الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ علم نفس : احموا أطفالكم من العمل المبكر لولادة جيل سويّ

عمالة الأطفال
عمالة الأطفال

تعد عمالة الأطفال واحدة من معوقات التنمية لما يترتب عليها من تسرب الطفل من التعليم وتعريض حياته للخطر النفسي والجسدي، وتحمله لضغوط تفوق قدرته الجسدية، هذا إلى جانب حرمانه من عيش طفولته واللعب والترويح، كما تؤثر سلبًا على سلوكه الاجتماعي والأخلاقي لما يراه من مواقف تفوق استيعابه في بيئة العمل.

وفي هذا السياق، تحدث الدكتور محمد حسن، أستاذ علم نفس بجامعة حلوان، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن دراسات علم النفس والاجتماع أثبتت أن الأسر التي تتجه لعمالة الأطفال بنسبة كبيرة هي الأسر الفقيرة أو الأسر الفاقدة إلي العائل مثل فقدان الأب، وهو سبب رئيسي لاتجاه الأسرة لعمالة أطفالهم.

وتابع أن تكلفة التعليم تعد من أسباب عمالة الأطفال في المجتمع المصري، لذلك تتجه الأسرة الفقيرة إلي تسرب أطفالهم من التعليم، وعدم التزامهم بتعليم أطفالهم داخل المدرسة بسبب تكاليف التعليم الباهظة علي الأسرة.

ولذلك تتجه الأسرة الفقيرة إلي عمالة الأطفال، وتعليمهم حرف مهنية قد تكون خطرة علي حياة أطفالهم، وذلك لكسب الأموال وشعور الطفل بمسئولية تجاه أسرته لتحمل الأعباء وكسب مصدر رزقهم لتخفيف أعباء المعيشة.

وعقب أستاذ علم النفس، أن عمالة الأطفال في بيئة غير صالحة للعمل، تضعهم في تعامل ومواجهة سلوكيات منحرفة وغير منتظمة، تؤثر سلبيًا علي معتقداتهم وتكوين فكرهم، والذي قد يتسبب في اتجاههم لسلوكيات منحرفة مثل التدخين والعنف.

عمالة الأطفال جريمة في حق الطفل

وأشار إلي أن خروج الأطفال في سوق العمل، جريمة في حق الطفل، واعتداء على حقوقه الثقافية والتعليمية والمجتمعية، مما يترتب عليه فقدان الطفل لهويته والوعي المجتمعي الذي يؤهله لبناء مستقبل أفضل له، وتكوين أسرة مجتمعية مؤهلة للتنمية والبناء.

وعن مخاطر عمل الأطفال في بيئة غير مؤهلة للعمل، قال الدكتور محمد حسن، أن عدم تأهيل بيئة العمل للطفل تنتج عنها مخاطر نفسية جسيمة للأطفال، ومنها شعوره بالغيرة والحقد من الأطفال المتعلمين وغير العاملين، واتجاههم للسلوكيات العدوانية، كما يفقدهم الميول العقلية والمكانة المجتمعية والتعليمية الناتجة من تسريبهم من التعليم واتجاههم للعمل.

وأكد محمد حسن أن تأهيل الأطفال في بيئة غير متزنة وغير صالحة للعمل، تحدث اضطرابات نفسية واجتماعية للأطفال، ولا يترسخ عندهم ثقافة العلاج من الأمراض النفسية علي يد متخصصين في المجال، والذي يترتب عليه إنتاج أسر غير سليمة ولا تصلح للإنتاج المجتمعي.

وأنهي أستاذ علم النفس حديثه، عن ضرورة نشر الوعي تجاه أضرار تسرب الأطفال من التعليم داخل المجتمع المصري، وتدخل الدولة لرفع مستوي معيشة الأسر لتجنب تسريب أولادهم من التعليم، مع نشر الوعي الكافي لرفع قيمة التعليم وأهميته في المجتمع المصري.

 

حملة «علشان ولادكم.. احسبوها صح»

يذكر أن وزارة التضامن الاجتماعي أطلقت حملة للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية بعنوان «علشان ولادكم.. احسبوها صح»، وذلك في إطار خطة الوزارة لرفع الوعي لدى الفئات الأولى بالرعاية بالعواقب والتداعيات الناجمة عن بعض الممارسات الخاطئة التي تؤثر على أعمال التنمية التي تسعى الدولة لتحقيقها.


وتهدف الحملة إلى دعم الرأي العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولى بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التي تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.


وتستمر الحملة لمدة شهرين، تعتمد فيها الوزارة على أدوات مختلفة للوصول للفئات الأولى بالرعاية، منها تنظيم حوارات مجتمعية وندوات ثقافية، تتضمن عروضا فنية وحوارات مجتمعية، تنظمها نحو 15 ألف رائدة اجتماعية منتشرات في كل أنحاء مصر، وعدد من الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة.