الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر ترد بقوة على المتاجرين بدورها في غزة.. إدخال 2312 شاحنة للقطاع

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

لم تتخلَ مصر يوما عن القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم، وظهر هذا جليا في موقفها الثابت والرافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومساعي تل أبيب لإجبار أهالي القطاع على الهجرة قسريا وترك أراضيهم.

وعملت مصر على مساعدة سكان غزة إنسانيا بجانب الدعم السياسي والدبلوماسي المقدم لهم، وذلك من خلال تحويل محافظ العريش لمركز لتقديم الخدمات الإنسانية والصحية للفارين من القتال، إضافة لاستقبال المواد الإغاثية القادمة من خارج البلاد وإدخالها للقطاع.

دعم سكان قطاع غزة

وتعاونت مصر مع قطر وبشراكة أمريكية بجهود متواصلة من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وهو ما ظهر مؤخرا حول اتفاق الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي على صفقة تبادل المحتجزين والأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية والوقود إلى مناطق قطاع غزة.

ورغم عودة القتال، إلا أن الجهود المصرية مازالت مستمرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة لحلحلة القضية الفلسطينية التي تمثل الاهتمام الأول للأمن القومي المصري.

وتؤكد مصر ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري لإنهاء الكارثة الإنسانية الحالية في قطاع غزة، وضرورة العودة للمسار السياسي، لإنهاء هذه الحرب.

كما أن مصر تؤكد ضرورة فتح المجال أمام إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية، خاصة مع توقف عدد المستشفيات عن العمل لاسيما في منطقة شمال القطاع.

وبلغت عدد رحلات الجسر الجوي حتى يوم أمس، 285 طائرة وعدد الشاحنات وصل 2312، موضحةً إدخال 37 عربة إسعاف و1788 طن وقود و3391 طن أدوية و17226 طن مواد غذائية.

وخرج حتى الآن 11067 من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية من معبر رفح، إضافة إلى 529 مصابا و1553 مصريا.

وتمكنت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من انتزاع مواقف دولية للحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية، واتساع رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى، وحرص الأطراف الدولية على التعاون المشترك لحشد الجهود الدولية من أجل دفع مسار إحياء عملية السلام، بهدف تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.

وكان آخر تلك المشاهد التحول في الموقف الأمريكي وتأكيد احترام سيادة مصر واحتياجات أمنها القومي، والالتزام بضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو أي دولة أخرى، وهو ما يعكس اعترافا بنفوذ مصر الإقليمى ودورها المؤثر في الساحة الدولية والعالمية لصالح دعم القضية الفلسطينية وحقوقها.

مصر برهنت على قوتها

واعتبر سياسيون ونواب أن نجاح مصر في فرض كلمتها وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع، جاء اعترافا بمحورية دورها في أي محاولة لحل الصراع، مؤكدين أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في 7 أكتوبر، بذلت القاهرة جهودا سياسية وإنسانية مضنية لحقن دماء الأشقاء فى غزة، والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء البريئة، ونادت المجتمع الدولي من أجل إيقاف اطلاق النار، بل ووقفت مصر كحائط صد أمام المؤامرة الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية.

ومن جانبه، صرح النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ، بأن مصر منذ بداية الأزمة وظهور الانحياز التام من بعض الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية للرواية الإسرائيلية، قامت الدبلوماسية الرسمية المصرية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري ومندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة بالعمل على توضيح الصورة الحقيقية للعالم وما تقوم به إسرائيل من مجاز//ر وجرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني وتجاوز الأمر حق الدفاع عن النفس إلى جرائم الحرب والإب//ادة الجماعية.

وأوضح أن تلك الجهود أثمرت عن تحول تدريجي في سياسات الدول بعد أن تم إحراجها أمام المجتمع الدولي خاصة بعد مؤتمر القاهرة للسلام الذي نجح في أن يجعل العالم يعود للحديث عن حل الدولتين، وأيضا ضرورة الحفاظ على المدنيين.

وتابع القط: ناهيك عن إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني وقيام مجلسي النواب والشيوخ بعقد جلسات طارئة وتظاهرات الشعوب العربية، وأيضا ما قامت به الشعوب بالعالم من تظاهرات لصالح الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن مصر نجحت في حشد الرأي العام الدولي والإقليمي نحو تغيير مواقفه لصالح الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن مصر نجحت في تغيير نظرة البعض فيما يخص التهجير القسري والاعتراف بحق فلسطين في الحصول على حقوقها وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية، مشددا أن مصر تستطيع أن تحافظ على مقدرات البلاد سواء بالأدوات الدبلوماسية أو العسكرية.

ولفت إلى أن الشعب داعم للقيادة السياسية في إدارتها للأمور، فهذه الإدارة التي تتسم بالرشادة والصبر الاستراتيجي لا يجب أن يتم اختبار نهاية هذا الصبر حتى لا يكون هناك تهديد صريح للأمن و السلم في المنطقة.

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد التايب، إن موقف مصر من الأزمة الراهنة في غزة ثابت وواضح خاصة فيما يتعلق بمسألة تهجير الفلسطينيين، والعقاب الجماعي، مؤكدا أن موقف القاهرة محسوم، وشهدنا ذلك في جلسة البرلمان اليوم.

المسار الشعبي المتلاحم

وأكد أن المسار الشعبي المصري متلاحم مع موقف القيادة السياسية المتمثل في 3 محاور رئيسية بشأن التعامل مع الأزمة، وهم: ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، ورفض الدولة المصرية كل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسلطيني واتخاذ كل المسارات السياسية والدبلوماسية وظهر ذلك في قمة القاهرة للسلام وقمة الرياض واللجنة وزراء الخارجية المنبثقة عنها، وكل ذلك هدفه التأكيد على الرفض العربي القاطع لفكرة تهجير الفلسطينين وتصفية القضية الفلسطينية، وتخفيف المعاناه عن أهلينا في غزة، وهذا محور هام جدا، تؤكد عليه الدولة المصرية من خلال تصريحات القيادة السياسية، عبر إدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة دون قيد أو شرط.

وأضاف التايب، لـ "صدى البلد"، أن مصر تبذل قصاري جهدها في حشد المجتمع الدولي، وخصصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من كل دول العالم، وقد رأينا الخطوات التي اتخذتها الدولة من أجل توفير مساعدات كبيرة جدا، وبذلت مجهودات كبيرة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن موقف مصر يتضح من خلال الـ3 محاور السابقة.

وأكد أن الردود المصرية تؤكد دائما على المسار الدبلوماسي سواء في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو كل مسار ومحفل دولي، لأن الهدف الرئيسي هو تغيير الموقف العالمي تجاه ما يحدث في فلسطين باعتبار أن إسرائيل دائما، خلال الـ 75 عاما من الصراع، لديها قدرات على تشكيل الرأي العام الغربي، وأنها دولة مظلومة، ومضطهدة، لكن الأزمة الحالية كشفت أمور كثيرة جدا، وهذا ما تعمل عليه الدولة المصرية إلى جوار الأشقاء العرب لدعم القضية الفلسطينية.