طلبت استشارة قانونية لتعلم ما هي الحقوق التي يمكن أن تحصل عليها ؟
فقالت لي : لقد تزوجت وعمري ستة عشر عاما وكان معي ابني الأول بعد سنة ، ثم بعد عام أنجبت ابني الثاني .
عمر زواجي لا يتعدى السنة الواحدة رغم كوني متزوجة من تسعة عشر عاما .
قالت كان زوجي يعمل بالخارج. ورأى أهلي أنه مناسب وفرحت به وتزوجنا. و أقمنا مع أهله في بيتهم الكبير .
عاملت أهله وكأنهم أهلي ، كنت أقوم بعمل المنزل ، وفي خدمه والده ووالدته ، وإخوته .
كان ينزل شهر كل عام ،او كل عامين .
ولكنه فاجأني بما لم أكن أتوقعه بعد خدمتي لأهله وتربيتي لأولاده طوال تسعه عشر عاما .
كان يرسل النقود لوالده والذي يصرف على الجميع بما فيهم انا واولادي .
وكانت المفاجأة أنه أرسل لوالده توكيل ليطلقني.
واتبعت ، ما هي حقوقي المالية وغيرها حاليا؟
حقيقة حزنت عليها و سألتها عن سبب الطلاق ، قالت لا أعلم . سألتها هل توجد مشاكل بينها وبين والديه ؟ قالت لا . لم يحدث .
أجبتها حقها يقتصر على نفقة العدة والمتعة ومؤخر الصداق .
ولا أعتقد أن الحكم سيكون منصفا ليعوضها عن ثمانية عشر عاما من عمرها قضتها وحيدة بلا زوج ، وبلا حياة مثل الآخرين ، حيث لا خروج من القرية ولا البيت إلا بإذن . ولا شراء ما تريد فهي تأكل الموجود وتلبس الموجود دون اعتبار لرأيها .
قلت لها ولكن القائمة حقا كاملا . فقالت هي فقط أثنى عشر ألفا منهم ستة آلاف ذهب .
فقلت لها لا بأس سوف ترفع دعوى و نثمن الذهب في الوقت الحالي . ولكن هل ذهبك معك ؟ فقد تقسمين على ذلك فلابد أن تكوني صادقة .
فأجابت لا لن اقسم ، فلقد قمت ببيع ذهبي منذ سنوات وكان للأسف بثلاثين الف جنيه وضعتها وديعه في البنك لكي يكون في يدي مبالغ عندما أريد أن اشترى ما اريد ، أو ارد مجاملة ، أو حتى اذهب للطبيب فلم يكن من حقي المطالبة بأية أموال .
فهم يرون أنني اكل واشرب معهم وكفى .
فما وجدت جوابا غير أن أقول لها عوضك على الله في عمرك . والحمد لله عندك اولاد سيعوضونك . فقالت للأسف الشديد يريدون الأولاد معهم لأنهم كبروا .
وفكرت في أن كثيرا من الزوجات في الريف تحديدا تتعرض لحالات مختلفة من الظلم .
فماذا أقول لهذا الزوج الظالم الذي احتفظ بفتاة في مقتبل العمر ومحرومه من حياة زوجية سعيدة أو حتى تعيسة ولكنها مشاركة .
ماذا أقول لأهلها الذين زوجوها قبل السن القانوني ، لا أعرف طمعا في المال ، ولا قصورا في التفكير، ولا تخلصا من المسئولية .
ولا ماذا أقول لكل ام زوج لا تريد لأبنها السعادة مع زوجته وتظل تحارب من أجل أن تبعده عنها وتستغلها في خدمتها .
اغلب الحموات لا تريد لأبنها أن يأخذ زوجته معه الخارج ، ولا اعرف لماذا ؟
ولا اعرف لماذا يطيع الابن اهله فيما حرمه الله ، ويحرم نفسه وزوجته و أولاده من حياة أسرية سعيدة . والغريب أن هؤلاء الناس لا يكتفون من المال . بل يظل يعمل أعواما وأعوام دون أي شعور بالشبع ، حتى يعود ميتا ، أو يعود غير قادر على أي عمل .
أقول للآباء
أرجوكم قبل تزويج بناتكم فكروا جيدا ، و احفظوا لهم حقوقهم الغير مالية قبل المالية .
وأقول للأمهات: لا تظلموا أولادكم وتفرقوا بينهم وبين أسرهم . وأقول لكل رجل متزوج : الله سيحاسبك انت عن حقوق زوجتك وأولادك ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
وأقول للبنات الزواج ليس الفستان الأبيض والفرح
الزواج مسئولية ومشاركة وحياة .
والحياة نفسها مجرد أيام تنقضي ولا تعود .
كواعب البراهمي تكتب: الظالمون في النار
