الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن حرام؟.. علي جمعة يجيب

هل ترك سجدة التلاوة
هل ترك سجدة التلاوة

لاشك أن أهمية سؤال هل ترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن حرام  ؟ تنبع من ارتباطها بكلام الله سبحانه وتعالى ، فمن يدركون قدر القرآن الكريم لا يتهاونون بأي شيء يتعلق به ، ومن هذا سجدة التلاوة التي تقابلهم في بعض الآيات بسور القرآن الكريم ، فإذا كنت حريصًا على قراءة القرآن فهنا ينبغي معرفة كل ما يتعلق به ومن هذا الكل سجدة التلاوة ، ولعل هذا ما يطرح سؤال هل ترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن حرام؟  بقوة .

هل ترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن حرام  

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف،  إن ترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن من المصحف الشريف ليس حرامًا.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأوضح " جمعة " عبر صفحته ، في إجابته عن سؤال : ( هل ترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن حرام ، أي هل حرام إننا لا نسجد عند قراءة سجدة التلاوة بالمصحف الشريف؟)، أن سجود التلاوة عند قراءة القرآن الكريم سُنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

ونبه إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد فعل الأمرين ، حيث سجد للتلاوة عند قراءة القرآن الكريم ، وفي أحيان أخرى ترك سجود التلاوة ، ليعلمنا أن سجدة التلاوة عند قراءة القرآن الكريم ليست فريضة وإنما هي سُنة كبقية السُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها .

سجود التلاوة

فيه جاء الحديث الوارد عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ - وَفِي رِوَايَةِ: يَا وَيْلِي-، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»، أخرجه مسلم في صحيحه، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد» أخرجه البخاري في صحيحه.

دعاء سجود التلاوة

يقال  دعاء سجود التلاوة عند قراءة آية قرآنية بها سجدة، حيث يؤدى سجدة عادية كما في سجود الصلاة، ويردد دعاء السجدة وهو: «سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته»، فقد ورد دعاء السجدة فيما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن: «سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته» أخرجه الترمذي في سننه، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

حكم سجود التلاوة

ورد في حكم سجود التلاوة أنه سُنة مؤكدة لا ينبغي تركها، فإذا مرَّ الإنسان بآية سجدة فليسجد سواء كان يقرأ في المصحف، أو عن ظهر قلب، أو في الصلاة، أو خارج الصلاة، وأما السُنة المؤكدة فلا تجب ولا يأثم الإنسان بتركها؛ لأنه ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ السجدة التي في سورة النحل على المنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأخـرى فلم يسجد، ثم قال: "إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء"، وذلك بحضور الصحابة رضي الله عنهم.

والراجح عند جمهور العلماء أن سجود التلاوة حكمه حكم صلاة النافلة، فيشترط فيه ما يشترط فيها من طهارة حدث وخبث وستر عورة واستقبال قبلة، وإليك الأدلة على ذلك من كلام أهل العلم، قال الإمام النووي في المجموع: وحكم سجود التلاوة حكم صلاة النافلة يفتقر إلى الطهارة والستارة واستقبال القبلة لأنها صلاة في الحقيقة، وقال ابن قدامة في المغني: «شرطها الطهارة واستقبال القبلة إلى آخر شروط الصلاة، وكذلك الحكم عند المالكية كما صرح به خليل في مختصره وبينه شروحه».

ويمكن القول أن سجود التلاوة هو سُنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عقب قرآءة الآيات التي تُبيّن مواضع السجود وهي خمس عشرة آية، وهو سُنة في الصلاة وفي غير الصلاة، ولا يترتب على تركها إثم، ولكن الأفضل والأولى فعلها، أي يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، ويؤديها الشخص عند قراءة آية قرآنية فيها سجدة، وفيها يردد دعاء السجدة أو دعاء سجود التلاوة.