الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاز بكل شيء.. الجارديان تقر بفشل تمرد فاجنر أمام صلابة نظام بوتين

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

سلط مقال رأي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم، الخميس، الضوء علي فشل التحليلات الغربية للأحداث التي شهدتها روسيا والتي زعمت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أظهر ضعفه بالسماح لـ يفجيني بريجوزين وقادة مجموعة فاجنر الآخرين بالمغادرة بسلام إلى بيلاروسيا، والانضمام إلى الجيش الروسي أو التقاعد.

ويعترف كاتب مقال الجارديان المعنون "إنقلاب فاجنر الفاشل يؤكد قوة وصلابة نظام فلاديمير بوتين،" أنه "بالطبع، إذا كان بوتين قد سحق التمرد بالقوة وأعدم قادتها، لكان المعلقون قد استخدموا هذا كدليل إضافي على وحشيته ووحشيته، وربما أيضًا على الوحشية والعنف الفطريين للتقاليد الوطنية الروسية.

وأضاف المقال: "هذه الاستنتاجات مصبوغة بكره مفهوم للزعيم الروسي، وهي لا تشكل تحليلاً رصينًا وموضوعيًا. في الواقع، على الرغم من أن بوتين كان مسؤولاً بشكل واضح عن خلق الخلفية لهذه الفوضى، يجب أن نفكر في إمكانية أنه تعامل مع الأمور بشكل جيد. ففي خطابه للأمة، أظهر بوتين العزم والتصميم. أوضح أنه ليس لديه نية للاستسلام لمطالب بريجوزين، وأنه إذا استمر هو وزعماء فاجنر الآخرين في تمردهم، فسيتم اتهامهم بالخيانة (وربما إعدامهم ضمنيًا)."

ونظرًا لأنه سرعان ما أصبح واضحًا أنه لن يكون هناك تمرد لدعم فاجنر داخل الجيش الوطني الروسي، واجه بريجوزين اختيار هجوم على موسكو كان من شبه المؤكد أنه سيؤدي إلى ذبح رجاله وموته أو استسلام بشروط. وفي ظل هذه الظروف، لم يكن لدى بوتين ما يكسبه من السعي للانتقام العنيف، والذي كان من شأنه أن يقتل أعدادًا كبيرة من الروس ويقوض الحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب المقال. 

وشدد مقال الجارديان علي فوز بوتين في احتواء هذا التمرد من قبل فاجنر قائلًا: "كان لديه كل شيء ليكسبه من خلال إظهار الشهامة. لقد فاز بعد كل شيء."

وأبرز كاتب المقال درسان مهمان من الاحداث الأخيرة في روسيا وهما، بحسب رأيه، "الأول يتعلق بالتاريخ الطويل للانقلابات وتمردات النخبة في جميع أنحاء العالم. وأن نسبة كبيرة جدًا من هؤلاء لم تكن تهدف إلى الإطاحة بالحاكم والاستيلاء على السلطة العليا، كما أنها لم تؤد إلى معارك. بدلاً من ذلك، كانت مظاهرات مسلحة قام بها نظير محلي لبارونات العصور الوسطى، بهدف الضغط على الملك لـ "معالجة المظالم"، وطرد البارونات المنافسين من الحكم ومنح بعض المناصب المربحة لزعماء المتمردين."

وأضاف: "والدرس الثاني يتعلق بالمنع العميق في المجتمع الروسي من إراقة الجنود الروس لدماء الروس الآخرين، والذي يرتبط بدوره بمخاوف عميقة من اندلاع حرب أهلية وفوضى."

وشدد كاتب المقال علي أن الاحداث الأخيرة في روسيا أكدت أن مصير نظام بوتين سيتقرر في المقام الأول ليس من خلال المؤامرات داخل النخبة الروسية، ولكن من خلال ما يحدث في ساحة المعركة في أوكرانيا.