الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخفت أسلحة الفدائيين.. دور تحية كاريوكا في حرب فلسطين

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

ساهمت الفنانة تحية كاريوكا، بدور كبير في حرب فلسطين 1947–1949، من خلال مساعدتها الفدائيين في فلسطين، نظرًا لاهتمامها بالشأن السياسى والحياة العامة، ما جعلها مضرب المثل فى علاقة الفنان بمحيطه، ودوره المجتمعى والسياسى، كما كان لها دورًا في العديد من الحروب التي خاضتها مصر.

 

دور تحية كاريوكا في حرب فلسطين

 

وتطوعت تحية كاريوكا فى الهلال الأحمر خلال حرب فلسطين، وقالت: «علمت أن لنا جرحى يعودون من ميادين القتال، وهم فى حاجة إلى الرعاية، وقد ذهبت إلى التطوع للهلال الأحمر»، وكان لـ تحية كاريوكا، دورًا فى العدوان الثلاثى سنة 1956، فقد كان العدوان حينها يصيب المدن والمدنيين، وكانت الهجمات العسكرية على الإسماعيلية مسقط رأس تحية كاريوكا، وعلى بورسعيد والسويس فى غاية الوحشية، وقد رأت بعينها فى الإسماعيلية عشرات الجرحى، والغريب أنها وجدت ابن شقيقها من بين هؤلاء الجرحى، وعندما سألته عن والده  وهو شقيقها قال لها: «لقد استشهد»، حينها لم تبك تحية، بل تمالكت نفسها، وتحجرت الدموع فى عينها، وقالت له جملة لم تنساها تحية طوال عمرها: «البقية فى حياة مصر».

 

تحية كاريوكا: لعبنا مباراة كرة مع إسرائيل

 

وأثناء هزيمة 1967، كان دورها فنى أكثر، رغم أنها كانت تبكى على كل جريح يسقط، لكنها حولت غضبها إلى أعمال فنية لمواجهة كل أسباب الهزيمة، وقد جسدت تحية بالفعل العديد من المسرحيات السياسية الجريئة من صنع زوجها فايز حلاوة، وخلال السنوات الست بين الهزيمة والنصر كان لتحية دور كبير ومهم فى تعبئة المصريين للنصر.

وعن نصر أكتوبر قالت تحية: «لقد لعبنا مباراة كرة مع إسرائيل، وظللنا نسجل أهداف النصر طوال 11 يوما، وفى اليوم الـ12 نزل فريق ثان مثل سانتوس "الفريق البرازيلى الذى كان يلعب له بيليه فى هذا الوقت"، وساعد فريق إسرائيل، فسجل هدفا، هدفا واحدا قد تضاءل مع تسجيلنا لعشرين هدفا».

فى حرب العبور كانت تحية أكثر فاعلية فى الجبهة الداخلية، هى دائما ما كانت تصف قصص بطولات جنودنا فى المعركة بأنها تتسع لعشرات المجلدات، وقالت: «يكفى إننى لا أدخل عنبرا للجرحى إلا وأسمع توسلات الجنود قائلين:  "والنبى يا ست تحية.. الدكاترة هنا بيحبوكى وبيسمعوا كلامك، وصيهم علشان يخرجونا ونرجع نحارب من تانى"».

 

تحية كاريوكا أخفت أسحلة الفدائيين

 

ويري الكاتب محمد توفيق، فى كتابه «مذكرات تحية كاريوكا»، أنه تم إغفال الجانب الوطنى فى حياة الفنانة الكبيرة، مشيرًا إلى أنها تحدثت فى مذكراتها، التى نُشرت فى مجلة «الجيل»، عن مساهمتها فى المجهود الحربى، وأسهمت الفنانة الكبيرة فى «حرب فلسطين» عن طريق إخفاء أسلحة لمساعدة الفدائيين، وشاركت فى «قطار الرحمة» لمساعدة المحتاجين والفقراء بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.

 

تحية كاريوكا أخر عظماء الرقص الشرقي 

 

عرفت تحية كاريوكا بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، حيث طورت تحية أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي، فيما تطور بعد ذلك إلى حدوث خلط كبير بين أساليب الرقص الشرقي والإستربتيز (رقص تعري)، وفي منتصف الخمسينات اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقي وتفرغت نهائياً للسينما حيث شاركت في كثير من الأفلام السينمائية البارزة التي حملت بصمتها الفريدة في السينما المصرية منها: لعبة الست، حب حتي العبادة، شباب امرأة، حماتى قنبلة ذرية، أم العروسة، منديل الحلو، صباح الخير يا زوجتي العزيزة، خلي بالك من زوزو، الكرنك، وداعاً بونابارت، الصبر في الملاحات، إسكندرية كمان وكمان قامت فيه بأداء دورها الحقيقي في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية مرسيدس، كما قدمت مع زوجها السابق فايز حلاوة عددًا من المسرحيات الشهيرة منها روبابيكيا ويحيا الوفد.

ولعبت كاريوكا أيضاً دوراً سياسياً بارزًا حيث ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري حيث قامت بمساعدة محمد أنور السادات في هروبه من الإنجليز وحجزه في المعتقل كما تم القبض عليها عندما كانت متزوجة من ضابط من الضباط الأحرار واتهامها بمساعدته في قلب نظام الحكم وتوزيع منشورات، وتأثراً بشخصيتها الكاريزميه كتب أكثر من كاتب ومثقف عربي العديد من الدراسات عن تحية كاريوكا أهمها الدراسة التي كتبها الكاتب الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد.