الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وإيطاليا علاقات متميزة.. وثروة جديدة تستغلها القاهرة بمشاركة روما

علاقات مصرية إيطالية
علاقات مصرية إيطالية تاريخية

تملك مصر وإيطاليا تاريخاً طويلاً من العلاقات القوية، منذ الدولة البطلمية والدولة الرومانية، حيث تمتد جذور العلاقات المصرية الإيطالية للفترات التي تعرف تاريخياً بشعوب البحر، وهي الشعوب التي يلعب البحر الدور الرئيسي في كل شئون حياتها، وقد بدأت العلاقات بين البلدين ثم تطورت مع دخول مصر نطاق الدولة الرومانية.

السيسي يؤكد تقدير مصر لعلاقاتها التاريخية الراسخة مع إيطاليا والحرص على  تطويرها في مختلف المجالات - بوابة الشروق - نسخة الموبايل
علاقات مصرية إيطالية تاريخية

علاقات مصرية إيطالية تاريخية

رصد المؤرخون استمرار التفاعل الثقافي بين إيطاليا ومصر بعد الفتح الإسلامي، فخلال عصر النهضة كانت المدن الإيطالية هي المعابر التي انتقل من خلالها العلم العربي إلى أوروبا، ومنها على سبيل المثال انتقال اكتشاف الدورة الدموية عبر مدينة بادوا الإيطالية إلى أوروبا بعد ترجمة كتاب ابن النفيس (القانون في الطب) للغة الإيطالية.

وفي العصر الحديث ظهرت الصلات العميقة بين إيطاليا ومصر في عدة مجالات؛ منها الحضور المميز والكثيف للجالية الإيطالية في مدينتَي الإسكندرية والقاهرة في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ومنها أيضاً الحركة النشطة للاستشراق الإيطالي، وهي حركة امتدت لقرون طويلة مازالت مستمرة حتى اليوم.

وخلال النصف الثاني من القرن العشرين جاء المشروع العالمي لإحياء مكتبة الإسكندرية ليحصل على دعم إيطالي كبير، ولم يقتصر هذا الدعم على المستوى الحكومي فقط، بل امتد للمؤسسات الإيطالية والأفراد.

وبدأ تبادل السفراء بين الدولتين عام 1914، وتوقفت هذه العلاقات خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية، وأصبح لمصر سفارتان في روما وميلانو، في حين أن إيطاليا لديها سفارتان في القاهرة والإسكندرية.

مصر وإيطاليا توقعان صفقة عسكرية ضخمة على الرغم من قضية ريجيني
علاقات مصرية إيطالية تاريخية

تعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية

وفي هذا السياق أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقدير مصر لعلاقاتها التاريخية الراسخة مع إيطاليا، والحرص على تطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، مشيراً في هذا الصدد إلى اهتمام مصر بجذب استثمارات الشركات الإيطالية الكبرى في قطاع التعدين، والصناعة التحويلية، بهدف زيادة القيمة الصناعية المضافة، وتوطين الصناعة ونقل المعرفة والتكنولوجيا، وبناء القدرات المصرية في هذه الصناعات الأكثر تطوراً، على النحو الذي يتيح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الوطني لتوفير المزيد من فرص العمل المتميزة، وزيادة الإنتاج والصادرات إلى مختلف دول العالم.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، عدداً من رؤساء شركات التعدين الإيطالية، وهي شركات "بيرتون"، و"مينيرالي اندستريالي"، وشركة BSM، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والفريق أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء أركان حرب وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء أركان حرب عبد السلام شفيق رئيس الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، وشريف الغريب رئيس شركة "الشريف براند جروب"، بالإضافة إلى السفير "ميكيلي كواروني" سفير إيطاليا بالقاهرة.

مشروع إنتاج الكوارتز

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن اللقاء تناول استعراض آفاق التعاون مع الشركات الإيطالية لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية في مصر، في ضوء النجاح الكبير لنموذج التعاون الصناعي بين مصر وإيطاليا في مشروع مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة، الذي شهد افتتاحه الرئيس في مايو الماضي.

وخلال اللقاء؛ أعرب مسئولو الشركات الإيطالية عن تطلعهم لتكثيف العمل نحو تعميق مسيرة التعاون مع مصر، منوهين إلى ما تعكسه المتابعة الدقيقة من جانب الرئيس لجهود دفع الاستثمار الخاص من حرصٍ للدولة على تحقيق طفرة حقيقية في هذا المجال، ومؤكدين التزامهم بتعزيز التعاون المثمر مع مصر في مجال الأنشطة التعدينية، لاسيما في ظل ما تحظى به من ثروات كامنة من الخامات المعدنية، وكذا الاستفادة من المناخ الاستثماري الجاذب في قطاع التعدين بمصر.

الرئيس السيسي يستقبل رؤساء وممثلو عدد من شركات التعدين الإيطالية | طاقة  ومعادن | بوابة الفلوس الإخبارية
علاقات مصرية إيطالية تاريخية

تضافر الجهود على المستوى الإقليمي

على الصعيد الإقليمي، فإن الدولتين تنسقان جهودهما الجادة بشأن القضايا الإقليمية المختلفة، التي تفرض تحديات مشتركة مثل الملف الليبي والهجرة غير الشرعية وموضوعات مكافحة الإرهاب، حيث تحرص إيطاليا على التنسيق مع مصر لتعزيز الأمن الإقليمي، وهو الأمر الذى يجسد الحرص المتبادل على ترسيخ التشاور المشترك حول الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما فى ظل التحديات الأمنية وتنامى ظاهرة الإرهاب.

كما يتطلع الجانبان للارتقاء بأطر التعاون وآليات التنسيق في هذا الشأن وتدعم الحكومة الإيطالية مصر في حربها ضد الإرهاب، ويجمع كل من مصر وإيطاليا توافق بشأن الوضع فى ليبيا، حيث إن الدولتين تتأثران بما يجرى بها، وتعملان على دعم جهود بناء الدولة الليبية ومنع سقوطها بيد الإرهابيين.

ترى إيطاليا أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب ليس فقط للدفاع عن نفسها بل دفاعًا عن أوروبا بأسرها، كما يوجد تقارب كبير في التوجهات بين القاهرة وروما في القضايا المتصلة بأمن البحر المتوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف، فضلًا عن تحديد السياسات التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة، سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا، وانعكاساتها على أمن البحر المتوسط.

وشهدت العلاقات السياسية والزيارات الرسمية بين مصر وإيطاليا تطورًا كبيرًا بعد ثورة 30 يونيو، وكانت الحكومة الإيطالية تدعم خارطة الطريق التي نفذتها مصر بعد 30 يونيو.