الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قيود الصين على تصدير معادن نادرة.. بكين تهد سلاسل التوريد العالمية

معادن
معادن

أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه إزاء القيود التي فرضتها الصين على صادرات مادتي (الجاليوم) و(الجرمانيوم) التي تستخدم في صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات الكهربائية.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، صونيا جوسبودينوفا، في مؤتمر صحفي إن "قيود التصدير التي فرضتها الصين لا علاقة لها بالتزاماتها تجاه حماية السلام العالمي ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".

وأضافت جوسبودينوفا أن (الجاليوم) و(الجرمانيوم) "عنصران أساسيان واستراتيجيان لصناعتنا"، مشيرة إلى أن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي تحلل قرار الصين وتأثيره المحتمل على سلاسل التوريد العالمية وعلى القطاع الصناعي لدول الاتحاد الأوروبي.

أزمة جديدة بسبب الصين

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الإثنين، أن صادرات معدني (الجاليوم) و(الجرمانيوم) ستكون بحاجة لترخيص اعتبارا من الأول من أغسطس باسم "المصالح الأمنية والقومية".

وقال متحدث باسم المفوضية في إفادة يومية، إن المفوضية قلقة من أن قيود التصدير هذه لا علاقة لها بالحاجة إلى حماية السلام العالمي، وكذلك الاستقرار وتنفيذ التزامات الصين بعدم الانتشار الناشئة عن المعاهدات الدولية.

فيما قال المسئول التنفيذي بالاتحاد الأوروبي، الذي يقيم التأثير المحتمل على سلاسل التوريد العالمية والصناعة الأوروبية، إنه دعا الصين إلى تقييد قيود التصدير على اعتبارات أمنية واضحة بما يتماشى مع قواعد منظمة التجارة العالمية.

وحددت المفوضية كلاً من العناصر النادرة على أنها مواد خام استراتيجية لانتقالها الأخضر والرقمي، مع أهداف 2030 لزيادة التعدين وإعادة التدوير والمعالجة في الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس اتحاد الصين العالمي للتعدين بيتر آركيل: "الجاليوم والجرمانيوم معادن ثانوية لكنها مهمة جداً لطائفة من منتجات التكنولوجيا، والصين هي المنتج المهيمن لمعظم هذه المعادن، والاقتراح بأن دولة أخرى قد تحل محل الصين في المدى القصير أو حتى على المدى المتوسط ضرب من الخيال".

جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي  يستورد 27% من الجاليوم و17% من الجرمانيوم، من الصين حيث تُنتج الصين 80% من إمدادات العالم من الجاليوم والجرمانيوم، وذلك وفقاً  لتقرير للمفوضية الأوروبي في 2020.

ويُستخدم الجاليوم في الدوائر المتكاملة، ومصابيح ليد (LED) والألواح الشمسية، فيما يستخدم الجرمانيوم في الألياف الضوئية وعدسات كاميرات الأشعة تحت الحمراء.

وتأتي قيود بكين مع تصاعد التوتر الدولي بشأن إنتاج أشباه الموصلات والتنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة، وفيما لا يتبنى الاتحاد الأوروبي موقف واشنطن الأكثر تشددا، يسعى إلى تقليص اعتماده على المواد الحيوية من الصين.

مرهقة للشركات الصغيرة

وكان قد قال محللون من شركة Jefferies، في مذكرة للعملاء أن الصين تستحوذ على 80% من إنتاج الجاليوم والجرمانيوم على مستوى العالم، فيما تعتمد الولايات المتحدة الأميركية على الواردات لتوفير أكثر من 50% من احتياجاتها من الجرمانيوم.

وفقاً لمجموعة CRU المتخصصة في بيانات قطاع المعادن فأن اليابان وكوريا الجنوبية وروسيا وأوكرانيا تنتج الجاليوم، بينما تُنتج الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وبلجيكا، وروسيا الجرمانيوم.

