الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحركات ومؤتمرات واجتماعات لحل الأزمات العربية العالقة.. الخارجية المصرية لا تعرف النوم

القمة المصرية الأردنية
القمة المصرية الأردنية الفلسطينية

تشهد القاهرة حراكا سياسيا بشكل دائم وزيارات متعددة من قبل المسؤولين العرب، للقاء القيادة السياسية المصرية وعدد من رجالات الدولة في مقدمتهم وزير الخارجية؛ لبحث آخر تطورات القضايا العربية العالقة، إضافة للتعاون المشترك.

لقاءات واجتماعات شكري

وعقد السفير سامح شكري وزير الخارجية، اجتماعًا ضم وزراء خارجية الأردن والعراق في إطار آلية التعاون التي تجمع الدول الثلاثة، حيث خلال الاجتماع بحث التنسيق المستمر والتشاور الدائم لتعزيز أوجه التعاون الاقتصادي، وبحث مستجدات الموقف التنفيذي للمشروعات المشتركة بين القاهرة وبغداد وعمان.

وكان الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني، أكد في وقت سابق أهمية الآلية الثلاثية التي تجمع الأردن ومصر والعراق، والكثير من المشاريع الأساسية والمركزية ضمنها، والتي تتقاطع أيضا مع التعاون الثنائي الوطيد والمتجذر، منوهًا بأنه من ضمن هذه المشاريع المدينة الاقتصادية على الحدود بين الأردن والعراق التي قطعت فيها الدول الثلاثة أشواطا باتجاهها، ومشروع الربط الكهربائي الذي ستكتمل المرحلة الأولى منه خلال الأسابيع المقبلة.

من جانبه صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير سامح شكري، استقبل بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير اليوم الثلاثاء 15 أغسطس الجاري، الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وتناول الجانبان سبل تعزيز مسار العلاقات الثنائية، والتباحث وتبادل الرؤى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والأزمات التي تشهدها المنطقة، ويأتى اللقاء على هامش مشاركة الوزيرين في أعمال اجتماع مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا المُنعقِد اليوم في القاهرة.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن شكري أكد خلال الاجتماع على اعتزاز الجانب المصري بالروابط الوثيقة والأخوية التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، والتي تستمد قوتها من العلاقات الراسخة الممتدة التي دائمًا ما جمعت بين البلدين والشعبيّن الشقيقيّن، معربًا عن التطلع لمواصلة العمل سويًا من أجل الدفع بآليات التشاور والتنسيق لتعميق أطر التعاون الثنائي في القطاعات محل أولوية البلدين على نحو يخدم مصالح وتطلعات الشعبيّن الشقيقيّن.

وذكر السفير أبو زيد، أن الاجتماع تطرق إلى التطورات التي تشهدها قضايا المنطقة وسبل تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين مصر والسعودية تجاهها، وفى مقدمتها الأوضاع في كل من السودان، وليبيا، واليمن، وسوريا، حيث أكد الوزيران ضرورة الدفع بأطر التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة الأزمات المختلفة بالمنطقة حفاظًا على الأمن القومي العربي، وبحيث تكون الحلول المطروحة لتلك القضايا عربية خالصة، ويتسنى لشعوب المنطقة أن تحدد مصيرها بنفسها على نحو يُلبي طموحاتها في إرساء الاستقرار وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.

وزير الخارجية السوري

كما سبق واستقبل الوزير شكري، اليوم الثلاثاء، الدكتور الدكتور فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا.

وأكد وزير الخارجية، خلال لقائه نظيره السوري فيصل المقداد، حرص لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، على استكمال المهمة المنوطة بها، للمساعدة في حل الأزمة السورية التي طال أمدها، وتقديم يد العون للشعب السوري الشقيق لتجاوز محنته، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.

