الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا لا نقول البسملة في سورة التوبة؟ كثيرون لا يعرفون السبب

صدى البلد

البسملة آية فاصلة بين السور يؤتى بها في ابتداء كل سورة عند قراءة القرآن الكريم، فإذا أراد الإنسان قراءة الفاتحة في الصلاة فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أولًا ثم يقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، إلا عند سورة معينة لا نقول فيها البسملة لا يعرفها الكثير وهي سورة “التوبة”، فيتساءلون: “لماذا لا نقول بسم الله الرحمن الرحيم في سورة التوبة؟”.

دار الإفتاء المصرية قالت إنه يستحب البسملة عند قراءة سور القرآن إلا سورة التوبة، ولذلك لحكمتين، لأنها سورة ذكر فيها الجهاد وقتال الكفار وذُكر فيها وعيد المنافقين وبيان فضائحهم ومخازيهم، و‏«‏بسم الله الرحمن الرحيم‏» يؤتى بها للرحمة وهذا الموطن فيه ذكر الجهاد وذكر صفات المنافقين، وهذا ليس من مواطن الرحمة بل هو من مواطن الوعيد والتخويف،‏‏ فلذلك لم تذكر ‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم‏"‏ في بدايتها‏.

الحكمة الثانية وهي أن سورة التوبة مكملة لسورة الأنفال، فلذلك لم تأت في بدايتها ‏«‏بسم الله الرحمن الرحيم‏»، وقال هذين الرأيين العلماء قديمًا.

الحكمة من نزول سورة التوبة بدون بسملة

تعد سورة التّوبة "مدنية" نزلت بعد الهجرة النبوية وعدد آياتها 129 آية، وتسمى أيضًا باسم سورة “البراءة”، وهي السّورة الوحيدة التى ذكرت فى القرآن الكريم ولم تبدأ بالبسملة، أي نزلت على الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع الوحي جبريل -عليه السّلام- ولم تبدأ بـ«بسم الله الرحمن الرحيم».

وأورد العلماء أن هناك عدة تفاسير تناولت سبب عدم بدء سورة التّوبة بالبسملة، وأقوال كثيرة في لماذا سورة التّوبة بدون بسملة منها:

القول الأول: وهو الأقوى عند أهل العلم أن «بسم الله الرحمن الرحيم» عند الله تعني الرحمة والله صفته الرحمن الرحيم يعني الرحمة، ولما أنزل الله تعالى سورة التّوبة تبرأ الله تعالى من المشركين والكفار ولم يرحمهم، ولذلك سميت سورة التّوبة بسورة البراءة لأن الله عزّ وجلّ تبرأ من المشركين والكفار وأمر بقتلهم و براءة من العهد الذي كان بين المسلمين والمشركين في مكة المكرمة الذي نقضه المشركين في صلح الحديبية.

أما القول الثّاني: فيتلخص في أن العرب جرت عندهم العادة في الجاهلية حسب ما هو متعارف عندهم في قبائلهم أنهم إذا أرادوا أن يرسلوا كتابا كان الكتاب فيه وعيد ونقض للوعد والعهد يكتبونه بدون مقدمة، وعندما نزلت سورة التّوبة أرسل الرسول -عليه الصلاة و السلام- علي بن أبي طالب إلى المشركين يخبرهم بنقض العهد وقرأ سورة التّوبة عليهم ولم يبدأها بكلمة بسم الله الرحمن الرحيم أي إشارة لنقض العهد، أي هذا الأمر لا رحمة فيه، وفيه براءة من المشركين ومن عهدهم وميثاقهم الذي نقضوه.

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، إن حكم قراءة البسملة في القرآن ليس واحدًا، فهي آية من سورة الفاتحة، وسُنة في غيرها من السور، وإذا قيلت البسملة لا بأس.

وأضاف «عاشور»، في تصريح بإحدى الفضائيات، أن قراءة البسملة في بداية سورة التوبة ليست حراما، إنما مكروهة، مشيرًا إلى أن سورة التوبة هي السورة الوحيدة التي تخلو من البسملة، ويكثر بها ذكر الكافرين والمنافقين، مبررًا اختلاف العلماء عليها، لكن الأرجح أنها مكروهة، وبالنسبة لقراءة البسملة بمنتصف السورة، فالأولى ألا تتم.

لماذا لا نقول بسم الله الرحمن الرحيم في سورة التوبة؟

قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سورة "التوبة" جاء أولها {بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فكانت هذه براءة، ولذلك سميت الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، ثم إنها أيضا موصولة بسورة "الأنفال".

وأضاف "وسام"، أن هذه المعانى كلها إنما هى تفسير لعدم ذكر البسملة فيها وهذا أمر توقيفي، فالشريعة أتت بأن هذه السورة ليس فى أولها بسملة، مُشيرًا إلى أن هذه السورة ليس بها بسملة وهذا إذا ما قرأتها من أولها أما إذا ما قرأتها من أوسطها أو جاوزت مفتتح السورة فيجوز لك البسملة.