الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا تخطب ود أفريقيا.. وعود بحل أزمة الحبوب وهدية خاصة للمصريين

الرئيس الروسي
الرئيس الروسي

انطلقت اليوم فعاليات القمة الروسية الأفريقية الثانية بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة سان بطرسبرج الروسية وناقشت القمة التى تشارك فيها 49 دولة أفريقية، سبل تنويع مجالات التعاون الروسى الأفريقى كما تناقش صفقة الحبوب وجهود روسيا لدعم أسواق الغذاء العالمية.

عبد الفتاح السيسي وبوتين 

إرساء التعاون المستدام

كان قد صرح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس الروسى رحب بزيارة الرئيس إلى روسيا، مشيداً بالدور المهم للرئيس فى إطلاق النسخة الأولى من القمة الروسية الأفريقية أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فى عام 2019، والتى هدفت إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدى للتحديات المشتركة.

كما أشار الرئيس بوتين إلى الأهمية التى يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام ٢٠١٨، مشيداً في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية، خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.

كما أكد الرئيس أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الأفريقية لصالح الشعوب الأفريقية بالمقام الأول، باعتبار أن القمة تستهدف إرساء التعاون المستدام بين روسيا والدول الأفريقية، معرباً في هذا الصدد عن استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيسين تطرقا خلال اللقاء إلى تطورات عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها مشروعي محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، إلى جانب التعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذا على صعيد التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.

وعلى جانب آخر، استعرض الرئيسان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية، حيث توافقت الرؤي على دفع الجهود من أجل استعادة وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام لدول المنطقة، وعلي نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها وحقوق شعوبها المشروعة.

كما قام الرئيس بوتين بإحاطة الرئيس بمستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً بشكل سلمي من أجل الحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم خاصة الدول النامية والأفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.

فلاديمير بوتين 

مشاريع طاقة بـ16 دولة أفريقية

كشف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الكلمة الافتتاحية بالنسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية، أن بلاده تستهدف زيادة رفاهية الشعوب، ودراسة مشروعات جديدة بينها وبين الدول الأفريقية.

وأضاف: نولى أهمية كبيرة لتوريدات الحبوب للدول الأفريقية، مشيرا إلى أن روسيا تساعد البلدان التي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية، موضحًا أنه تم وضع عراقيل لصادرات الأسمدة الروسية إلى الدول الأفريقية، مؤكدا أنه يتوقع محصولا قياسيا من الحبوب هذا العام، وسنعمل على تصدير 50 ألف طن حبوب لعدة دول بأفريقيا.

وتابع : أننا ننظر بإيجابية إلى المبادرات المشتركة بين روسيا والدول الأفريقية، ونسعى لتعزيز التعاون معها فى المجالات الزراعية والتقنية والصحية.

استكمل: الغرب يضع العراقيل أمام تصدير حبوبنا إلى القارة الأفريقية، كما أن الغرب هو من يعيق تنفيذ مبادرة الحبوب رغم التزامنا التام بها، مؤكدا ان العقوبات الغربية يجب ألا تشمل توريد الحبوب، مؤكدا أن روسيا تعمل على نظام أكثر عدلا في توزيع الموارد.

وأردف: روسيا تدعم 30 مشروعا في مجال الطاقة في 16 دولة أفريقية، كما تعمل على تعزيز مشروعاتها بمحطة الضبعة وقناة السويس في مصر. 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ قدرات أفريقيا واضحة للجميع، حيث بيّنت معدلات نمو الناتج ال محلي للقارة خلال السنوات الـ20 الماضية، تفوق أفريقيا الكبير، لافتا إلى أنّ عدد السكان يقترب من 1.5 مليار نسمة، تزيد بشكل أسرع مقارنة مع أى مكان في العالم.

وأضاف بوتين: "نمو الطبقة المتوسطة في أفريقيا يسبق المؤشرات المماثلة في معظم المناطق، وروسيا مهتمة وحريصة على تعميق الصلات التجارية والاستثمارية والإنسانية مع أفريقيا، بما يستجيب لحالات دولنا ويساعد على النمو والازدهار".

