قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

3 مخاوف دولية من التحرك السياسي في النيجر.. وهؤلاء الخاسرون بمعركة التغيير

النيجر
النيجر

أعلن مجلس الأمن والسلم الإفريقي، في بيان صادر عنه اليوم السبت، عن منح فرصة لقادة التحرك السياسي في النيجر مدتها 15 يوما، وذلك من أجل إنهاء ما يحدث والتخلي عن السلطة والعودة إلى ثكناتهم.

النيجر

تنديد بالتحرك في النيجر

وأعرب مجلس الأمن والسلم الإفريقي في بيانه، عن قلقه البالغ من عودة التحركات السياسية، والتي من شأنها أن تقوض الديمقراطية والأمن والسلام والاستقرار في القارة.

وطالب المجلس الإفريقي في البيان الصادر عنه العسكريين بالعودة الفورية وغير المشروطة إلى ثكناتهم وإعادة السلطة الشرعية في مدة أقصاها 15 يوما من تاريخ تبني بيان المجلس.

ودعا المجلس إلى إطلاق سراح الرئيس بازوم بشكل فوري وغير مشروط وغيره من المحتجزين السياسيين، واحترام حقوقهم، متوعدا باتخاذ كل الإجراءات الضرورية بما في ذلك الإجراءات العقابية ضد مرتكبي الانتهاكات.

كما أعرب مجلس الأمن بالأمم المتحدة، أمس، في البيان الصادر عنه عن إدانته "للمساعي الرامية لتغيير السلطة الشرعية للنيجر على نحو غير دستوري"، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس النيجر محمد بازوم.

وقال مجلس الأمن في بيانه إنه تم الاتفاق عليه بالإجماع على ضرورة حماية بازوم وأسرته وأعضاء حكومته، واضاف مجلس الأمن أن "أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكم في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي".

ومن الجدير بالذكر أنه تجمع الجزائر والنيجر حدود يبلغ طولها نحو ألف كيلومتروبالتالي ما يحدث في النيجر يثير قلق الجزائر، حيث قالت وازرة الخارجية في الجزائر إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في جمهورية النيجر.

وأكدت أن الجزائر تدين بشدة محاولة الانقلاب، وشدد على تمسكها بالمبادئ الأساسية التي توجه العمل الجماعي للدول الإفريقية داخل الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك على وجه الخصوص الرفص القاطع للتغييرات غير الدستورية للحكومات.

كما أدان الاتحاد الأوروبي بشدة ما يحدث في النيجر، وهدد بوقف المساعدات المالية لهذا البلد، وفق بيان صادر عن مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وحذر بيان الاتحاد الأوروبي من أن أي خرق للنظام الدستوري ستكون له عواقب على التعاون بين الاتحاد الأوروبي والنيجر، بما في ذلك الوقف الفوري لكافة أشكال الدعم المالي، معتبرا أن الإطاحة بالرئيس محمد بازوم "هجوم خطير على الاستقرار والديمقراطية".

كما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس النيجر محمد بازوم، الذي تعرضت بلاده لتحرك سياسي، وأكد على التزام الولايات المتحدة بالعمل على استعادة النظام الدستوري بالكامل.

كما أُجري محادثة أخرى بين بلينكن ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، حيث ناقشا تسريع الجهود المشتركة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.

قائد مجموعة فاجنر

رسالة غريبة لرئيس فاجنر

كان قد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة، أن التحرك السياسي الذي أطاح بالزعيم المنتخب للنيجر محمد بازوم، بالخطير علي منطقة الساحل الإفريقي.

وأكد ماكرون أن ذلك غير شرعي تماما وخطير للغاية بالنسبة للنيجر والمنطقة بأسرها، بينما دعا إلى الإفراج عن الرئيس محمد بازوم.

في المقابل أشاد يفجيني بريجوجن قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة بما يحدث في النيجر ووصفه بأنه نبأ سار وعرض خدمات مقاتليه لفرض النظام، وظل بريجوجن يمارس أنشطته رغم تمرد لم يكتمل قاده ضد كبار الضباط في الجيش الروسي الشهر الماضي.

وجاء ترحيب رئيس فاجنر في رسالة صوتية بثتها قنوات فاجنر على تطبيق تليجرام، وقالت إنها لبريجوجن لكنه لم يشر إلى أي تورط للمجموعة في ما حدث، الذي وصفه بأنه لحظة تحرير طال انتظارها من المستعمرين الغربيين وقام بما بدا وكأنه دعوة لمقاتليه للمساعدة في حفظ النظام.

