الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحفية صينية: العلاقات بين واشنطن وبكين الأهم في العالم وتطويرها يتطلب مصداقية الطرفين

صدى البلد

نجح الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، في عقد قمة ناجحة على هامش قمة “أبيك”، التي تنعقد هذا العام في مدينة سان فرانسيسكو.

وفي هذا الصدد أجرينا ذلك الحوار مع الصحفية والباحثة الصينية وانج مويي.

هل سيكون هذا اللقاء "كافيا" لتهدئة التوتر بين البلدين؟

حقّقت محادثات الرئيس شي مع بايدن نتائج مثمرة في مختلف المجالات. حيث توصلت الصين والولايات المتحدة إلى أكثر من 20 توافقا في مجالات السياسة والدبلوماسية والتبادلات الثقافية والحوكمة العالمية والأمن العسكري وإلخ. مما يلعب دورا إيجابيا في تخفيف الوضع المتوتر وتوجيه تنمية العلاقات الصينية الأمريكية التي تعتبر أهم العلاقات الثنائية في العالم في المستقبل.

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاجتماع: التنافس بين الدول الكبرى لا يمكن أن يحل المشكلات التي تواجه الصين والولايات المتحدة أو العالم، وهذه الكرة الأرضية واسعة بما يكفي لاستيعاب البلدين، ونجاح أي دولة منهما يمثل فرصة للأخرى. كما أكد الجانب الأمريكي على موفقه المتمثل في الاهتمام بعلاقته مع الصين ورغبته في الحفاظ على التواصل مع الصين، وأعرب أن موقفه من "سياسة الصين الواحدة" لم يتغير ولا يدعم "استقلال تايوان". ما يعرض موقفه الإيجابي من استقرار وتطوير العلاقات بين الدولتين.

ولكن علينا أن ندرك بوضوح أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن احتواء الصين و فرض الضغط عليها بسهولة. من وجهة نظر الجانب الأمريكي، تخفيف توتر علاقات الدولتين إجراء مناسب مؤقتا. لأن الولايات المتحدة قد فرضت مختلف العقوبات على الصين، ولكن لم تحقق النتائج المتوقعة حتى جعلت نفسها تتورط في المأزق الاقتصادي. والعام المقبل هو عام تجرى فيه الانتخابات الرئاسية، وأصبح الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة شرسا على نحو متزايد.

ففي ظل هذه الظروف، اضطرت الولايات المتحدة إلى تخفيف أعمالها العدائية ضد الصين مؤقتا من أجل استقرار وضعها.

إضافة إلى ذلك، تظل قضية تايوان إحدى القضايا الرئيسية في علاقات الدولتين. بشأن هذه القضية، قالت الولايات المتحدة شيئا وفعلت شيئا آخر مرارا وتكرارا. فإذا لا تتخلى الولايات المتحدة عن استراتيجيتها "استخدام تايوان لاحتواء الصين"، ما زالت تواجه علاقات الدولتين تحديات كبيرة.

فإن تطبيق نتائج الاتصالات والتوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين وتحسين علاقات الدولتين بشكل فعال يتطلب مصداقية الطرفين.

هل حقق التعاون الثنائي بين الصين والولايات المتحدة تقدما في حل المشاكل العالمية؟

تبادل رئيسا الدولتين في الاجتماع وجهات النظر بشكل صريح ومتعمق بشأن القضايا الرئيسية في العلاقات الصينية الأمريكية وسلام العالم وتنميته.

وفي مجال الحوكمة العالمية، أكد رئيسا الدولتين على أهمية تسريع الصين والولايات المتحدة جهودهما في مواجهة أزمة المناخ، نظرا أن تغير المناخ يشكل تهديدا للبشرية جمعاء الآن. فاتفق الجانبان على الدفع المشترك لإقامة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28) في دبي بنجاح وإطلاق "الفريق العامل المعني بتعزيز العمل المناخي" بين الصين والولايات المتحدة وإلخ.

يتمثل تقدم كبير آخر في الاجتماع في المجال العسكري. حيث اتفق الجانبان على استعادة الاتصالات الرفيعة المستوى بين جيشي الدولتين على أساس المساواة والاحترام، واستعادة اجتماعات العمل بين وزارتي الدفاع الصينية والأميركية، واستعادة اجتماعات آلية التشاور للأمن العسكري البحري الصيني الأمريكي، وإجراء مكالمة هاتفية بين قادة المسرح للجيشين الصيني والأمريكي. في بداية أغسطس من عام 2022، زارت بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينذاك تايوان، سلوكها هذه عبارة عن استفزاز للصين، وتدخلت بشدة في شؤون الصين الداخلية، ما يؤدي إلى توقف الحوار والتبادلات بين الجيشين الصيني والأمريكي.

استعادة الاتصالات الرفيعة المستوى بين جيشي الدولتين تساعد على تقليل سوء التفاهم وزيادة الثقة المتبادلة وتقديم مساهمات أكبر للسلام والاستقرار العالميين.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجانبان عن إقامة حوار حكومي حول الذكاء الاصطناعي، وإنشاء فريق مشترك للتعاون في مكافحة المخدرات بين الصين والولايات المتحدة، وزيادة الرحلات الجوية بشكل كبير، وتوسيع التبادلات في مجالات التعليم والطلاب الأجانب والشباب والثقافة والرياضة والصناعة والتجارة وإلخ.

هل تشهد العلاقات الصينية الأميركية نقطة بداية جديدة؟

دفع اللقاء بين شي وبايدن العلاقات الصينية الأمريكية إلى نقطة حاسمة، وأرشد الاتجاه لتحسين وتطوير العلاقات الصينية الأمريكية. فيعتبر الكثير أن سان فرانسيسكو هي نقطة انطلاق جديدة لتحقيق استقرار العلاقات الصينية الأميركية.

أظهرت الصين الإخلاص الكافي سعيا لتحقيق استقرار العلاقات الصينية الأمريكية وتحسينها. وتعارض الصين بشدة ما طرحته الولايات المتحدة عن تحديد العلاقات الصينية الأمريكية بالمنافسة. أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "التنافس بين الدول الكبرى لا يمكن أن يحل المشكلات التي تواجه الصين والولايات المتحدة أو العالم". ويجب التمسك بالمبادئ الأساسية الثلاثة "الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين" في التعامل مع العلاقات الصينية الأمريكي.

كما تظهر الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها إدارة بايدن تصميمها على تحسين التواصل مع الصين وحل الخلافات، ما وضع الأساس لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية في المستقبل.

مع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل التحديات والتعقيدات ضمن العلاقات الصينية الأمريكية. حيث لا يمكن للعلاقات الصينية الأمريكية تقديم مساهمة أكبر للسلام والرخاء العالميين إلا من خلال الاحترام المتبادل والتشاور على قدم المساواة والجهود المشتركة.