الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسمم الحمل.. أول 3 أسباب لوفاة السيدات

الدكتور عمروحسن مستشار
الدكتور عمروحسن مستشار وزير والسكان

تسمم الحمل مرض يصيب الحوامل فقط ، ويتميز بأعراض ثلاثة هي: ارتفاع في ضغط الدم، وتورم بالجسم، ووجود زلال بالبول.. وللمرض أثار خطيرة على الحامل وعلى الجنين..

 

وقال الدكتور عمروحسن، أستاذ امراض النساء والتوليد بقصر العيني، ومستشار وزير الصحة والسكان، إن المرض يرجع  إلى تقلص شديد في الأوعية الدموية في جميع أعضاء الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط واضطراب في وظائف هذه الأعضاء مشيراً إلي ان الكلي تعد من الأعضاء التي تتأثر تأثرًا مباشرًا بالمرض فتضطرب وظيفتها في تنقية الجسم من السموم والفضلات الناتجة من عمليات الهضم والتنفس بل وقد تتوقف تمامًا عن العمل في الحالات المتقدمة وتكون من أهم أسباب وفاة المريضة. 


وتابع : كذلك يتأثر الكبد فتختل وظائفه العديدة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصدر الطاقة وميكانيكية العمل في كل خلايا الجسم، ويتأثر المخ في ارتفاع الضغط وتتقلص أوعيته الدموية وفي ارتفاع نسبة المواد السامة الحبيسة داخل الجسم فتصاب الحامل بأعراض عصبية ونفسية فتفقد الوعي تدريجيًا وقد تصيبها التشنجات وعندئذ يقال أن المرأة أصيبت بالاكلامسيا وهو من أخطر المضاعفات التي تصل نسبة وفاة الأم فيها إلى 10%.


وقال حسن، من أهم الأعراض هو التورم الذي يصيب المرأة ويبدأ غالبًا في القدمين والساقين ثم ينتشر تدريجيًا حتى يصيب الجسم واليدين والوجه.. ومن الطبيعي أن يؤدي تقلص الشرايين إلى ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى مضاعفات عديدة أولها على القلب الذي قد يصاب بالهبوط لعدم قدرته على مقاومة هذا الارتفاع الشديد، كما قد تنفجر الأوعية الدموية الموجودة في الأعضاء الهامة مثل: الكلى والكبد والمخ والعين أحيانًا..

ماذا يحدث للجنين بعد الإصابة بتسمم الحمل؟


 وقال الدكتور عمروحسن  يؤثر المرض على المشيمة وهي العضو الهام الذي يربط الجنين بجدار الرحم وتقوم بالوظائف الحيوية التي تؤدي إلى نمو الجنين فتمده بالغذاء والأوكسجين وتتولى إخراج كل ما هو ضار من أنسجته موضحاً أن الأوعية المشمية تصاب بالتجلط وتفقد وظيفتها تدريجيًا فيبطئ نمو الجنين ويولد صغيرًا ضعيفًا وفي بعض الأحوال الشديدة ولا سيما حالات الاكلاسيا التي تحدث فيها التشنجات تنفصل المشيمة عن الرحم ويؤدي هذا إلى وفاة الجنين فورًا.

كيف يتم تشخيص المرض؟
وأوضح حسن أن تسمم الحمل مرض ليس له أعراض هامة في مراحله الأولى فيما عدا حدوث التورم في القدمين والساقين، وقد يؤخذ هذا على أنه شيء عادي يحدث أحيانًا في الحمل الطبيعي لافتاً إلي ان هذه من جوانب خطورة المرض؛ لأن الأعراض هي التي تحمل المريض على الذهاب للطبيب لذلك فإن التشخيص لا يتم إلا بقياس ضغط الحامل وتحليل البول للزلال فإن الحامل التي لا تذهب للفحص الطبي قد يتسلل إليها المرض بدون أي شكوى ثم تفاجأ بمضاعفاته الشديدة لأول مرة ومن الغريب أنه إذا مات الجنين داخل بطن الأم فإن أعراض المرض تختفي وتشفى منه.