وتطرق اللقاء إلى الجوانب المتعلقة باجتماع لجنة الاتصال العربية، والذي يأتي اتساقا مع دور جامعة الدول العربية والدول الأعضاء لتعزيز العمل العربي المشترك والتكاتف من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية بأبعادها كافة، السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وكانت مدينة العلمين الجديدة استضافت الإثنين قمة ثلاثية جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس، وبحثت تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في أرض دولة فلسطين المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.

وأعرب الرئيس السيسي، والعاهل الأردني، والرئيس الفلسطيني، عن عزمهم الاستمرار في جهودهم مع القوى الدولية الرئيسية والأطراف المُهتمة بالسلام لإعادة إحياء عملية سلام جادة، وذات مغزى تستند إلى قواعد القانون الدولي، ومرجعيات عملية السلام، وضمن آلية، وجدول زمني واضح ومحدد، ودعوا في هذا السياق المجتمع الدولي لدعم تلك الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي تستحقه المنطقة وجميع شعوبها ولرفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، والذي يتناقض مع القانون الدولي القائم على ترسيخ حقوق الانسان.

كما أكد العاهل الأردني، ورئيس فلسطين، أهمية دور الرئيس السيسي في توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، مشددين على تمسكهم بمبادرة السلام العربية بعناصرها كافة، والتي تستند إلى القانون الدولي والثوابت الدولية، وتمثل الطرح الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل وتلبية تطلعات جميع شعوب المنطقة إلى مستقبل مستقر يسوده التعايش والتنمية والتعاون بين جميع شعوبها ودولها، والتأكيد على توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، الذي يُعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني، لما لذلك من تأثير على وحدة موقفه وصلابته في الدفاع عن قضيته.

جمع الأشقاء الفلسطينيين 

كما أكدوا ضرورة البناء على اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي استضافته مصر مؤخرًا، بدعوة من الرئيس محمود عباس، للم الشمل الفلسطيني، بمدينة العلمين يوم 30 يوليو 2023.

ومن جانبه قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، إن انعقاد القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية جاء فى وقت هام وشديد الحساسية، خاصة بالتزامن مع تزايد الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

وأضاف الرقب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القمة الثلاثية مبادرة مصرية خالصة لتنسيق العمل المشترك بين جميع الأطراف، معقبا: "الانتهاكات الإسرائيلية والتوسع فى الاستيطان والمصالحة الفلسطينية كانت أبرز محاور قمة العلمين".

وأكد أن مصر دائماً حريصة على تنسيق العمل العربي المشترك بين جميع الأطراف التي يمكنها تهدئة الأوضاع، ومنها الأردن، باعتبارها الوصي على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس، من أجل التشاور والتنسيق بين الرؤساء الثلاثة، للوصول إلى بعض الطرق التي من شأنها حل مثل تلك الأزمة.

من جهته قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن زيارة وزير الخارجية السعودي تأتي في إطار مناقشة قضايا المنطقة وسبل تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين مصر والسعودية تجاهها، وفي مقدمتها الأوضاع في كل من السودان، وليبيا، واليمن، وسوريا.

وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة فيصل المقداد تهدف إلى عودة العلاقات بين النظام السوري والنظم العربية، مشيرا: مصر من أهم الدول الداعمة لعودة سوريا للحضن العربي، وتدعم العديد من الدول العربية الأخرى، ومنها: الجزائر والإمارات والأردن.

وشدد: القاهرة لا تتأخر عن الأشقاء وتمد يدها بالعون، وتلك الزيارات بالإضافة إلى وجود القمة الثلاثة التي عقدت في مدينة العلمين الجديدة، جميعها تهدف لاستمرار التواصل والتنسيق خلال المرحلة القادمة دعمًا للقضايا العربية، ولتعزيز آليات التعاون والتضامن بين البلدين الشقيقيّن.

وأوضح أن تلك الزيارات ناقشت ملفات أخرى مثل العلاقات الثنائية والتبادل التجاري، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، لافتاً إلى أنه تم التطرق أيضا إلى القضايا العالقة مثل القضية الفلسطينية، والأزمة السورية.