وتابع: "التبادل التجاري بلغ 18 مليار دولار في العام الماضي، وأنا على يقين أنّنا نستطيع زيادة حجم التبادل التجاري في المستقبل"، مشيرا إلى أنّه في النصف الأول من السنة الجارية نما حجم عمليات التصدير والاستيراد بالثلث.

غزالى عثمانى 

على حافة الانهيار

قال غزالى عثمانى رئيس الاتحاد الأفريقى ورئيس دولة جزر القمر، إن القمة الروسية الأفريقية منصة مهمة للتعاون وتبادل المعلومات بين روسيا ودول أفريقيا، وخاصة جزر القمر.

وأضاف فى كلمته خلال أعمال القمة الروسية الأفريقية الثانية فى سان بطرسبرج، أن روسيا شريك مهم جدا لأفريقيا، مشيرًا إلى أن روسيا دعمت أفريقيا في أصعب وقت، وكانت تقدم العون مهما كانت المشكلات القائمة بداية من الاستقلال وغيرها.

وتابع أن روسيا كانت موجودة دائما رغم الصعاب التى واجهت أفريقيا، مشيرًا إلى أن استثمارات روسيا الاتحادية فى الدول الأفريقية سمحت لدول كثيرة بأن تقف على مار التنمية والتطور.

وواصل: «نشكر روسيا ورئيسها على ذلك، وهذا اللقاء سيسمح لنا بمناقشة ومسائل أفريقيا سواء الإقليمية ومسائل التعاون التى تصب فى مصالح روسيا وأفريقيا».

وقال غزالى عثمانى إن العالم اليوم يواجه الكثير من التحديات سواء الاقتصادية أو المناخية أو التهديدات واسعة النطاق، مشيرا إلى أن الكثير من الدول تعانى نقص احتياجاتها والفقر، وهذا يهدد الأمن الغذائي.
 

وأضاف "نحن اليوم على حافة الانهيار الدول الأفريقية اليوم متضررة وتعاني بشكل كبير، ويجب العمل على تعزيز الذاتية والاكتفاء الذاتي لأفريقيا خاصة بعد جائحة كورونا…الأوضاع بعد جائحة كورونا أصبحت أسهل قليلا، وأفريقيا لديها قدرات وإمكانيات كبيرة ولكن بحاجة للمساعدة لكي نستغل هذه القدرات، نعاني مشكلات داخلية أفريقية في مجال الأمن».

وأستكمل : يجب تسهيل توريدات الحبوب الأوكرانية والروسية لدول أفريقيا، وإن إيقاف صفقة الحبوب يؤثر سلبا على دول القارة الإفريقية، كم دعا عثمانى الرئيس الروسي للسلام مع أوكرانيا والتعايش السلمي بين الدولتين ، واستنكر بشدة الأحداث في النيجر ونطالب بإطلاق سراح الرئيس.

كما أكد أن القارة الأفريقية تحتاج على دعم وأن الدول الأفريقية تعمل على تعزيز مجال التنمية في القارة، مشيرا إلى أن 80% من الناتج المحلي الإجمالي تأتي من الثروات الطبيعية وتصدير المواد الخام.

ديلما روسيف

مشاريع بـ35 مليار 

طالبت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل السابقة، ورئيسة بنك التنمية بريكس، بتوسيع البنية المالية، موضحة أن هناك الكثير من دول العالم تعانى من المشكلات، ولا تستطيع التوازن فى الاقتصاد الخاص بها. 

وأضافت رئيسة بنك التنمية بريكس، خلال كلمتها بالقمة الروسية الإفريقية، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى،  أن البنك يعمل على تنمية الشمول الاجتماعى، ويستوعب مشاريع مختلفة فى مجال التنمية، وأن كل دولة يحق لها تحديد ما تريده، لافتة إلى أن بنك التنمية بريكس يسعى لعمل مشروعات تنموية، لتحسين الأوضاع فى الدول، وزيادة مستوى المعيشة.