وجاء في الرسالة التي نشرت مساء أول أمس الخميس: "ما حدث في النيجر لم يكن سوى كفاح شعب النيجر مع مستعمريه، مع المستعمرين الذين يحاولون فرض قواعد حياتهم عليه وعلى ظروفه وإبقائه في الحالة التي كانت عليها أفريقيا منذ مئات السنين".

وكان للمتحدث نفس النبرة المميزة وطريقة تحويل الجمل للغة الروسية مثل قائد مجموعة فاجنر رغم أن رويترز لم تتمكن من تأكيد هويته.

وشكلت الرسالة الصوتية أحدث علامة على أن بريجوجن ورجاله لا يزالون نشطين في أفريقيا التي لديهم فيها عقود أمنية في بعض البلدان مثل جمهورية أفريقيا الوسطى مع حرصهم على التوسع في القارة.

ويذكر أنه قد تجمع مئات من أنصار التحرك السياسي أمام الجمعية الوطنية في العاصمة نيامي وهم يعزفون موسيقى مؤيدة للجيش تحت سماء ملبدة بالغيوم خلفتها أمطار غزيرة في الصباح.

ولوَح البعض بعلم روسيا ورددوا شعارات معادية لفرنسا في صدى لموجة متزايدة من الاستياء تجاه القوة الاستعمارية السابقة ونفوذها في منطقة الساحل.

وقال الجيش، في بيان وقعه رئيس الأركان، إنه "قرر الالتزام بالإعلان" الذي أدلى به جنود أعلنوا في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء الأربعاء، أنهم عزلوا الرئيس محمد بازوم من السلطة.

وأضاف أن الجيش بحاجة إلى الحفاظ على السلامة الجسدية للرئيس وعائلته وتجنب مواجهة مميتة يمكن أن تتسبب في حمام دم وتؤثر على أمن السكان.

وتعهد بازوم، في منشور على الإنترنت صباح، أول أمس الخميس، بحماية المكاسب الديمقراطية "التي تحققت بشق الأنفس".

عبد الرحمن تشياني

أسباب ما يحدث بالنيجر

وأضاف بازوم على منصة التواصل الاجتماعي تويتر أول أمس الخميس: "المكاسب التي تحققت بشق الأنفس سيتم صونها، وأن مواطني النيجر الذين يحبون الديمقراطية سيحمون تلك المكاسب".

كما دعا وزير الخارجية حسومي مسعودو جميع الديمقراطيين والوطنيين إلى العمل على إفشال هذه المجازفة الخطيرة.

وجاءت تصريحاتهما بعد الخطاب الذي أعلن فيه جنود عزل محمد بازوم من السلطة وتعليق العمل في جميع مؤسسات الجمهورية، في سابع تحرك سياسي تشهده منطقة غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020.

في نفس الوقت، أعلن الجنرال عبد الرحمن تشياني أمس الجمعة على التليفزيون الرسمي في النيجر أنه أصبح رئيسا لمجلس انتقالي في البلاد.

وألقى الجنرال عبد الرحمن تشياني بيانًا نقله التليفزيون الوطني في النيجر الجمعة، بصفته "رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن".

وقال رئيس الحرس الرئاسي الجنرال تشياني، الذي أصبح الرجل القوي الجديد في النيجر، أن ما حدث يرجع إلى "تدهور الوضع الأمني" في البلاد الذي قوّضه عنف الجماعات الجهادية.

والجنرال تشياني كان قد تولى قيادة الحرس الرئاسي منذ عام 2015، وينحدر من منطقة تيلابيري غرب البلاد، وكان أحد المقربين من الرئيس السابق محمدو يوسفو، وقاد منذ عام 2015 فيلق النخبة في الجيش النيجري المسئول عن أمن رئيس الدولة.

كما نجح تشياني في إفشال محاولات التغير السياسي التي جرت في عامي 2015 و2021، وحافظ على منصبه مع تولى الرئيس بازوم السلطة في أبريل 2021.

كما يذكر أن صحيفة "لوموند" الفرنسية، قالت أول أمس الخميس، إن المشهد بات مألوفًا كثيرًا للمتابعين في غرب أفريقيا، حيث يتم قطع البرامج في التلفزيون الرسمي فجأةً وتظهر قوات بزيّها العسكري على الشاشة الصغيرة لإعلان الإطاحة بالرئيس.

