثقة داخلهم .

الأب القدوة له دور هام في بناء الاسرة و المجتمع . فإذا اردنا تقليل حجم الجريمة وبناء مجتمع متحضر ، فعلينا الإهتمام بدوره التربوي و التوعوي من خلال تعاون بين المؤسسات الدينية و التربوية و الإجتماعية فهي التي تشكل وعي وثقافة الإنسان الأب لينعكس دوره علي الأبناء آباء المستقبل لصنع مستقبل ينهض بوطن في إطار  روح القدوة الحسنة لأسرة واحدة . نهضة آي أمة يبدأ من البيت الذي أساسه الأب ، وما ينطبق علي الأب ينسحب علي الأم .