الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤرخ عاصم الدسوقي لـ صدى البلد: تدمير المسجد الأقصى جزء من عقيدة الصهاينة وهدف إسرائيل الاستيلاء على قطاع غزة وشمال فلسطين بشكل كامل

صدى البلد

يعتبر الكثيرون أن معركة طوفان الأقصى التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر الماضي قد تغير طبيعة الصراع داخل فلسطين، وهو الصراع الذي يستحوذ على اهتمام المجتمع الدولي منذ سنوات عديدة، إذ يشير هذا الصراع بتعقيداته السياسية والتاريخية والثقافية، لكثير من الأمور، كما أنه يفتح الجدل الواسع النطاق والتناقضات العميقة التي تحيط بالمنطقة بأكملها. لذا، فإن فهم تطوراته وتحليله يتطلب وجهات نظر متعددة ومتنوعة.

واحدًا من الخبراء البارزين في دراسة التاريخ والصراعات في المنطقة هو المؤرخ الكبير دكتور عاصم الدسوقي، إذ يتمتع الدسوقي بخبرة واسعة في تحليل الأحداث التاريخية وفهم العوامل المؤثرة في الصراعات في الشرق الأوسط. من خلال دراسته العميقة للأحداث والمصادر المتاحة، يقدم الدسوقي رؤية غنية ومتوازنة للصراع بين إسرائيل وحماس.

لذلك أردنا البحث مع الدسوقي في الأسباب التاريخية والسياسية للصراع، والتحولات التي طرأت عليه على مر الزمن. 

 

السيطرة على العالم

 

 المؤرخ عاصم الدسوقي قال في تصريحات خاصة لـ صدى البلد: الدولة الصهيونية تسيطر على  الولايات المتحدة الأمريكية في حين تسيطر الولايات الأمريكية على العالم، ويقوم الصراع بينهما على أساس ديني، إذ قام مارتن لوثر بانتقاد الكنيسة الكاثوليكية واتهامها بالتصرفات التي ليس لها أصل في الإنجيل، مثل بيع صكوك الغفران وتبرع المذنبين للكنيسة بهدف الحصول على الغفران. ولدعم حججه، قام لوثر بترجمة الإنجيل إلى اللهجة الألمانية، بحيث كانت اللغة اللاتينية هي اللغة المعتمدة في ذلك الوقت، ولكن الناس كانوا يتحدثون لهجات خاصة بهم، مثل استخدام اللغة العربية في مصر. وعندما انتشرت هذه الحركة وتعرضوا لانتقادات من الكنيسة، أعلن لوثر ذلك أمام الجميع وأحرق الترجمة، فهاجمته الكنيسة وطردته من رحمتها كما يقال وجاءه هذا القرار فأعلنه أمام  الجميع وأحرقه فبدأ الهجوم عليه وعلى الذين اعتنقوا أفكاره وعرفوا بالبروتستانت وهي تعني المحتج ولكنه كان يقدم نفسه أنه إنجيلي أي بالمعنى الذي ورد بالإنجيل وليس المعنى الذي ورد في كتب القساوسة.

هجرة اليهود والبروتستانت إلى الولايات المتحدة الامريكية

 

واستطرد عاصم في ذلك الوقت، اكُتشفت القارة الأمريكية، وهاجر البروتستانت إلى الولايات المتحدة، وكذلك اليهود الذين هاجروا من أوروبا الكاثوليكية، بسبب تعاملهم بالربا وتعاونهم مع أعداء ألمانيا، وحدث تحالف بين الجانبين يستند إلى هدفين، هدف الإنجليين هو العودة الى أورشليم وهي القدس وكان شرط اليهود للعودة إلى أورشليم بأنه لابد من إعادة بناء هيكل سليمان، وتحطيم المسجد الاقصى لأن الجدار الغربي من المسجد هو حائط هيكل سليمان الذي يصلي عليه اليهود حتى الآن، وهذا التحالف الذي يقوم على المعتقد الديني يجعل الولايات المتحدة تساند إسرائيل في تصرفاتها تجاه العرب غير اليهود.

القضاء على حماس 

 

وأضاف عاصم الدسوقي: يسعى هؤلاء الأشخاص إلى الاستيلاء على قطاع غزة وشمال فلسطين تدريجيًا، حتى تصبح الضفة الغربية هي أخر فقط ما تبقى من فلسطين، لذلك فالطوفان الذي قامت به حركة المقاومة الاسلامية حماس يهدف لأخذ مكان منظمة فتح التي تتولى قيادة الفلسطينين ضد الاحتلال، وطبعًا هنا كان الرد الاسرائيلي ليس فقط احتلال غزة ولكن القضاء على حماس لأنها تقوم بدور خفي، لدرجة جعلت اسرائيل تدخل المستشفيات للبحث عنهم دون رحمة؛ لذلك لن تنتهي الحرب قبل تنفيذ طلبات إسرائيل وهم يطالبون بالإفراج عن الرهائن ولكنها مقدمة للسيطرة على حماس نفسها.