وتتابع الصحيفة "وبعد مالي التي اهتزت بفعل التحركات السياسية في عامي 2020 و2021، وتغيير بوركينا فاسو الأخير (عام 2022)، جاء دور الجارة النيجر لإعلان متمردين استيلاءهم على السلطة".

كان هذا السيناريو مخيفًا جدًّا لحلفاء الرئيس المعزول محمد بازوم، وقد كانت فرنسا في مقدمة هؤلاء الحلفاء، إذ أنها لطالما كافحت المجموعات الجهادية في البلاد، لكن هذا التحرك السياسي يمكن أن يؤدي إلى تغيير الميزان في منطقة الساحل وعلاقتها مع الغرب.

ورأت الصحيفة، أنه إذا كان ثمة ضباط من أفراد أجهزة مختلفة ظهروا على التلفزيون، فإن التحرك السياسي غالبًا تم تنفيذه من قبل أعضاء في الحرس الرئاسي والموالين للجنرال عبد الرحمن تشياني.

روسيا والصين

تعبيد الطريق أمام الروس

واستطردت "في الساعة السابعة صباحًا من يوم الأربعاء، احتجز هؤلاء الجنود رئيس الدولة البالغ من العمر 63 عامًا وزوجته في محل إقامتهما داخل القصر الرئاسي، والذي عادة ما يتم وضعه تحت حماية هذه الوحدة النخبوية".

وتابعت: "في ساعات الصباح الباكر من يوم الأربعاء، قامت عناصر من الحرس الرئاسي بتحرك معارض غير جمهوري وحاولت عبثًا الحصول على دعم القوات المسلحة الوطنية والحرس الوطني"، وهو ما كتبه رئيس النيجر في رسالة نُشِرت على موقع التواصل الاجتماعي ثم حُذِفت لاحقًا.

وأضافت الصحيفة، أنه تم نشر قوات خاصة موالية للرئيس أمام التلفزيون الوطني، وقد حذرت رئاسة النيجر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قادة التغيير السياسي، قائلة إن: "الجيش والحرس الوطني على استعداد لمواجهة أفراد الحرس الرئاسي المتورطين في هذا التحرك إذا لم يعودوا إلى الطريق الحسنى".

وقال المحلل السياسي نزار الجليدي، إنه من المعلوم بأن النيجر هي آخر معاقل فرنسا بالمنطقة، ومعلوم أيضاً بأن الزعيم الذي وقع ضد التحرك السياسي عليه كان هو الورقة الوحيدة التي تؤمن بشكل أو بأخر مصالح فرنسا في النيجر.

وأضاف الجليدي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أنه على مدار 4 سنوات كان هناك 7 تحركات سياسية تصب في خانة رحيل فرنسا من المنطقة وكذلك في بوركينا فاسو والنيجر، مشيراً إلى أن هذه المنطقة محاطة بالعديد من الاخطار، حيث إن بوكو حرام والجماعات المتطرفة تؤثر بشكل أو بآخر على الدول القريبة مثل تونس والجزائر وليبيا وشمال افريقيا ومنها لأوروبا.

وأكمل: مع كل حدث في أفريقيا لا يأتي على هوى الغرب (أوروبا وأمريكا) مثل موقف ديبلوماسي سيادي لدولة ما أو تحرك سياسي أو تغيير مسار بعيد عن مسارهم يعلنون وقف الدعم المالي والمساعدات الغذائية والصحية وهي حماقة كبيرة تساهم في تأجيج الغضب لدى الشعوب الأفريقية التي رأينا جزءا منها في النيجر ترفع علم روسيا وفي بروكينا فاسو تحرق العلم الفرنسي.

وتساءل: متى يدرك الغرب أن ما يحدث في أفريقيا من تحركات من صنيعتهم، ومتى يدرك الغرب أن قطع المساعدات تعبّد الطريق أمام الروس والصينيين والذين تلقفوا الفرصة وهذا من حقهم؟، معقبا: تلك هي السياسة.

يذكر أن دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي أكد اليوم السبت، إن الاتحاد علق دعمه المالي وتعاونه الأمني مع النيجر بشكل فوري، وذلك بعد أن قام جنود هناك بتغير سياسي، وفق رأيه.