وكشفت أنه تم تنفيذ 98 مشروعًا بمقدار 35 مليار دولار أمريكي، وهناك تعاون مع البنوك الإفريقية المختلفة، موضحة أن استخدام العقوبات للأهداف السياسية ومحاولات توسيع الفضاء القانونى لبعض الدول إلى الخارج يدهور المسائل العالقة.

وأضافت: "نحن نوسع تشكيلة المساهمين فى بنك بريكس، ونوسع من مشاريعنا التى نمولها لتوطيد أقدامنا في المناطق الأخرى، ونريد أن نتعاون عن كثب مع جميع الدول الأعضاء فى البنك، ونود أن نبحث عن شراكات مع الدول وليس فقط عمل المشاريع، ونريد التعاون مع القطاع الخاص فى المشاريع ذات الأهمية الكبرى".

البطريرك كيريل

لم تنظر بعين الأرباح أو  الاستعمار

قال بطريرك موسكو وعموم روسيا، البطريرك كيريل، إنّ القمة الروسية الأفريقية الثانية، حدث مهم في الحياة الدولية، وله أبعاد سياسية واقتصادية وروحية وثقافية، موضحًا: “رغم التباعد الجغرافي، شعوب بلداننا تربطها علاقات طيبة، وسر هذه الصداقة بسيط للغاية، روسيا لم تنظر إلى أفريقيا على أنّها فضاء للحصول على الأرباح أو الاستعمار”.

وأضاف البطريرك كيريل: "لم تتحدث روسيا مع شعوب أفريقيا بلغة الكبرياء والغطرسة، أو انطلاقا من موقف القوة، بل كانت تبدي التعاون والتضامن في أثناء النضال من أجل الاستقلال وتقرير المصير في الدول الأفريقية".

وتابع أنّ روسيا سعت بفعالية لتأييد ودعم الشعوب الأفريقية ثم عملت معها على خلق الحياة السلمية، وتطوير المشروعات العديدة في قطاع البنية التحتية.

وأوضح أنّ المشاعر الطيبة التي تربط روسيا وأفريقيا اختبرها الزمن، وأساسها يتمثل في تشابه إدراك الأسس الرئيسية لحياة البشر والوفاء للتقاليد والنظر للعائلة على أنّها اتحاد بين الرجل والمرأة، والحب والاحترام للتاريخ، مشددًا على أنّ هذه المبادئ مهمة جدا لدرجة أنّ بلاده مستعدة للدفاع عنها.

شرطان للتنمية

قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، إن العلاقات بين أفريقيا وروسيا متطورة جدا منذ عهد الاتحاد السوفيتي، بعدما دعم نضال دول القارة ضد الاستعمار، ودرب آلاف الكوادر والكفاءات، وبالتالي فإن هناك أسس وقاعدة جيدة يمكن بناء الشراكة الجديدة والنوعية. 

وأضاف "فقيه"، في كلمته خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رؤساء المنظمات الإقليمية الأفريقية، ضمن فعاليات أعمال القمة الروسية الأفريقية الثانية بسان بطرسبرج:  "قبل كل شيء، أشير إلى البنية التحتية، هنا الرئيس عبدالفتاح السيسي كان يعمل كثيرا وبذل مجهودا كبيرا لخدمة القارة الأفريقية في هذا المجال، لأن أفريقيا 30 مليون كيلو متر مربع وهذه مساحة شاسعة لكننا نفتقر إلى المطارات والسكك الحديدية". 

وتابع: "اليوم، نحن شكلنا أكبر منطقة تجارية في العالم، لكن علينا أيضا أن نوصل البلدان مع بعضها البعض حتى نستفيد جيدا من الموارد والمصادر المتاحة، وبالتالي، فإن المشروع الأكبر في القارة هو البنية التحتية والطاقة.. هذان شرطان ضروريان للتنمية".