الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكوكب يحترق.. ارتفاع كبير في درجات الحرارة وتحذير لهذه الدول

التغيرات المناخية
التغيرات المناخية

يكثر الحديث هذه الأيام حول موجة الحرارة المرتفعة التي تضرب جميع دول العالم بلا استثناء ، فقد شهدت مناطق كثيرة درجات حرارة قياسية، خاصة بداية من شهر يوليو 2023 .

الأكثر حرارة على كوكب الأرض

 

أفاد العلماء أن هذا الصيف كان الأكثر سخونة على الإطلاق وبهامش كبير، وكانت الفترة من يونيو إلى أغسطس هي الفترة الأكثر دفئًا على كوكب الأرض منذ بدء السجلات العام 1940، وفقًا لبيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

وبلغ متوسط ​​درجة الحرارة العالمية هذا الصيف 16.77 درجة مئوية (62.19 فهرنهايت)، وفقًا لكوبرنيكوس، وهو ما يزيد بمقدار 0.66 درجة مئوية عن متوسط ​​الفترة من 1990 إلى 2020 - متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في أغسطس 2019، بنحو 0.3 درجة مئوية.

عادةً ما يتم كسر هذه السجلات، التي تتتبع متوسط ​​درجة حرارة الهواء في جميع أنحاء العالم، بمقدار أجزاء من المئات من الدرجة.

وهذه هي المجموعة الأولى من البيانات العلمية التي تؤكد ما كان يعتقد الكثيرون أنه أمر لا مفر منه حيث لقد كان صيفًا حارًا للغاية بالنسبة لأجزاء من نصف الكرة الشمالي - بما في ذلك أجزاء من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان - مع موجات حر قاتلة ومحطمة للأرقام القياسية ودرجات حرارة غير مسبوقة في المحيطات.

ويشار إلى أن كوكب الأرض شهد أكثر الشهور حرارة في يونيو على الإطلاق، تلاه شهر يوليو الأكثر سخونة وكلاهما حطم الأرقام القياسية السابقة بهوامش كبيرة.

دول مهددة

كان قد قال صندوق النقد الدولي في تقرير نُشر مؤخراً : إن تغير المناخ يهدد بتفاقم النزاعات في الدول الهشة في جميع أنحاء العالم وبزيادة الوفيات، وإنه في حين أن الصدمات المناخية وحدها قد لا تؤدي إلى اضطرابات جديدة، إلا أنها "تؤدي إلى تفاقم النزاعات بشكل كبير، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم عوامل الهشاشة" مثل الجوع والفقر والنزوح.

وتوقع التقرير أن بحلول عام 2060، قد تزيد الوفيات الناجمة عن النزاعات بنسبة 8.5% من السكان في ما يسمى بالدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات، وبنسبة تصل إلى 14% في تلك الدول التي تواجه ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة.

وحذر صندوق النقد الدولي من أن أكثر من 50 مليون شخص في هذه البلدان قد يقعون فريسة الجوع بحلول عام 2060 بسبب انخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع الأسعار.

ويصنف البنك الدولي 39 دولة تضم ما يقرب من مليار شخص و43 % من فقراء العالم على أنها بلدان هشة ومتأثرة بالنزاعات، وأكثر من نصف هذه الدول التي تتحمل أعباء تغير المناخ بشكل غير متناسب، تقع في إفريقيا.

وقال صندوق النقد الدولي، إنه بحلول عام 2040، قد تواجه هذه الدول 61 يومًا في السنة تبلغ فيها درجات الحرارة أعلى من 35 درجة مئوية في المتوسط، أي أربع مرات أكثر من الدول الأخرى.

وأضاف "إن الحرارة الشديدة، إلى جانب الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر تواتراً التي تصاحبها، ستعرض صحة الإنسان للخطر وتضر بالإنتاجية والوظائف في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والبناء". 

وقاية للإنسان من الحرارة

قال ستيفان ويت طبيب الطوارئ في كلية الطب بجامعة واشنطن، إن جسد الإنسان مذهل، يمكنه التكيف مع الحرارة في ظل ظروف معينة، لافتاً إلى أن هذا التكيف يستغرق وقتا ولا يكون عبر الخروج والتعرض للحرارة الشديدة بشكل مفاجئ وسريع، حتى لا يتعرض الشخص لتداعيات صحية، وذلك وفقا لاستعراض طرق آمنة لتمرين الجسم على التعامل بشكل أفضل مع ارتفاع درجات الحرارة.

كما أوضح الأستاذ في علم وظائف الأعضاء دابليو لاري كيني، أن أفضل طريقة لتأهيل الجسد هو بتعريضه بشكل آمن لفترات قصيرة من الحرارة والرطوبة، وزيادة مدة هذه الفترات بشكل تدريجي، مضيفا أن هذه العملية تُعرَف بـ "التأقلم الحراري"، مضيفاً أن هذا التأقلم يعمل على توسيع حجم البلازما في الجسم وزيادة كميات الدم، ما يعني أن القلب لن يكون مضطرا لبذل جهد مضاعف وأن أجسامنا تحوي المزيد من السوائل التي تعوض عملية التعرّق الضرورية للحفاظ على برودة الجسد.

كما تابع أنه يمكن لمن يعيشون في مناطق تشهد درجات حرارة منخفضة في الظروف العادية، أن تستغرق عملية تعوّد أجسادهم على الحرارة نحو أسبوع أو أسبوعين، داعياً إلى ضرورة العمل على تأهيل الجسد للحرارة قبل وصول الموجات شديدة الحرارة بالفعل، لأن حينها ربما يكون الأوان قد فات لذلك.

و كان قد دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في الاشهر القليلة الماضية، إلى اتخاذ إجراءات جذرية فورية تتعلق بالتغير المناخي، مؤكدا ًأن درجات الحرارة المرتفعة بشكل كبير في يوليو تؤشر إلى بدء "عصر الغليان العالمي".

وقال غوتيريش في نيويورك إن موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالية "مرعبة"، مضيفا "التغير الحراري هنا. وهو مرعب وهذه مجرد البداية.… انتهى عصر الاحتباس الحراري.…حل عصر الغليان العالمي".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غوتيرش قوله "بالنسبة للكوكب بأكمله، فإنها كارثة"، مشيرا الى أنه" باستثناء العصر الجليدي المصغر خلال الأيام المقبلة ، فإن يوليو 2023 سيحطم الأرقام القياسية في جميع المجالات".

ووصف غوتيريش الحرارة المرتفعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي بأنها "صيف قاس".

 ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن التأثيرات الشديدة للتغير المناخي تتماشى مع "التوقعات والتحذيرات المتكررة" من قبل العلماء، مضيفا أن "المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير".

ودعا غوتيريش مرة اخرى لاتخاذ إجراءات سريعة في مواجهة العواقب "المأسوية"، مشيرا مرة اخرى إلى قطاع الوقود الأحفوري.

وأضاف "الهواء غير قابل للتنفس و الحرارة لا تطاق. ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول".

 وحث "القادة على القيادة"، مردفا "لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولا".

ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن "الدمار" الذي بدأته الانسانية "يجب ألا يبعث على اليأس بل العمل" محذرا من أنه من أجل منع أسوأ النتائج على الإنسانية "تحويل عام من الحرارة الملتهبة إلى عام من الطموح الملتهب.