وأشار الي أنه بالرغم من آلاف الأبحاث العلمية فإن السبب المباشر للمرض غير معروف، لذلك فقد وصفت عشرات النظريات المختلفة، بل وسمى المرض بعشرات الأسماء المرتبطة بهذه النظريات.
ولكن مما لا شك فيه أن هذه الأبحاث قد كشفت الكثير من جوانبه المختلفة وأصبح من المحتمل اكتشاف سببه المباشر في وقت قريب.

 المرأة الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل 


قال أستاذ أمراض النساء والتوليد أنه من المؤكد أن المرأة في حملها الأول أكثر عرضة للإصابة وأن المرض تقل نسبة حدوثه وشدة أعراضه في الحمل الثاني والثالث والرابع؛ لذلك فإن ذهاب المرأة في الحمل الأول وفي فترة مبكرة لمركز رعاية الطفل أمر ضروري جدًا وهام،وهناك فئاتأخري أكثر عرضة وهن :- 

- الحامل قبل العشرين وبعد الخامسة و الثلاثين:
في طرفي فترة خصوبة وإنجاب المرأة تزداد الإصابة بالمرض، ولعل أنسب سن للحمل هو ما بين العشرين والثلاثين أو الخامسة والثلاثين على الأكثر.

- المرأة البدينة:
من المؤكد أن ضغط الدم يزداد مع ازدياد الوزن، وقد اثبتت الأبحاث أن المرض بمقوماته من ارتفاع ضغط الدم وزلال في البول يزداد كلما ازداد وزن المرأة الحامل وزادت بدانتها.

- الحامل لتوأم:
الحامل لأكثر من جنين أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل، ولهذا يجب الوصول لتشخيص الحمل التوأمي في مرحلة مبكرة بالتنبه لاحتمال وجوده أولًا إذا وجد توأم بالأسرة سواء كان ذلك من ناحية الزوجة أو الزوج.
ولقد أصبح ممكنًا الآن باستعمال الموجات فوق الصوتية تشخيص التوأم بسهولة بواسطة فحص الطبيب.

- المصابة بالضغط أو السكر:
الإصابة بالضغط العالي أو السكر أو أمراض الكلى المزمنة تضع الحامل ضمن المجموعة الحرجة المعرضة للإصابة والتي يجب أن تنال اهتمامًا خاصًا.


ومتى يظهر المرض؟
 أكد الدكتور عمرو حسن انه من المعروف أن المرض يظهر في الشهور الأخيرة من الحمل وقد يظهر لأول مرة أثناء الوضع أو بعده مباشرة.ومن النادر أن يظهر قبل ذلك إلا في الحالات التي يحدث فيها كحالة مركبة فوق مرض آخر كأن تكون الحامل أصلًا مصابة بالضغط العالي.


 واشارالي أنه يحدث كذلك في فترة مبكرة في الحمل في حالة الحمل الحويصلي النادر وفيها لا يتكون جنين ولكن يمتلئ الرحم بأكياس صغيرة مثل حبات العنب.

ومتى يختفي؟


 أوضح أستاذ النساء والتوليد أن المرض وقف على الحامل ولا يحدث في المرأة غير الحامل ولا في الرجال بل هو وقف على الإنسان ولا يحدث في الحيوان وينتهي بانتهاء الحمل، لذلك فإن إنهاء الحمل أحد طرق العلاج الفعالة عندما تفشل طرق العلاج السلمية التي تستعمل هادفة إلى إبقاء الجنين حتى يستكمل نموه.


وهل يترك آثارًا؟
 وأشارالي  أن كل المضاعفات تحدث أثناء الحمل أو الولادة، أما بعد الولادة فإن أعراض المرض تختفي تدريجيًا فيختفي التورم والماء المخزون وتدر المرأة كميات كبيرة من البول عقب الولادة.
ثم يبدأ ضغط الدم في النزول التدريجي ويختفي ما قد يكون قد صاحبه من أعراض مثل الصداع أو الزغللة، وإذا كانت المريضة قد أصيبت بضعف في الإبصار فإن ذلك يعود تدريجيًا إلى طبيعته، كما يختفي الزلال من البول وتعود الكلى إلى كفاءتها العادية.
 

