الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة.. إثيوبيا تواصل الملء والقاهرة تتمسك بالمفاوضات.. هل تقدم حلولا؟

سد النهضة
سد النهضة

كشف الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري ، أن هناك جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة ستعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد أسبوعين، وتحديدا أيام 16 و17 و18 ديسمبر الجاري.

مفاجأة بعد أسبوعين

أعلن هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، موعد الجولة المقبلة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

وقال سويلم، خلال تصريحات إعلامية أمس  الجمعة، إن جولة جديدة من المفاوضات ستُعقد في أيام 16 و17 و18 ديسمبر الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأضاف وزير الموارد المائية والري: "مستمرون في هذه التوجيهات بناء على توجيهات رؤساء الدول لاستكمال هذا التكليف بإجراء المفاوضات"

يشار إلى أنه في يوليو 2023 شهدت مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا تطورا جديدا بعد فترة من الجمود، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي و آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، لاستئناف المناقشات، وكان أبرز ما ناقشه الزعيمان حينها هو مسألة جمود المفاوضات الخاصة بأزمة سد النهضة وكيف يمكن تجاوزها حيث اتفقا على النقاط التالية حينها:

  • جدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.
  • اتفق الزعيمان على ضرورة الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.
  •  ومن المقرر أنه خلال فترة هذه المفاوضات، أوضحت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.

أزمات الشرق الأوسط 

في هذا الصدد قال شريف سمير الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير الاهرام، إنه وسط حالة الغليان التي يعاني منها الشرق الأوسط بعد اشتعال المشهد في قطاع غزة وأصبح العالم الآن منشغلا بأحداث حرب الإبادة  التي تتم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فكان لابد ان يكون هناك تفكير في أمور اخرى حتى تستقيم الحياة وتستقر الامور، مشيراً إلى أن مصر تحاول من خلال فتح ملف سد النهضة مرة اخرى ان تحرك المياه الراكدة في هذه البحيرة وتحاول ان تحافظ وتجدد حرصها وتجدد التزامها بحقوقها المائية، ومن المتوقع أن يكون هناك تحريك في هذا الملف ويكون هناك تجديد لموقف مصر الثابت لعدم المساس بحقوقها المائية باعتبار ان المياه امن قومي ولا اتوقع ان تستجيب الحكومة الاثيوبية او يستجيب الجانب الاثيوبي لحدوث انفراجة نظرا لان الجانب الاثيوبي لا يبدي اي مرونة فيما يتعلق بهذا الملف ويحاول ان  يضع الكثير من العقبات .

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" المسألة ستستغرق اشواطا كثيرة مشيراً إلى أن هذه الجلسات جلسات افتتاحية او جلسات لاستكمال حلقات النقاش والمفاوضات حول سد النهضة، ومن ناحية اخرى تتعامل مصر بشكل فيه قدر من الذكاء فيما يتعلق بمعالجة أزمة نقص المياه من خلال سلسلة من المشروعات التي تبنتها فيما يتعلق بتحلية مياه البحر و السعي وراء تحلية او الاستفادة من إعادة تكرير مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية، فضلاً عن الالتزام بالاستصلاح الزراعي وتوسيع رقعته.

استكمل : مصر تسير في اتجاهات اخرى موازية لضمان ان يكون هناك مصادر بديلة للمياه حتى لا يكون هناك اعتماد كامل او كلي على حصص مصر المائية من نهر النيل تحسبا لاي ظروف طارئة او مفاجآت في المشهد المستقبلي وهذا ذكاء سياسي يقتضي ان تكون هناك بدائل اخرى ويكون هناك مصادر اخرى وتنويع في مصادر المياه حتى لا يكون هناك عجز أو فقدان لاي مصدر من المصادر، مشيراً إلى أن الاعتماد الكامل او الرهان بشكل كامل على نهر النيل اصبح الان رهان يحمل الكثير من المخاطر وكثير من المجازفة ، فبالتالي من الحكمة ان يكون هناك تفكير عملي في مصادر بديلة وهذا ما تسعى اليه مصر من خلال مشروعاتها الداخلية .

من جانبه قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية ، إن الجولة الجديدة في ملف سد النهضة من المفترض أن تكون مثمرة خاصة أن مصر تتحلى وتتسم بالصبر الاستراتيجي وبالحلم الاستراتيجي ولا تريد ان تزيد الوضع سوءا وتفاقماً، كما أن مصر لا تريد مزيداً من التوتر وإنما دائما رائدة في الاستقرار وترغب في تحقيق المنافع للكل.، كما أنها تلتزم باحترام قواعد القانون الدولي.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه من المفترض أن تستجيب إثيوبيا من اجل الصالح العام وصالح الشعبين المصري الإثيوبي ومن اجل استقرار هذه المنطقة، ونأمل ان تساهم هذه المفاوضات في تحريك ساكناً ، مشيراً إلى أن السياسة أحادية الجانب لن تجلب الا مزيدا من عدم الاستقرار،  ومصر في النهاية اذا ما رأت ان هناك مخاطر حقيقية فلن تلتزم الصبر.