وتستبعد هو يان، المحللة في سوق شنغهاي للمعادن، تأثير القيود بدرجة كبيرة على كبرى شركات إنتاج الجرمانيوم، لكنها قد تكون مرهقة أكثر للشركات الصغيرة.

وأضافت أن التفاصيل الخاصة بطريقة تنفيذ هذه القيود لم تتضح بالكامل بعد، إذ تسعى شركات التصدير الصينية للحصول على مزيد من التفاصيل.

وصعدت أسهم شركات إنتاج المعادن الصينية بعدما فرضت بكين قيوداً على تصدير معدني الجاليوم والجرمانيوم، حيث قفزت شركة Yunnan Lincang Xinyuan Germanium Industrial بنحو 10% وهو الحد الأقصى المسموح به للصعود لليوم الواحد في بورصة شنجن.

فيما بلغت شركة Yunnan Chihong Zinc & Germanium أيضاً نفس العتبة في بورصة شنجهاي قبل تراجع مكاسبها.

كما تقدمت أسهم مجموعة Zhuzhou Smelter إلى سقف 10% قبل أن تفقد الكثير من هذا الارتفاع؛ وصعدت شركة Yunnan Luoping Zinc & Electricity بنسبة 5%، وكان قد قال لي ويكينغ، مدير التمويل في شركة JH Investment Management إن الأسهم قفزت في ظل توقعات بأن قيود العرض ستعزز الزيادات الهائلة لأسعار المعادن، والتي ستتجاوز هبوط أحجام التصدير.

إغلاق عدة شركات العالمية

أكد خبير الصناعة والطاقة، ليونيد خازانوف، أن فرض الصين قيودا على تصدير أشباه الموصلات سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها عالميا، وحذر من تبعات خطوة صينية لفرض قيود على تصدير مادتين نادرتين وهامتين للصناعة شركة "ميكرون" الأمريكية تستثمر 600 مليون دولار في مصنعها بالصين.

وأوضح خازانوف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، أن القيود المفروضة على تصدير عنصري الجاليوم والجرمانيوم من قبل الصين، ستسفر عن ارتفاع أسعار أشباه الموصلات المصنوعة من هاتين المادتين عالميا، مشيراً إلى أن هذه القيود لن تؤثر بشكل كبير على روسيا، بالنظر إلى أنها تمتلك إنتاجها الخاص من أشباه الموصلات.

وأضاف: "إذا أوقفت الصين صادراتها الآن، فإن تكلفة أشباه الموصلات التي تعتمد على الجاليوم والجرمانيوم سترتفع بشكل حاد، وفي ذات الوقت لا يمكن لأي دولة أخرى عدا الصين استبدالها كون الإنتاج الرئيسي لهذه المعادن متمركز في الصين".

وقال: "شخصيا، أتوقع إغلاق العديد من الشركات العالمية التي تعمل على إنتاج أشباه الموصلات من هذين المعدنين، بسبب النقص الذي سيطرأ على وفرتهما في الأسواق العالمية".

ووفقا له، فإن الخطوة الصينية ستؤثر بشكل سلبي على الشركات الأجنبية المصنعة لأشباه الموصلات، وتحديدا شركة TSMC التايوانية.

ولفت إلى أن روسيا تمتلك مرافق خاصة لإنتاج كلا العنصرين، حيث يتم الحصول على عصر الجرمانيوم من الفحم، ويتم تصنيعه من قبل شركة "جيرماني" في كراسنويارسك، وشركة "جيرماني إي برلوجينيا" في منطقة تولا، بينما يتم إنتاج عنصر الجاليوم في مصنع بيكاليفسك للألمينيوم.

وخلص على أن روسيا تستورد المواد التي لا يتم إنتاجها على أراضيها، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينطبق على عنصر الجرمانيوم النقي، المستخدم في صناعة أجهزة قياس الطيف وأنواع معينة من تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء وما إلى ذلك، مشيرا إلى أن شركة Shvabe القابضة، أعلنت العام الماضي أنها ستنتجه، وربما ستدفع الصين الآن لتسريع هذه العملية.