 وأردف قائلاً : كما ذكرت أن نسبة الإصابة العالية تحدث في الحمل الأول ثم تقل جدًا في المرات التالية، إلا أن المرأة التي أصيبت به من قبل أكثر من غيرها احتمالًا لعودة الإصابة في حمل لاحق، وتصل نسبة العودة حوالي 40% لذلك يجب ضم هذه المجموعة إلى المجموعة الحرجة المعرضة والتي تحتاج لرعاية خاصة أثناء الحمل.


المرض والعوامل المحيطة المؤثرة فيه:


 وأشار حسن  إلي أن العلماء  بحثوا  في مدى ارتباط التغذية بهذا المرض، وبالرغم من مئات الأبحاث التي أجريت في محاولات لإيجاد علاقة بين حدوث المرض ونقص في مواد معينة مثل البروتينات أو الفيتامينات، فإن السؤال لم يجد للآن إجابة علمية واضحة، إلا أنه من المؤكد أن سوء التغذية عامل مهم من عوامل ازدياد مضاعفات المرض وأن التغذية السليمة للحامل وقاية لها، كما اتفق الرأي على أن الإكثار من استعمال ملح الطعام  يزيد المرض سوءًا ويكثر من مضاعفاته، كما أن التدخين يزيد من نسبة وفيات الجنين.


واوضح أنه قد عرض أكثر من بحث أثر الأحوال النفسية في الإصابة بالمرض وكان أوضح الأمثلة ما ذكره د.نوفيكوف أستاذ الولادة بجامعة لينيجراد حيث قدم تقريرًا عن حالات الاكلامسيا وتسمم الحمل أثناء حصار المدينة الذي استمر أكثر من عام خلال الحرب العالمية الأخيرة وما تعرض له السكان من ضغوط نفسية غاية في العنف فأخذ المرض شكلًا وبائيًا وصورة شديدة تختلف تمامًا عن الصورة التقليدية التي أشرنا لها.


الخسارة البشرية في الأمهات:


وقال حسن يجيء بين أول ثلاثة أسباب للوفاة للسيدات أثناء الحمل و الولادة  ومن المعروف أن نسبة الوفاة ترتفع ارتفاعًا مخيفًا بمجرد حدوث التشنجات أو الاكلامسيا.

الخسارة البشرية في الأطفال:


تصل نسبة ما يفقد من الأطفال حوالي 30% سواء كان ذلك بوفاة الجنين قبل أو أثناء الولادة أو خلال الأسابيع التالية للولادة بسبب تسمم الحمل ومضاعفاته على النحو التالي:
50% قبل الولادة، 30% أثناء الولادة، 20% خلال الأسابيع التالية للوضع حين تضع الأم مولودًا متأخر النمو قليل الوزن.

بالنسبة لتسمم الحمل فإن من أهم الأمور اكتشاف المرض في مراحله الأولى حيث يمكن علاجه وتحديد المجموعة الحرجة أو الخطرة من المرضى الذين يأتون في المقدمة من حيث احتمالات إصابتهن بالمرض والتركيز في العناية بهن.. ولاشك في كبر حجم المشكلة في الدول الفقيرة حيث أن المطلوب هو رفع مستوى الخدمة الطبية من ناحية الدول وما يتكلفه ذلك من أموال ثم خلق الوعي الصحي السليم وهو مرتبط بمستوى التعليم ومحو الأمية الثقافية للكثافة الكبرى من السكان.

 وأختتم قائلاً : يتخلص المطلوب في النقط الآتية:
• خلق وعي صحي بين الحوامل بضرورة وضع أنفسهن تحت الرعاية الطبية منذ بداية الحمل.
• ضرورة قياس ضغط الدم وتحليل البول للزلال والسكر بشكل دوري لجميع الحوامل.
• ضرورة العناية بتغذية الحامل والابتعاد عن زيادة الوزن وعدم الإكثار من استعمال ملح الطعام.
• ضرورة العناية بالحوامل اللاتي ينتمين إلى المجموعة الحرجة ووضعهن تحت الإشراف المركز أثناء الحمل.
• التوسع في خدمات تنظيم الأسرة بحيث يقل الإنجاب في السن الخطرة وهو ما قبل العشرين وما بعد الخامسة والثلاثين.
• ضرورة الإسراع بإنهاء الحمل في الحالات التي يتضح فيها عدم جدوى العلاج.
• نشر الثقافة الصحية بين الناس عن طريق وسائل التعليم والإعلام لخلق وعي صحي صحيح.