EN 
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية 2023، حيث ينطلق المؤتمر خلال الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر في مصر، في إطار التزامات مصر الدولية تجاه القضايا السكانية، وتأكيدا على الجهود المبذولة في تحقيق الاستفادة القصوى من عائدها الديموغرافي.
ويعكس المؤتمر اهتمام القاهرة بملف السكان، ووضع خطط واقعية للارتقاء بجودة حياة الإنسان، ومن المتوقع أن ينتج عنه توصيات وقرارات هامة لتحسين جودة حياة المواطن المصري، من خلال الاهتمام بالرعاية الصحية، والاجتماعية.
إنشاء 24 مدينة جديدة
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته بالمؤتمر، إن الدولة كانت حريصة على بناء احتياطيات تجابه كل التحديات التي تواجهنا في مصر وفي أولويتها الزيادة السكانية، موضحا أن تقدير الموقف الخاص بالزيادة السكانية استوجب من الدولة إنشاء 24 مدينة جديدة، مؤكدا أن مصر قادرة على تجاوز كل التحديات التي تواجهها.
وأضاف: أتصور المجلس القومي للسكان محتاج ياخد قوة دفع أكثر من أجل مواجهة الزيادة السكانية، ومحتاج أقل ما يمكن أن نعزز دوره خلال المرحلة دي؛ لتحقيق شكل من أشكال النجاح، دولة رئيس الوزراء مسؤول، رئيس المجلس في المرحلة دي، لكن بقول تاني الدولة كلها لازم تشارك.. الإعلام ورجال الدين في المسجد والكنيسة المثقفون والمفكرون محتاجين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني.. الكل مدعو لمواجهة الزيادة السكانية».
حل أزمة الزيادة السكانية
في هذا الصدد، قال أحمد شحاته، المتخصص في ملف التنمية العمرانية، إن إنشاء مصر لـ 24 مدينة جديدة يمكن أن يساهم في استيعاب النمو السكاني، عبر طرق عدة، كالتالي:
- زيادة السعة السكانية: بناء مجموعة كبيرة من المدن الجديدة يسمح بإيجاد سعة سكانية إضافية لاستيعاب النمو السكاني، وتوفر هذه المدن الجديدة فرصًا للسكان للعيش والعمل في مناطق مختلفة، مما يقلل الضغط على المدن القائمة ويسمح بتوزيع السكان بشكل أكثر توازنًا.
- توفير الإسكان المعتدل التكلفة: تصميم المدن الجديدة بطريقة تتيح توفير الإسكان المعتدل التكلفة يعزز استيعاب النمو السكاني، يوفر هذا النوع من الإسكان فرصًا للعديد من الفئات الاجتماعية للعيش في المدن الجديدة ويساهم في توازن النمو السكاني.
- توفير فرص العمل: تشجيع الاستثمار وتوفير فرص العمل في المدن الجديدة يسهم في استيعاب النمو السكاني، ويمكن أن تكون المدن الجديدة مراكز للنشاط الاقتصادي والصناعي، مما يعزز فرص العمل ويجذب السكان إلى تلك المناطق.
- تطوير البنية التحتية: توفير البنية التحتية الكافية في المدن الجديدة يعد عاملاً هامًا لاستيعاب النمو السكاني، ويجب أن تتضمن البنية التحتية المياه والصرف الصحي والكهرباء والنقل والمدارس والمستشفيات والمرافق الترفيهية، مما يجعل المدن جاذبة للسكان ويوفر لهم حياة مريحة ومرافق متكاملة.
- التخطيط الحضري المستدام: يجب أن يكون التخطيط الحضري للمدن الجديدة مستدامًا ومتكاملاً، ينبغي أن يتم تصميم المدن بطريقة تعزز الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مما يضمن استمرارية التطور العمراني والاستيعاب الفعال للنمو السكاني.
أهمية التخطيط المستدامة
وأضاف شحاته، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التخطيط المستدام يلعب دورا حاسما في استيعاب النمو السكاني في المدن، لان الاستدامة تساعد على حماية وإدارة موارد البيئة بشكل فعال، حيث يتم تصميم المدن الجديدة بطريقة تقلل استهلاك الموارد الطبيعة، وتقليل الانبعاشات الضارة وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، موضحا أن توفير المساحات الخضراء والمفتوحة أيضا يسهم في توفير بيئة طبيعية مريجة للسكان وتعزيز الصحة والرفاهية، كما تلعب هذه المساحات دورا في تحسين جودة الهواء وتحفيف الحرارة الناجمة عن الجفاف الحضري.
وتابع أن التخطيط المستدام يساهم في توفير ما يلي:
- تنوع الاستخدامات الأرضية: يسعى التخطيط المستدام إلى تحقيق تنوع في استخدامات الأرض بحيث يكون هناك توازن بين المساكن والأعمال التجارية والمرافق العامة والمساحات الترفيهية والتجارب الزراعية. يساعد ذلك في توفير فرص متنوعة للعيش والعمل والترفيه في المدينة الجديدة.
- النقل المستدام: يهدف التخطيط المستدام إلى توفير نظام نقل فعال ومستدام في المدن الجديدة. يتضمن ذلك توفير مرافق للمشاة والدراجات الهوائية والنقل العام الموثوق به. يساهم نظام النقل المستدام في تقليل ازدحام المرور وانبعاثات الغازات الضارة وتحسين جودة الهواء.
- الحياة المجتمعية والثقافية: يعزز التخطيط المستدام الحياة المجتمعية والثقافية في المدن الجديدة. يتم توفير المساحات العامة والمرافق الثقافية والاجتماعية التي تعزز التفاعل والتواصل بين السكان وتعزز الانتماء للمجتمع المحلي.
